Advertise here

حديفة: الأولوية لتفعيل عمل الحكومة... ونخشى من المزايدات الانتخابية على حساب اللبنانيين

02 كانون الثاني 2022 23:33:05

استغرب مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة تعمّد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الامعان أكثر فأكثر في معزوفة قديمة لرمي مسؤولية ما وصلت اليه البلاد على الآخرين، فيما هو وتياره كان شريكاً أساسياً في الحكم منذ 15 عاماً علة الاقل، ثم خصوصاً بعد وصول رئيس الجمهورية ميشال عون الذي وصفوه بالرئيس القوي الذي يملك القرار الأقوى، لذلك كان الأجدى به أن لا يتنصل من المسؤولية وأن يكون شريكاً بتحمّل مسؤولية ما وصلت إليه البلاد، وأن يذهب اذا كانت لديه النية الوطنية للبحث عما يمكن فعله لوقف ما يمكن وقفه من التدهور الحاصل في احوال اللبنانيين".

وشدّد حديفة في حديث للـ"ال بي سي" على أن "الأولوية لتفعيل عمل المؤسسات الدستورية إنطلاقاً من تفعيل عمل الحكومة مروراً بمجلس النواب والمؤسسات وصولاً إلى إجراء الانتخابات النيابية، ولكن للأسف ما من بادرة خير يمكن أن نقول معها أن الأمور ستتجه إلى الأفضل مع بداية العام الجديد".

وعن دعوة عون إلى حوار وطني، لفت حديفة إلى أنه "لا يمكن رفض أي حوار بالمطلق، فالحوار أساس أدبياتنا السياسية، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سبق ودعا إلى الحوار، لكن السؤال الأساس: هل تُحل الأمور التي تعطل الحكومة اليوم في حال تم التوجّه إلى حوار خول عناوين عامة؟ وهل تُحل أزمات الكهرباء والبطاقة التمويلية والتفاوض مع صندوق النقد والعقد المتراكمة في معيشة المواطنين في حال تم طرح الاستراتيجية الدفاعية؟ نحن لا نرفض الحوار، وسبق أن قدمنا ورقة متكاملة للاستراتيجية الدفاعية، لكن الأولوية الأولى اليوم إعادة تفعيل عمل الحكومة، ولا يمكن التغاضي عن هذه النقطة بطرح عناوين أخرى تحتمل الوقت". 

ورأى حديفة أن "المسؤول عن تعطيل عمل الحكومة هو ربط تعقيدات الملف القضائي والملفات السياسية بعمل الحكومة، وطرفا النزاع القائم هما من يتحمّل مسؤولية التعطيل بشكل مباشر"، مذكّراً بـ"طرح التقدمي لمبادرة تهدف إلى رفع الحصانات عن الجميع بناءً على اقتراح كتلة المستقبل النيابية، وقد رفضها التيار الوطني الحر، ولذلك التعطيل يأتي من الجانبين".

وأضاف حديفة في هذا السياق: "هناك أطراف تتحمّل مسؤولية إعادة الحكومة إلى العمل، بينها التيار الوطني الحر الذي طُرحت عليه هذه المبادرة المذكورة سلفاً ورفضها، مع العلم ان رئيس الجمهورية كان أعلن استعداده لمقابلة القاضي طارق البيطار والادلاء بالمعلومات، فإذا كان هناك حرص على تحقيقات انفجار المرفأ، كان يجب الموافقة على هذه المبادرة بدل أنيتم التوقّف عن هذه الشكليات (الحصانات)". وتابع: "نحن مستعدون لطرح المبادرة مرة أخرى والتشاور مع الجميع، مع العلم أن الأطراف السياسية كلها تستفيد مع عودة عمل الحكومة، لكن نخشى أن يكون الأمر مزايدات انتخابية على حساب صمود اللبنانيين".

وعن زيارة النائب وائل أبو فاعور إلى السعودية في وقت سابق وربطها بالتحالف الانتخابي مع القوات اللبنانية، ذكر حديفة أن "ملف التحالف مع القوات اللبنانية في الإنتخابات النيابية لم يكن مرتبطاً بهذه الزيارة، وكنا قد أعلنا "إعلان النوايا" قبل هذه الزيارة، والأمر كان سبق وحصل في العام 2018". وأكّد أن "العلاقة مع السعودية قائمة قبل موضوع الانتخابات وبعده، والتواصل قائم مع القيادة السعودية، أما العلاقة مع القوات فهي تتّجه إلى المزيد من التفاهم الانتخابي".

وقال حديفة: "لدينا عناويننا الانتخابية وبرنامج واضح، ووثيقة مؤتمر الحزب العام قبل أشهر وضعت العناوين الأساسية، وبالتالي التلاقي مع القوات اللبنانية أو أي طرف آخر سيكون من باب مدى التلاقي على هذه العناوين، وما يتم التوافق عليه يعلن في البرنامج الانتخابي". 

وختم حديثه لافتاً إلى أنّه "لم نطرح التحالف مع التيار الوطني الحر، ولكن عندما يكون هناك عناوين عمل حول مصلحة اللبنانيين نلتقي مع مختلف الأطراف السياسية في المجلس النيابي حتى تلك التي نختلف معها سياسيا واستراتيجيا، فحبذا لو أن الامر هذا ينسحب على كل القوى السياسية لوقف اغراق البلاد في الانهيار".