موسم الأعياد اقترب، ومن المفترض أن يبدأ المواطنون بالشعور بفرحة العيد وأجوائه. ومن المفترض أيضاً أن ترتدي الشوارع والمناطق حلّة العيد، وأن تتزيّن، وأن نشهد الـ"عجقة" المعتادة. ولكنّنا في لبنان، حيث تطغى جهنّم، ويكاد يكون العيد بعيد المنال.
ينتظر كثيرون الأعياد، وخصوصاً التجار "يلي بيسترزقوا" من هذه الفترة، ولكن العيد هذا العام مختلف، فقلّ مَن يشتري الألعاب للأطفال، وقلّ مَن يخرج للسهر والاستمتاع إذ تحوّل عددٌ كبير من اللبنانيين إلى فقراء يسعون وراء لقمة العيش لا أكثر.
الحال نفسها يعاني منها التجّار، إذ يؤكّد رئيس جمعيّة تجّار عاليه، سمير شهيّب، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة، أنّهم "يحاولون قدر الإمكان الحفاظ على مؤسّساتهم ومصالحهم، ولكن الوضع سيّء جدًّا، و"الدولة مش عم تخلّينا نحضّر شي للأعياد"، مشيراً في هذا الإطار إلى، "القرار القاضي بالإقفال وفرض القيود على الحفلات وغيرها". ويسأل: "فكيف يمكن التحضير للأعياد في ظلّ فرق الدولار، وغلاء المعيشة، وانخفاض القدرة الشرائية؟!"
ارتفاع الأسعار جرّاء تحليق الدولار، وانعدام القدرة الشرائية، لسان حال جميع اللبنانيّين. "ما في عيد السنة" تقول سناء، الأمّ لأربعة أولاد، مضيفة: "أكل أنجق قادرين نجيب، وأصلاً نحن لا نفكّر بالعيد بل نعيش يوماً بيوم. إنّنا نحاول البقاء على قيد الحياة فقط".
هذا اليأس ينعكس أيضاً على التجار، فشهيّب يلفت إلى أنّه، "لن يكون هناك سوق خلال الأعياد إنّما نتوقّع مزيداً من التدهور الاقتصادي والمالي، ومزيداً من الفقر والعوز، وإقفال للمؤسّسات"، قائلاً: "بعد عيد رأس السنة سنشهد إقفالات جديدة، إلّا إذا اجتمعت الحكومة وعالجت الأمور الأساسية".
ومن هنا يُناشد الأخير الحكومة والمعنيّين العودة إلى الاجتماع وبتّ المواضيع الأساسية، مثل البطاقة التمويلية ومساعدة الفقراء، خاتماً: "لا تحضيرات هذا العام كالأعوام السابقة، فسابقاً وفي مثل هذا الوقت كانت الزينة تلفّ المناطق، وكانت الإعلانات، والتسويق للسوق التجاري، قائمة. للأسف هذا العام لن نرى كلّ تلك الأمور. كما أنّه لا يمكن التعويل على السياح والمغتربين بسبب الأوضاع الأمنية وانتشار كورونا".
المعاناة تطال الجميع في لبنان. إذاً، هل أصبح العيد بعيداً عن لبنان؟!
