Advertise here

شهيّب: البلد ذهب إلى ما بعد بعد جهنم.. وحزب الله يعمق جروح الداخل

14 كانون الثاني 2022 11:46:49

قال عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب أكرم شهيب، إن انعقاد مؤتمر المعارضة السعودية بدعوة من "حزب الله"، "يشكل منحىً تصعيدياً جديداً من قِبل هذا الحزب تجاه المملكة التي احتضنت لبنان واللبنانيين في الشدائد التي مرت على البلد ولا تزال.

ورأى في حديث لـ"النهار"، ان مواجهة إسرائيل لا تكون بتنظيم مؤتمرٍ يحمل أحقاداً وإساءات لدولة شقيقة لها الكثير على بلدنا بكل أطيافه دونما تمييز بين لبناني وآخر، إضافة إلى الأعداد الكبيرة من اللبنانيين الذين يعملون في المملكة وسائر دول الخليج، فمن المعيب ما يجري بحق السعودية، إضافة إلى ما سبق من زرع خلايا إرهابية في دولة الكويت والبحرين وسواهما، فإلى متى هذه التصرفات التي تعمّق جروح الداخل؟ فالرياض والخليج هما رئة لبنان الإقتصادية، ولولا اللبنانيون في هذه الدول لكانت ظروفنا أخطر مما هي عليه اليوم بكثير، فهم يشكلون سنداً ورافداً أساسياً لذويهم وعائلاتهم، لذا كفى إقامة مؤتمرات هدفها تحويل لبنان ساحة ومنصة لإيران ومحاربة اليمن والخليج من الأراضي اللبنانية، فيكفي هذا البلد ما يعانيه من أزمات وليتركوا اللبنانيين الذين يعيشون في السعودية والخليج بأمان واستقرار، والمسؤولون الخليجيون يحرصون عليهم أكثر من هؤلاء الذين يسيئون لمن وقف إلى جانبنا في السراء والضراء".

وفي مسألة رفض الحزب التقدمي الإشتراكي المشاركة في جلسة الحوار التي دعا إليها الرئيس عون، قال شهيب: "أولاً من يدعو الى الحوار يجب أن يكون محايداً لا طرفاً، الأمر الذي ينطبق على رئيس الجمهورية الذي لا همّ له سوى دعم صهره وتياره البرتقالي وتمسكه بورقة تفاهم مع حزب الله الذي يقوّض الإستقرار في لبنان والخليج من دون أن نسمع أي موقف حازم من رئيس مؤتمن على الدستور والحفاظ على العلاقات مع الدول الشقيقة وعلى أبناء بلده المنتشرين في دول مجلس التعاون يدين الإساءات بحق الرياض والخليج، وتالياً هل يعقل وخلال الأشهر المتبقية لانتهاء ولاية عون وبعد فشل ذريع على كل المستويات، أن يدعو رئيس الجمهورية الى طاولة حوار؟ فأين كانت الإستراتيجية الدفاعية طوال السنوات الخمس المنصرمة؟ وأين الحياد الذي دعا إليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي؟ الأجدى اليوم أن يعود مجلس الوزراء إلى الإلتئام لمُعالجة هموم الناس الإقتصادية والمعيشية والحياتية، وهي من صلب اهتماماتنا في اللقاء الديموقراطي، فالأمور وصلت إلى مكان خطير جداً على الصعيد الاجتماعي، ومردّ ذلك الى سياسات التعطيل وأخذ لبنان إلى محورٍ تدميري وسلخه عن محيطه العربي".

وختم شهيّب: "بصراحة أقول تأخرت كثيرا يا فخامة الرئيس، فالبلد ذهب إلى ما بعد بعد جهنم، والشباب يهاجرون والاقتصاد ينهار والدولة تفككت وتحللت والمؤسسات انهارت، فقط ما بقي هو "عيون الصهر" والعمل لإيصاله إلى رئاسة الجمهورية على أنقاض بلد لم يبقَ منه شيء، فنحن من فتحنا طريق الحوار والمصالحات وطرحنا المسائل الاقتصادية قبل الانهيار، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟ وكم سبق وحذرنا من المصائب التي حلت علينا قبل حصولها، إنما الأهم هو شبقُ الرئاسة، لذا وعَودٌ على بدء، من الضرورة أن يجتمع مجلس الوزراء ويفعّل التواصل مع صندوق النقد الدولي وأن تعالج الملفات الاقتصادية، لا السعي لمحاولات تعويم عهد لم يبقَ منه شيء، فمن هذا المنطلق رفضنا المشاركة في الحوار بعيداً عن إنشائيات البعض والحديث عن النظام وتغييره وسوى ذلك، لتحصين الطائف الذي هو السلم الأهلي والدستور، ونحن ضنينون بكل ما يجمع اللبنانيين، وما مصالحة الجبل وتماسكه، سوى تأكيد بالملموس على العودة إلى الجذور والتواصل والتلاقي بمعزل عن الخلافات والتباينات السياسية، فالحوار لا يكون غبّ الطلب ولمكاسب انتخابية وسياسية فيما البلد أصبح في مكان آخر".