Advertise here

ندوة في صوفر حول كتاب الدكتور عماد شيا "كمال جنبلاط والصحافة تاريخ متفاعل مع الأحداث"

05 كانون الأول 2021 23:13:52

بمناسبة ذكرى ميلاد المعلم كمال جنبلاط، أقيم في مركز صوفر للثقافة والتنمية حفل توقيع كتاب "كمال جنبلاط والصحافة تاريخ متفاعل مع الأحداث" للدكتور عماد شيا. 

وحضر المناسبة عضو المجلس المذهبي الشيخ حسين عبد الخالق ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، وكيل داخلية الجرد في الحزب التقدمي الإشتراكي جنبلاط غريزي ممثلا النائب أكرم شهيب، رئيس مجلس إدارة مدير عام الأسواق الإستهلاكية زياد شيا، مدير ثانوية العرفان - صوفر الشيخ عماد فرج، رئيس اتحاد بلديات الجرد الأعلى - بحمدون كمال شيا، نائب رئيس الاتحاد حسين المنى وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير، رجال دين وأساتذة جامعيين وأطباء وفاعليات سياسية واجتماعية وتربوية. 

بعد تقديم من عضو مجلس بلدية صوفر مسؤولة اللجنة الثقافية منيرة الدمشقي، كانت كلمة لرئيس اتحاد البلديات كمال شيا منوها بشخصية كمال جنبلاط الفذة، وبكتاب الدكتور شيا واضاءته على هذه الشخصية. 

ثم تحدث الدكتور يقظان التقي باسم رابطة أصدقاء كمال جنبلاط، فشدد على أن موضوع الكتاب مهم جدا، إذ لم يسبق لأحد أن تطرق اليه وهو يشكل إضافة مهمة، لأن هناك تأثيرا متبادلا واستثنائيا بين شخصية جنبلاط السياسي وبين شخصية جنبلاط الصحفي. وبذلك يكون الدكتور شيّا اول من فتح باب النقاش حول هذا الموضوع. 

وشدد التقي على ان عملية التأثير والفاعلية بين كمال جنبلاط   والصحافة عملية تأثير متبادلة ومعقدة جدا، تحتاج إلى منهجية قراءة شاملة تجمع بين النص التوثيقي وتأطير تحليل المضمون، وتتجاوزه إلى الاستشراف. ورأى أنه من الصعب التقاط الظاهرة الجنبلاطية، فالصحافة توثق انتقال كمال جنبلاط الى الحداثة والانتفاضة. وخارج هذه التفاصيل هناك المؤرخ جنبلاط الذي يقدم الفكرة الفلسفية والذي اشتغل على Structure  اي المعمارية التاريخية بأكثر من مادة واحدة، ولا أقول إن مهمة المؤلف كانت سهلة في وظيفة الباحث إزاء حالة خاصة فكرية وفلسفية واعلامية تجاوزت المحلية إلى العالمية الانسانية.

استاذ الاعلام والعلاقات الدولية الدكتور خالد العزي الذي ركز في ورقته على محور "نحو صحافة أكثر انسانية  ومسؤولية" نوّه بعنصر الجدية الذي ميز الكتاب لاسيما على مستوى العلاقة الديناميكية التفاعلية بين كمال جنبلاط الصحفي والمفكر والسياسي. مثنيا على قدرة المؤلف في إثبات وإبراز هذه العلاقة. 

العميد البروفيسور الحقوقي كمال حماد استاذ القانون الدولي، جال في ورقته على محاور الكتاب، بما فيها مقدمة الناشر طلال سلمان، ومقدمة رئيس رابطة أصدقاء كمال جنبلاط عباس خلف. وفند حماد أهمية ما ورد فيها. مستخلصا بان كتاب شيا هو نتاج بحث وجهد ومثابرة، ويستحق أن يحتل مكانا مرموقا إلى جانب المؤلفات القيمة عن فكر وثقافة كمال جنبلاط. مشددا على أهمية الاستفادة منه في المناهج الدراسية لكليات الإعلام.

وفي الختام تحدث مؤلف الكتاب الدكتور عماد شيا فتوقف عند نقاط ثلاث: الأولى، ملاحظته وجود مستويين للكتابة الصحفية عند كمال جنبلاط، مستوى أول ويتشكل من كتاباته الفكرية حول الفلسفة والاجتماع والاقتصاد والبيئة والدين. ومستوى ثان يتشكل من افتتاحياته المتعلقة بالمستجدات السياسية والاجتماعية والاقتصادية اليومية. وقد تميز جنبلاط بقدرته على تنويع أسلوبه الكتابي بحيث خاطب جمهور المستوى الأول، النخب والمثقفين بمصطلحات العلم والمنطق، وجمهور المستوى الثاني، البسطاء والكادحين والأميين بأسلوب سهل وبسيط غني بالعبارات والأمثال الشعبية. ولفت شيا الى تشديد كمال جنبلاط على نوعين من الحريات في الكتابة. النوع الأول حرية الفكر التي يجب أن تكون مطلقة لأن مصدرها العقل، إذ ليس من المعقول تقييد إبداع العقل في الكتابة والتأليف وإعلان ما يتوصل إليه العقل من حقائق ونتائج. والنوع الثاني حرية الصحافة والتعبير التي يجب إخضاعها لمبدأ التكامل الحتمي بين حقوق الصحفي وواجباته.  اذ لا يجوز أن يصادر الصحفي حرية الفكر المطلقة في تغطيته لأحداث ووقائع محدودة بمعطياتها  وزمانها ومكانها. وأبرز شيا في النقطة الثالثة المفهوم الجنبلاطي للصحافة كتاريخ متفاعل مع الأحداث. فبيّن من خلال منهجية وتسلسل وديناميكية العلاقة بين مقالات جنبلاط وافتتاحياته، وبين المستجدات على مختلف المستويات على مدى 35 سنة، على أنها فعلا تشكل تاريخا متفاعلا مع الأحداث. وبذلك يرفع جنبلاط الصحافة من مستوى نقل الخبر والمعلومة إلى القراء لمساعدتهم على اتخاذ موقف من المستجدات، الى مستوى التاريخ المتفاعل مع الأحداث،  بحيث تصبح هذه المعلومة بعد حين وثيقة يستعين بها المؤرخون لتأريخ الحقبة التي نشرت فيها. مشددا على أن يكون للصحفي مؤهلات المؤرخ المتفاعل مع المستجدات والأحداث، فلا يعرض بكتاباته وتغطياته الصحفية القراء للتضليل في يومياتهم، ولا يساهم بعد حين من خلال استعانة المؤرخين بها كوثائق في تحريف أو تزوير التاريخ.