Advertise here

كورونا والأعياد: "اللّه يسترها معنا"!

24 كانون الأول 2021 13:09:28

تحلّ الأعياد هذا العام وكورونا ما زال يتفشّى وينتقل بيننا بمتحوّراته القابلة للازدياد، ملقياً بظلاله على التجمّعات التقليديّة التي اعتاد اللبنانيّون عليها في كلّ عيد، وخصوصاً الميلاد ورأس السنة. الإجراءات ضروريّة واللقاحات السبيل الوحيد للحدّ من المخاطر، ولكن هل يتمّ الالتزام بها كما يجب لمنع أي كارثة تتربّص بنا بعد الأعياد؟

يقول رئيس لجنة الصحّة النيابية، النائب عاصم عراجي، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة: "لي تخوّف من أنّ الإصابات ستزداد، والتخوّف لا يقتصر فقط على أعداد الإصابات إنّما سببه أيضاً عدم وجود أسرّة كافية في المستشفيات، فنسبة الإشغال اليوم وصلت إلى 80 في المئة". ويُضيف: "أنا خائف لأنّ هناك تفلّت كبير وعدم التزام، و"اللّه يسترها معنا"، وإن شاء اللّه لا يتكرّر ما حصل في السنوات السابقة لأنّ القطاع الصحّي غير قادر على مواجهة أي تفشٍ لكورونا. وأنا قلق لأنّني أرى عن قرب ما يحصل، فغالبية المواطنين غير ملتزمين، والدولة لا تُطبّق بشكل جدّي التدابير الوقائية، وأشعر ألّا حماس لتطبيقها". 

إنّنا في خطر حقيقي. على الأقلّ هذا ما يبدو حتى الآن. هنا يُشير عراجي إلى أنّه، "إذا كانت أكبر دول العالم التي لديها نظام صحيّ متماسك متخوّفة فكيف الحال في لبنان المأزوم؟"

الحال سيّئة في لبنان طبعاً، فالقطاع الاستشفائي يعاني. وهذا ما يؤكّد عليه عراجي، إذ يُثني على تحذير نقابة أصحاب المستشفيات من كارثة محتّمة خلال أيّام، قائلاً: "بالطبع قد نصل إلى ذلك، فأنا أعيشه يوميًّا". ولذلك هناك ضرورة قصوى لاتخاذ التدابير الوقائية، فعراجي يلفت إلى أنّ، "كل دول العالم أخذت إجراءات لتفادي انتشار كورونا، وطرق الوقاية بسيطة من ارتداء الكمامة إلى عدم التجمّع في أماكن مغلقة، وضرورة الالتزام الجدّي من قِبل المؤسّسات السياحية"، ويقول: "أنصح المواطنين بضرورة تلقّي اللقاح فهو الوسيلة الوحيدة لتأمين بعض من الحماية، وأؤكّد أنّ هناك وفرة. وهذا الفيروس لا حدود له فالعالم أصبح قرية صغيرة، وملايين الناس تتنقّل بين الدول، ولذلك برأيي أنّ أوميكرون يمكن أن يكون وصل إلى كلّ دول العالم وعند دخوله إلى بلد معيّن يعني ذلك أنّ انتشاره حتمي. ومع وصوله إلى لبنان يعني ذلك أنّ الاحتمال الأكبر هو لانتشاره". 

أمّا عن الأرقام في المستشفيات وأرقام الملقّحين، فيُشير عراجي إلى أنّ، "مَن حصل على جرعة واحدة من اللقاح حتى الآن تصل نسبتهم إلى حوالي 42 في المئة، أمّا من تلقّوا الجرعتين فنسبتهم 35 في المئة، ومَن حصلوا على الجرعة الثالثة 15 في المئة. و90 في المئة من الموجودين في أسرّة العناية هم من غير الملقّحين". 

ويعود عراجي ليُشدّد، مع اقتراب الأعياد، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية وأخذ اللقاح وفرض الإجراءات من قِبل الدولة، "كي تمرّ فترة الأعياد بسلام، وكي لا ترتفع الإصابات الخطرة بشكل كبير في ظلّ عدم جهوزيّة المستشفيات"، يختم الأخير قائلاً: "أنا خائفٌ من فترة ما بعد الأعياد، وأتوقّع أن ترتفع الإصابات، وآمل أن أكون مخطئاً". 

نحن أمام الخطر نفسه هذا العام مع حلول الأعياد، وكي لا نقع في المحظور نفسه، الوقاية واللقاح هما الأمل الوحيد.