الجهل يحرق مكتبة جسر الفيات.. المغربي لم ييأس وهذا ما سيفعله

21 كانون الثاني 2022 18:22:21

يحتقر التاريخ أعداء الكتاب، ولا يذكر من المغول وجيش هولاكو إلّا إحراقهم لمكتبة بغداد العريقة، وإتلافهم لكنزٍ من المعرفة التي اختزنتها كتب نادرة الوجود. ولا شك أنّ جزءاً من التاريخ فُقد مع فقدان كتب مكتبة بغداد آنذاك.

تكرّرت أحداث حرق الكتب والمكتبات، وآخرها وليس آخراً، حرق مكتبة الرجل المسن محمد المغربي، الذي أبى أن يستسلم للفقر والعوز وأصرّ على تأمين قوت يومه، ونشر الثقافة والمعرفة في آن من خلال بيع الكتب، بعد ما بات مشرّداً، يسكن تحت جسرٍ للمرور.

إذ أقدم مجهولون ليل أمس الخميس على إحراق مكتبة المغربي الكائنة تحت جسر الفيات في بيروت، وإتلاف مختلف الكتب فيها، وحسب ما روى المغربي، فإن معترضين على زيارة وزير الثقافة، محمد مرتضى، له قبل أيام وتحرّكه لتحسين حال المكتبة تحت الجسر أقدموا على حرق الكتب، حسب المغربي.

وكان محمد يبيع هذه الكتب لمحبي القراءة ببدلٍ رمزي، كلٌ حسب قدرته، إذ كانت رسالة الكتاب هدفاً قائماً بحد ذاته بعيداً عن الربح المادي. ويُذكر أنّه يعيش تحت الجسر برفقة كلبه بعدما تشرّد. ويمكن للمارّين من تحت الجسر رؤية الأثاث الذي نقله معه محمد، قبل حرق المكتبة.

لم يصب محمد بأي أذى نتيجة الحريق، كما لم تنل أيادي الحقد من عزيمته، إذ يبدو مصرّاً على افتتاح مكتبته من جديد، وتجميع الكتب وبيعها. إلّا أنّ ما حصل يفضح تقصير الدولة العالمة بحال محمد، والتي لم تتخذ أي إجراء لتأمين المأوى له، والحفاظ على ثروته الفكرية.

ويذكر أنّ المغربي مثقّف ومتعلّم، وهو خريج جامعة القاهرة، وقد درس هندسة مدنية 12 عاماً، وألّف (كتاب) "قانون الاقتصاد في العمارة الحديثة". ويتكلّم باللهجة المصرية، لكنّه لبناني الأصل ومن أبناء كفرشوبا، وفق ما يقول.