Advertise here

بلدية المحيدثة تطلق بروتوكول تعاون مع كلية العمارة في الجامعة اللبنانية

22 نيسان 2019 14:40:00 - آخر تحديث: 22 نيسان 2019 14:41:10

في خطوة لحفظ التراث العمراني وتسليط الضوء على العمران المحلي القديم في بلدة المحيدثة في قضاء راشيا، ومع انطلاق اعمال التوثيق في سياق بروتوكول التعاون بين الجامعة اللبنانية كلية الفنون الجميلة والعمارة وبلدية المحيدثة ضمن سياستها التنموية والبيئية، نظمت البلدية لقاء حواريا مفتوحا حول "برنامج التوثيق واعداد مشاريع نموذجية لإعادة تأهيل التراث العمراني المحلي".

شارك في اللقاء عميد كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد الحاج ،رئيس بلدية المحيدثة المهندس مروان شروف، مديرة الفرع الرابع في دير القمر الدكتورة مي كرامة،منسق بروتوكول التعاون الدكتور حبيب صادق، المهندسة بابل قيصر، ومجموعة من أساتذة الفرع الرابع.

حضر اللقاء الدكتورة اسامة كلاب ممثلة وزارة الثقافة، امام بلدة الرفيد الشيخ يوسف الرفيع ولفيف من مشايخ بلدة المحيدثة، رئيس منتدى التنمية اللبناني وهبي أبو فاعور، رئيس اتحاد بلديات قلعة الإستقلال فوزي سالم، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور، أمين سر المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز المحامي نزار البراضعي، رئيس دائرة التنظيم المدني في راشيا المهندس سامي المعربوني، رئيس جمعية الخريجين التقدميين المهندس نضال جمال،عضو مجلس ادارة مياه البقاع المهندس عماد محمود ،وفادي طلايع ممثلا بلدية راشيا، وحشد من المهندسين والفنانين والرسامين، والمهتمين وأبناء بلدة المحيدثة. كما شارك طلاب قسم العمارة في الفرع الرابع (دير القمر) والفرع الأول (الحدث).

قدمت اللقاء وأدارت الحوار الطالبة جمال ملاك ثم افتتح الحوار رئيس بلدية المحيدثة المهندس مروان شروف بكلمة قال فيها :" ليس التراث عمارات قديمة تبحث عمن يقدسها، ولا هو تاريخ جامد لا يتحرك، التراث فن قابل للحياة والتجدد، خاضع لجاذبية الحركة والتفاعل والمحاكاة، إذا ما تلاقح مع الفن الناضج والإبداع الخلاق الذي يقارب الجمال من منظور مختلف والفكر الذي يطرح أسئلة المستقبل ليصوغ منها حركية ابداع الآتي الذي يجب أن يتراءى أمام الأجيال تراثا حيا وذا ابعاد انسانية يحمل ارث الماضي وجدلية الحاضر وافق المستقبل.

وتابع شروف "ليس غريبا على رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الأستاذ وليد جنبلاط أن يقف في كثير من المحطات مدافعا عن تراث بيروت وغيرها من المناطق بوجه هجمة الإسمنت المتوحشة، لأنه على يقين أن التراث هو الهوية ولن يكون لنا مستقبل في تضييع تلك الهوية، وعهدنا أن نحفظ تراث بلدتنا ومنطقتنا لنحفظ هويتنا وكرامتنا ومستقبلنا.

وقال: "إن تراث بلدة المحيدثة الماثل أمامكم لوحات حية وناطقة، لهو دليل على تلك الهندسة وذلك الفن، فمعالم العمارة شاخصة بمنازلها الحجرية الدهرية وعقودها المتدلية المتماسكة، وقرميدها المقاوم لكل أشكال عنف الطبيعة ومغريات المدنية الزائفة أحيانا، وهذه خلوة البلدة وكنيستها إرث حضاري وتراثي إلى جانب كونهما بيت عبادة وصلاة وبيت من بيوت الله التي ندخلها جميعا، وتلك المغاور في جبل المحيدثة تاريخ محفور بالصخر يحمل في طياته وبين تقاسيمه ارث حضارات استوطنت هنا وتركت بصماتها ومضت لكن إبداعها استمر بوصفه فنا ناضجا لا يموت ولا يعرف الأفول، بوصفه مشروعا نموذجيا  يهدف إلى احياء التراث واخراجه من صنميته وجموده لدمجه في حركة تكاملية في سياق التنمية المعاصرة في ميادين الهندسة المعمارية والتخطيط الحضاري ، كما شكر وزير الصناعة وائل أبو فاعور على مؤازرته ودعمه ووقوفه إلى جانب البلدة وأهلها وحرصه على حماية تراثها من الضياع اضافة الى التقديمات التي تعبر عن محبته لبلدتنا وقناعته بان العمل الانمائي ليس بالحجر فقط بل في كل ميادين الحياة  والعمل ووجه شكره لعميد الجامعة وادارتها وطلابها

وختم شروف معلنا انه  سيتم اختيار افضل مشروع من المشاريع النموذجية لاعادة التأهيل وستقدم البلدية جوائز مالية قيمة للمشاريع الثلاثة الأولى الفائزة.

وقدمت المهندسة بابل قيصر (منسقة البرنامج من قبل البلدية) صورة عن بلدة المحيدثة ومحاور العمل وحجم الأبنية التراثية المحلية، ثم تحدث المشرف على البرنامج أستاذ العمارة في الجامعة اللبنانية حبيب صادق عن مراحل البرنامج من التوثيق الى تقديم دراسات مشاريع نموذجية وصولا الى توصيات خطة التنمية والمحافظة على التراث المحلي وادارته. 

وتحدثت مديرة الفرع الرابع الدكتورة مي كرامي برنامج الجامعة في سياق التعاون مع البلديات وأهميته على المستوى الأكاديمي والعملي بالتواصل مع المجتمع المحلي.

عميد كلية الفنون الجميلة والعمارة الدكتور محمد الحاج تحدث عن سياسة الكلية والتواصل مع المجتمع عبر البلديات مشيرا الى تميز هذا البرنامج بتخصصه بموضوع التراث المحلي وأهميته بخلق قاعدة للمعلومات والأفكار لتأسيس خطط التنمية والمحافظة على التراث ضمن خصوصياتها المحلية وأهمية هذا التعاون بين الجامعة والبلديات، وتقدم بالشكر من بلدية المحيدثة ورئيسها على هذه المبادرة في إطلاق ورعاية هذا البرنامج. 

وتضمن اللقاء مداخلات لمهندسين وفنانين وصحافيين  اعتبرت ان التراث الريفي اللبناني هو حالة ابداع في تكونه مما يستلزم تثقيف وتوجيه عيون ابنائنا على الانسجام، في زمن قتلنا الكثير من ذاكرة هذا البلد وساوينا بين ما له قيمة وما ليس له قيمة.

ولخصت المداخلات بالتوصيات التالية:
• المؤسسات التعليمية ودورها في تعليم الفنون الجميلة 
• الروح في الأرياف، وضرورة العودة والتفتيش في خصوصيات اماكننا وتراثنا.
• على من تقع مسؤولية التلوث العمراني (المهندسين السلطة المجتمع الناس)
• الاغتراب في التصاميم المعمارية
• إشكالية التراث والمعاصرة: التشريعات، سيادة الفكر الاستباحي، وهل ما ننتجه اليوم سيصبح تراثاً بعد 100 عام
• الخطط والاستراتيجيات وموقع التراث فيها ودورها في التنمية المحلية.
• وضع البلديات وقبولها بالتخطيط وبرمجة التنمية.
• موضوع معالجة واستخدام التراث مرتبط بالسياسة والثقافة الاجتماعية. والعمارة ليست بمعزل عن هذه المؤثرات.
• المعالم التراثية هي ملكية اجتماعية وعلى البلديات ان تبتكر آليات للحفاظ وإدارة هذا التراث.
• موضوع المعايير والآليات المتعلقة بتحديد التراثي، والقرارات والخيارات القانونية.
• أهمية البرنامج في توثيق تراث المحيدثة وبناء قاعدة معلومات تؤسس لدراسة التراث الخاص بالبلدة وانماطه وخصائصه وتقنياته، وآفاق استخدامه بالتنمية المحلية، وأي خطة ستؤسس على معطيات وخصوصيات الواقع.

بعد جلسة الحوار توزع الطلاب على المجموعة الأولى من الأبنية (11 مبنى)، حيث تمت معاينتها ورفع قياساتها وأجريت المقابلات مع أصحابها، ورافقهم العميد ورئيس البلدية والأساتذة. 

ووثقت صور الأبنية التراثية "مي كرامي، حبيب صادق قسطنطين تابت، وطلاب العمارة، إنانا قيصر، نور قيس، اسراء السيد علي، سارة يونس".