Advertise here

الثورة الإيرانية في بعدها الإقليمي

13 كانون الأول 2021 13:20:51 - آخر تحديث: 13 كانون الأول 2021 13:40:30

 في دردشةٍ مع أحد الرفاق الأصدقاء، تناولنا الموضوع في العلاقة مع حزب الله، وتنظيم الخلاف معه في إطار سياسة التسوية التي يتبعها الحزب، تماشياً مع تاريخه في مجرى السياسة اللبنانية، وتطبيقاً لمقولة المعلّم الشهيد (علمتني الحقيقة أن أرى جمال التسوية). 

لا شكّ أن حزب الله له تمثيله الشعبي على المستوى الوطني، كونه يمثّل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني تتمثّل بقسمٍ كبير من الطائفة الشيعية الكريمة، وله نهجه المقاوم الذي تختلف معه الأطياف اللبنانية الأخرى التي تمثّل النسيج الشعبي في لبنان. 

إنّ الحالة التي  يمثّلها حزب الله في لبنان تنسحب على الدول العربية التي يتواجد فيها النفوذ الإيراني. وإذا ذكّرنا القارئ بها فهي تمتد من إيران إلى لبنان، مروراً بسوريا، والعراق، واليمن. 

ما هي أوجه التشابه بين هذه الدول الأربعة في التأثير على السياسة التي تتبعها الثورة  الإسلامية في إيران. 

- إذا بدأنا بالجمهورية الإسلامية في إيران: هناك الحرس الثوري الإيراني. 

- العراق: هناك الحشد الشعبي.  

- لبنان وسوريا: انتفت الحدود الفاصلة بفعل الدعم اللّا- محدود الذي قدّمته إيران لنظام الأسد عبر حزب الله، وهذه نقطة من النقاط التي ينظّم الحزب خلافه مع حزب الله حولها. 

-اليمن: هناك الحوثيّون، والدعم الإيراني اللّا- محدود على هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي. 

إنّ التشابه في السياسة الإيرانية في هذه الدول العربية الأربعة تتطابق، بشكلٍ أو بآخر، مع ما يُطبّق في إيران. وهذا الموضوع تلزمه قراءات متأنية في هذه الممارسات. ومدى تأثيرها الداخلي  في البلاد المتواجدة فيها،  ومدى تأثيرها على الصراع العربي- الإسرائيلي الذي أخذته الثورة الإسلامية في إيران إلى بُعده المذهبي في الصراع بعيداً عن وجهه الوطني. 

عودٌ على بدء بالنسبة لهذا الموضوع الإقليمي الشائك - ومدى التشابه في ممارسات هذه التنظيمات على الوضع الداخلي في هذه الدول، ومدى نجاحها في إقامة قوى أمر واقع تلعب دوراً موازياً لدور الدولة في هذه الأوطان التي تنوء تحت ثورات أكبر من حجمها الوطني في العراق، وسوريا، ولبنان،  واليمن - فيلزمه إضاءة متأنية حول مدى التشابه في الممارسات الإيرانية في هذه الدول، ومدى تاثيرها على الشعوب  في هذه الدول. وسنتناول هذا الموضوع في الأيام المقبلة.