Advertise here

2021 السنة الأسوأ في تاريخ لبنان.. إنتهت بارتفاع إصابات "كورونا" وتربّع الدولار على عرش الليرة

01 كانون الثاني 2022 09:04:39 - آخر تحديث: 01 كانون الثاني 2022 11:02:07

كتب عمر حبنجر في الأنباء الكويتية: 

يغلب الإعتقاد بأن العام الطالع 2022 لن يكون إلا امتداداً لسنة الشؤم 2021 التي مرت على لبنان، بحكم تمدد مكونات الطبقة السياسية، المسؤولة عن سواد وجه السنة الفائتة، الى السنة الوليدة.

وبحسب التقاليد، ودع اللبنانيون السنة الفائتة بتحميلها اوزار الأزمات والانهيارات، والخيبات التي لحقت بهم خلالها، ليستقبلوا العام الجديد بابتسامات آملة وقلوب واجلة عسى أن تكون أفضل من التي سبقت، فيما يرى المتشائمون، أو بالأحرى الواقعيون، أن "الآتي أسوأ من اللي راح".

ولكن هل من سيئ أسوأ مما حل بلبنان عام 2021 وما قبله؟ بعد أن استفحلت تناقضات اهل السلطة وحل العوز والفقر وانتشرت الطوابير على أبواب محطات توزيع المحروقات والافران والمستشفيات وغياب الكهرباء، وكل ما يتصل بمقومات الحياة الطبيعية، وتربع الدولار على عرش الليرة، وتعايش اهل السلطة مع غياب مفهوم الدولة، متكئين على أكتاف قوى الأمر الواقع، النقيض الصارخ لهذه الدولة.

الانتخابات التشريعية، المفترضة، في أيار المقبل، خشبة الخلاص الموعودة، هذا الاستحقاق المستند إلى دعم المجتمع الدولي يكاد يكون نجمة الأمل، وسط ظلام التناقضات السياسية، المبنية على المصالح الخاصة أكثر مما على الصالح العام.

في الأمثال، "عند هبوب العاصفة، يتعارك البحارة مع بعضهم بعضاً"، وهذا ما حل بالقيادات السياسية اللبنانية المتناحرة، فالرئيس ميشال عون يتحكم به الخوف على مستقبل وريثه وصهره جبران باسيل، والرئيس نجيب ميقاتي يصر على الإمساك بالعصا من الوسط، حفاظاً على الموقع، وكلاهما في مركب "حزب الله" المبحر في اليم الإقليمي الهائج.

أما علاقة رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري فحدث ولا حرج، فالرئيسين عون وبري كالغسق والفجر، لا يلتقيان.

وعلى الرغم من ذلك، فإن تعليمات بري لمناصريه تشدد على عدم المس بالذات الرئاسية، طالما أن الأوركسترا الباسيلية لا تتناول بري بالاسم، ويقول المسؤول في حركة "أمل" أدهم ياسين لـ"أم تي في": بعد سنتين من التعنت والشعبوية، وعقد الصفقات، ثم الانقلاب عليها، وخرق الدستور، واستخدام القضاء في معارك وهمية "هل تظن يا فخامة الرئيس انكم ستجدون من يجلس على طاولة الحوار الذي دعوت اليه؟".

وخلاصة هذا القول أن الرئيس بري ليس مع الحوار الذي دعا اليه الرئيس عون، لأنه ليس مع تعويمه، وتعويم وريثه السياسي جبران باسيل، فيما العد التنازلي لولايته الرئاسية قد بدأ.

على صعيد العلاقة بين الفريق الرئاسي و"حزب الله" فهي مرشحة للتبلور غداً الأحد حيث الهجوم الدفاعي الذي وعد به جبران باسيل، وبعد غد الإثنين حيث الكلام للسيد حسن نصرالله، واللافت أن الضرورة، أملت على الطرفين التشبث بمركب تفاهمهما المشرف على الغرق، والواضح أن ما بين نصر الله وباسيل شعرة معاوية، التي يحافظ عليها الطرفان، في حين يبدو أن ثمة هامش معيّن لنائب الأمين لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي يتحدث عن سيناريو رسمه الحزب للدولة، ويقول للبنانيين ما معناه: انتم في الملعب الإيراني، ويمكنكم اللعب ما شئتم، لكن من يتخيّل أنه من خلال الانتخابات يمكن أن يبتدع اكثرية نيابية تخرجه من هذا الملعب فهو خاطئ.

أما عن علاقة الرئيس عون والرئيس ميقاتي، فليست كما يبدو، على ما يرام ايضاً، ولعل كلام ميقاتي، في مؤتمره الصحافي الأخير، حول مبررات رفضه دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بمن حضر، أشعل الفتيل بين الرئاستين الأولى والثالثة، من دون ان يتوصل "حزب الله" الحليف المشترك، إلى اخمادها تماماً، وبات واضحاً أن لكل منهما ايقاعه الخاص المختلف عن الآخر، فالرئيس عون يريد من ميقاتي تنفيذ ما جرى الحديث عنه قبل تأليف الحكومة، ومنه اطاحة حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، الأمر الذي رفضه ويرفضه ميقاتي لأنه ليس المطلب الوحيد للفريق الرئاسي فبعده هناك التعيينات الرئاسية التي يصر باسيل على أن يسمّي المسيحيين منهم فرداً فرداً، ويرفضه ميقاتي من خلال الممانعة في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بداعي الخشية من مقاطعة الثنائي المعروف.

والخلاصة أن سنة 2021، كانت الأسوأ في تاريخ لبنان، فقد اطلت في ظل جائحة "كورونا" وها هي تغيب وسط جنون الدولار، في بدايتها تشكلت حكومة ميقاتي التي لم تجتمع سوى ثلاث مرات وفي نهايتها قفز عداد "كورونا" إلى رقم الخمسة آلاف إصابة إضافة الى نحو 15 وفاة يوميا.

وأسوأ ما حصل بلبنان في تلك السنة، تدمير العلاقات اللبنانية مع الدول العربية الخليجية الشقيقة نتيجة تورط "حزب الله" في حروب سورية والعراق واليمن، فضلاً عن اختيار المرافئ اللبنانية والمرافق، لشحن الكبتاغون المخدر معبأ بأكواز الرمان والليمون الحامض وأخيراً البرتقال إلى هذه البلدان.

ولكن ذلك السواد، لم يمنع السياسيين من تمني سنة جديدة سعيدة للبنانيين، فقال ميقاتي عبر "تويتر": "بالامل والايمان سنستقبل عاماً جديداً نتمناه مليئا بالصحة والخير والعافية لجميع اللبنانيين، وكلنا أمل بأن تتوحد كل الارادات لنتعاون في ورشة النهوض بلبنان مما يمر به من صعوبات".

ووصف الرئيس سعد الحريري، السنة الراحلة بأنها "كانت في غاية الصعوبة، لما حملته من أزمات طالت مختلف مفاصل حياة اللبنانيين"، سائلاً الله أن "تتغير الأحوال في العام الجديد ويتحقق وقف الانهيار، ويعود الاستقرار وتنفذ الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها".

وغرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر "تويتر" قائلاً: "لبناننا فكر وتاريخ ومحبة وتحدّ. أما لبنانهم فأمن ومؤامرات، كذب وجهل أنفاق وألغام، عتمة وظلام".

أما عن العام الجديد، فأهم مواعيده المعلنة عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت في السابع من يناير، ويبدو ان معه جديداً في عملية ترسيم الحدود البحرية جنوبا مع اسرائيل.

ولا يقل أهمية ما كشف عنه النائب انطوان حبشي، عضو كتلة "الجمهورية القوية" من سحب 500 مليون دولار من أموال المودعين في المصارف وتوزيعها "بكل وقاحة" على شركات مقدمي الخدمات للكهرباء، كما فعلوا عام 2010 فيما كان جبران باسيل وزيراً للطاقة "لوضعها بكل وقاحة في جيوب الناخبين".