صدر عن جمعية "نضال لأجل الإنسان" البيان التالي:
"أما وقد وصل لبنان إلى هذا الدرك من الإنهيار السياسي والإقتصادي والمالي، فهو لأمر بديهي أكثر أن نتخوف من عمق الهوة التي لا نزال ننحدر صوبها يوماً بعد يوم حيث تتراجع كل مؤشرات الحياة الكريمة دون استثناء ويصبح الحفاظ على أي مكسب إجتماعي عملية صعبة للغاية، لذلك يحق لأي فرد في لبنان، وهو يرى البلد يتهاوى، أن يخاف على وجوده كإنسان وعلى وطنه ككيان قابل للإستمرار فيما تحولت الدولة إلى هيكل يفتقد كل صفات الرعاية لشؤون أبناء البلد، بعد أن تنازلت عن سيادتها على الأرض وبعد أن أفسحت المجال أمام تجار الهيكل لفرض نهجهم ورفض أي مساس بمصالحهم وثرواتهم المكدّسة على مدى عقود الفساد.
في بلد أفلَسَ، لا تزال الطغمة الممسكة بالقرار الاقتصادي تستكمل نهب ما تبقى من ممتلكات ومدّخرات المواطنين المغلوب على أمرهم، رغم أن الشعب قد أسمع صوته الإعتراضي ونزل مرات إلى الشارع، لكنه لم يستطع غلبة حيتان المال وبقيت آذان الحكّام صمّاء، فلم يُبدوا اهتماماً يُذكر بحقوق المواطنين البديهية التي تتبخر مع مرور الأيام.
أرقام الهجرة ترتفع بشكل مرعب، أما من بقي فهو يعاني الأمرين لتأمين الحد الأدنى من العيش الكريم ولم تعد المداخيل كافية حتى لتأمين الطعام والكهرباء والتدفئة والتنقل.
في "اليوم العالمي لحقوق الإنسان"، وقد تعدّت نسبة الفقر في لبنان الثمانين بالمئة، ماذا تُرانا نقول لعائلات تنام على جوع وبرد وقهر وفقدان الأمل بالمستقبل؟ أي صفة تنطبق على قوى مهيمنة تشترط إسكات الحق في جريمة مرفأ بيروت قبل مجرد العودة إلى المشاركة في الحكومة؟
فالناس لا تؤمن البتة بمن يمنعون اجتماع الحكومة، أو بالذين أهدروا المليارات خلال السنتين المنصرمتين خدمة للتهريب ولكبار التجار، او بالذين يعجزون عن تأمين التمويل للبطاقة التمويلية.
إن جمعية "نضال لأجل الإنسان" وبعد جردة للواقع الأليم الذي وصل اليه الشعب، ستستمر في حمل مشعل قضايا الناس وطرح الصوت عالياً للمطالبة بمقومات العيش الإنساني الكريم لكل المواطنين والمقيمين على أرض لبنان، كما دعوة المتضررين من بقاء هذا الواقع المأساوي لاستخدام كل أساليب الضغط المشروعة لتأمين تغيير نوعي في الاداء ومحاسبة كل من إعتدى على حقوق الناس.
كما تؤكد الجمعية ان لا مناص أمام جمعيات حقوق الإنسان سوى دعوة المواطنين إلى معرفة حقوقهم والتمعن بها وعدم التنازل عن واجبهم في التغيير الديمقراطي والإصلاح السياسي والإقتصادي والاجتماعي وصولا إلى دولة عدل وقيم تحترم مواطنيها. وكلنا إيمان أن الشعب قادر على تحويل الحلم إلى واقع".