رغم قرار مصرف لبنان بمدّ المصارف بالدولار في محاولة منه للجم السوق السوداء، إلّا أنّ سعر صرف الدولار لا يزال عند مستوياته المرتفعة، ولم يتراجع إلّا بنسبةٍ طفيفة. الأمر الذي طرح بالتالي تساؤلات حول مدى فعالية إجراء "المركزي".
الباحث والخبير الاقتصادي، كليب كليب، رأى أنّ تعميم مصرف لبنان الأخير ما زال غامضاً ويحتاج إلى مزيد من التوضيح. لكنّ أوساط المركزي تشير إلى أنّ الهدف إعطاء المصارف الدولار على سعر منصّة "صيرفة" لتعطي الأخيرة بدورها المودعين جزءاً من أموالهم بالدولار، وبالتالي إبقاء سعر الصرف تحت السيطرة.
وأشار كليب في حديثٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أنّه، "وفي حال تقرّر إعطاء المودعين أموالاً بالدولار، فذلك قد يعني سحب دولارات من السوق بهدف تمويل العملية، خصوصاً وأنّ ما من دولارات خارجية تدخل إلى البلد، وبالتالي سيزيد سعر صرف الدولار في السوق السوداء بسبب زيادة الطلب على العملة الخضراء"، مذكّراً بمحاولات وألاعيب جرت سابقاً، وتجري حالياً، بهدف امتصاص سيولة الدولار من الأسواق، وقد تكون بدعة الدولار الأبيض الأخيرة إحدى هذه الحيَل.
"أمّا وفي حال كان القرار إعطاء المودعين مبالغهم بالليرة وفق سعر المنصّة، فذلك سيعني ضخّ المزيد من العملة الوطنية في السوق وزيادة الطلب أيضاً على الدولار، ما يعني رفع سعر الصرف في الأسواق السوداء"، وفق ما قال كليب.
واعتبر كليب أنّ، "حلول مصرف لبنان جزئيّة، وقد تكون النوايا من خلفها إعادة أموال المودعين أو جزءاً منها، لكنّ الحل الجذري لا يكمن في هذه التعاميم، بل بتوفّر قرار سياسي بالتوجّه نحو الإصلاحات الحقيقة، وفك العزلة الخارجية عن لبنان لعودة تدفّق الدولارات".