Advertise here

الأمور ذاهبة نحو الأسوأ وبعض الدول حريصة علينا أكثر منا

بصبوص: أية زيادة في تعرفة الكهرباء في ظل الهدر القائم هي هدر إضافي

10 كانون الأول 2021 23:25:27

أوضح عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الإشتراكي محمد بصبوص أن "الأزمة الحالية ليست وليدة الساعة بل هي نتيجة تراكم سياسات خاطئة، حتى وصلنا الى مكان أصبحت الحلول فيه شبه مستحيلة، رغم مساعي وجهود وزير الطاقة الواضحة لمحاولة إيجاد بعض الحلول الآنية".

وقال بصبوص في حديث عبر قناة "ال بي سي": "لا يوجد خطة قائمة ومتكاملة لحل مشكلة الكهرباء، فالحلول والقوانين النافذة وضعت بالادراج ولم يُنفّذ منها شيئا".

وأضاف "بأحسن المناطق اللبنانية التقنين في الكهرباء يكون قرابة لـ22 ساعة في اليوم، والذي يمكن ان نصل اليه من خلال استجرار الطاقة من الاردن او الغاز المصري هو امكانية تحسين بضع ساعات معدودة التقنين".

وكشف أنه "في المرحلة القادمة لن يكون هناك أية مساهمة مادية من مصرف لبنان لمساعدة قطاع الكهرباء، وسيكون الاتكال على ما يُمكن تقديمه من النفط العراقي والوعود التي تتقدم من مصر والاردن".

وأضاف "وصلنا الى ما نحن عليه نتيجة تراكم المشاكل التي بدأت في قطاع الكهرباء وتفاقمت منذ عام 2008 لذلك هناك ضرورة للعودة الى الوراء وتشخيص المشكلة والتفكير كيف علينا خفض الهدر وتطبيق القوانين و زيادة القدرة الانتاجية".

واشار الى ان "البنك الدولي حدد بشكل واضح في العام 2018 في تقارير ان المدخل الاساس لاصلاح قطاع الكهرباء يجب ان يبدأ بتخفيض الهدر التقني وغير التقني الذي زاد عن 40%  لذلك لا يمكننا ان نذهب الى زيادة تعرفة من دون البدء من هذه النقطة".

واضاف "اليوم نحن ندفع ثمن التقاعس في تطبيق العلاجات وما زلنا نسير في نفس الطريقة ونبحث عن الحلول المجتزأة"،معتبرا "اية زيادة في التعرفة في ظل الهدر القائم هي هدر اضافي".

وتابع "اذا بقي الوضع على ما هو عليه فنحن ذاهبون الى الأسوأ، ومن غير المقبول ان تستمر مؤسسة كهرباء لبنان بالوضع التي هي عليه، لذلك يجب اعادة المؤسسة لتتمتع باستقلالية ادارية ومعنوية ومادية لان الكل يعلم انها مؤسسة ملحقة بوزارة الطاقة"، معتبرا أن البواخر كانت إحدى الكوارث التي حصلت اضافة الى المشاريع المشبوهة التي تم تلزيمها دون مراعاة ادنى المعايير القانونية ومعايير المنافسة و الشفافية كمشروع "هوا عكار" وغيره من سلسلة مشاريع الهدر الطويلة.

واضاف "لا يوجد قوانين راعية لهذا القطاع فجميعها في الادراج ولم تُطبّق وهناك ممانعة لتطبيقها والسبب الاساسي هو الهيئة الناظمة، وان عملية معالجة الخلل الاساسي لا يمكن ان يتم العمل عليها بالتجزئة، لذلك يجب ان يكون هناك خطة واضحة وخارطة طريق للبدء في الاصلاحات".

وقال "هناك أزمة كبيرة وهذا يؤشر الى ان الامور ذاهبة نحو الاسوأ، وليس لدى مصرف لبنان القدرة علي القيام بشيء، بسبب الارتجالات غير المدروسة التي قام بها تحت عنوان الدعم المشوّه".


وردا على سؤال قال: "على الحكومة ان تجتمع وان تفك القيد عنها، ويجب ان تتوافر كافة الشروط وتتضافر كل الجهود من أجل اجتماع الحكومة في أسرع وقت ممكن وايجاد حلول لكافة الازمات وعلى رأسها قطاع الكهرباء".

وحول استجرار الغاز من مصر، أكد بصبوص "ان دولة مصر بحاجة الى ضمانات، فهي واحدة من الدول الاساسية المصدرة للغاز، ونحن بانتظار ان يبت هذا الموضوع بشكل نهائي على أمل ان يصلنا الغاز المصري من دون تعريض مصر للعقوبات، وهناك بعض الدول حريصة علينا أكثر منا لكي لا يصل لبنان الى الانهيار الشامل!".