Advertise here

ندوة لرابطة اصدقاء كمال جنبلاط حول "الشطرنج السورية"

18 نيسان 2019 13:04:00 - آخر تحديث: 18 نيسان 2019 13:43:09

نظمت رابطة اصدقاء كمال جنبلاط في مركزها في بيروت، ندوة بعنوان "سوريا اليوم: شطرنج بعدة لاعبين" أدارها الدكتور رياض طبارة وشارك فيها سفير روسيا الاتحادية في لبنان الكسندر زاسبكين ، الباحث والسفير السابق الدكتور رياض طبارة، الكاتب السياسي والسفير السابق الدكتور ناصيف حتي. وحضرها وزراء سابقين وسفراء ومدراء عامين واعلاميين واساتذة جامعيين وممثلي احزاب وجمعيات.

طبارة
حدد الدكتور رياض طبارة بداية ان الشطرنج هو لعبة لشخصين يتنافسان استراتيجياً لكسب الجولة، لكن ماذا لو كان هناك اكثر من لاعبين يغيّر الواحد منهما تحركاته حسب تحركات الاخرين كما هو الحال في سوريا؟ كم التنبؤ سيكون صعباً بما ستكون عليه الامور في النهاية.
ثم حدد اللاعبين الاساسيين على الساحة السورية والمشكلات التي تواجه كلا منهم. اللاعب الاول، منذ خمس سنوات، هو اللاعب الروسي وهدفه الاستراتيجي الاول لهذا التدخل هو تأسيس موطئ قدم على ضفاف البحر المتوسط، بعد ان انحسر النفوذ الروسي في الجزائر وليبيا ومصر ليقتصر على حوض في ميناء طرطوس السوري لاصلاح البواخر . ونجح الرئيس بوتين في اقامة قواعد بحرية وجوية وبرية في سوريا تساندها معاهدات طويلة الامد.
واضاف الدكتور طبارة ان تثبيت الموقع الروسي في سوريا بحاجة الى تفاهم مع الاميركيين، وهؤلاء يشترطون انسحاب ايران من سوريا. ادارة ترامب تعمل على تحييد ايران وتأسيس تحالف  عربي – اميركي تقوده السعودية  وربما لاحقاً تركيا. وتحييد ايران هو ايضاً مطلب اسرائيلي يهم الولايات المتحدة على مستوى الادارة والكونغرس. وهذا وضع روسيا بين واقعين: المحور الاميركي – الاسرائيلي من جهة ومحور الممانعة الايراني من جهة اخرى.
وقال عن ايران انه يصعب عليها التنازل عن مكتسباتها التي حصلت عليها في المنطقة بكلفة سياسية واقتصادية كبيرة، من خلال رعايتها للميليشيات المتحالفة معها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
وعن تركيا، اللاعب الرابع على رقعة الشطرنج ، قال المحاضر ان هدفها الاستراتيجي هو ان تفرض نفوذها على مساحة في شمالي سورية عمقها ما بين 40 و 60 كيلومتراً  المتاخمة لحدودها.
وعن الانسحاب الاميركي من سوريا، قال ان هذا لن يحصل في المدى المنظور.
وعن موضوع عودة النازحين السوريين الى بلدهم قال: ان المبادرة الروسية تعطلت لعدم اقدام الدول الاوروبية والعربية على تأمين الاموال  اللازمة لاعادة الاعمار قبل الحل السياسي.

زاسبكين
الفير الروسي اكسندر زاسبيكين اعلن ان موضوع الندوة تغير بعد عدول الادارة الاميركية عن الانسحاب العسكري من سوريا، للبحث في مصير الحلول المتوفرة للمشكلة السورية. وقال هذه الحلول تكون سهلة في ظل التفاهم الدولي الذي تحترم فيه مصالح كل طرف. والعلاقات الدولية، المتدهورة حالياً تعيق التوصل الى الحلول المقبولة. روسيا اليوم تعمل لقيام عالم متعدد القوى ومازلنا في مرحلة انتقالية. الولايات المتحدة تحرك النزاعات في دول الشرق الاوسط ، وروسيا مستهدفة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي مرحلة الحرب الباردة كانت المؤامرة تهدف الى تفكيك الاتحاد السوفياتي وتشجيع الفتن بين دول المحور السوفياتي، وفي مثل هذه الظروف لا يمكن التفاهم مع الاميركيين، واليوم روسيا تقف في الصف الامامي في مواجهة المشاريع الاميركية العسكرية والاقتصادية. الاميركيون يعملون لاستنزاف قدرات روسيا وايران من خلال العقوبات التي يفرضونها. روسيا تقف الى جانب الدول المهددة التي تحرص على سيادتها. الخلافات الطائفية والاتنية هي لعبة اميركية سواء في دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، ام في اوكرانيا، او في الشرق الاوسط، بقطع النظر عن الشعارات الديموقراطية. روسيا تعمل على محاربة الارهاب لضمان التوصل الى حلول سياسية. وهي مع النظام في سوريا، ولا يوجد تباين مع ايران. وتركز جهودها على الاستقرار واعادة الوحدة وترفض صفقة القرن الاميركية. وفي اتصالاتها مع الدول العربية تركز على الايجابيات، وتسعى لاعادة سوريا الى جامعة الدول العربية.

حتي
الدكتور ناصيف حتي رأى ان تطورات الوضع في سوريا تطرح تساؤلات كثيرة. والصراع في سوريا، بعد التدخلات الخارجية تحول الى صراع على سوريا، يغيب عنه الدور العربي المتهالك، ويبرز لاعبان اقليميان هما تركيا وايران. مسار جنيف الذي ترعاه الامم المتحدة تحوّل الى مجرد حفل دبلوماسي، والامور الجدية تبحث في الاستانة في غياب العرب والسوريين. ويبرز ايضاً تنافس بين الحلفاء في الاستانة على مناطق نفوذ كل  من ايران وتركيا وروسيا. وتفاقم هذه المنافسة المنطقة الكردية في شمال شرق سوريا المدعومة من الادارة الاميركية.
واضاف حتي ان الدور الاساسي واللاعب الاساسي  في الموضوع السوري هو لروسيا. والمطروح كمدخل للعمل عالمياً اليوم قيام مجموعتي اتصال عالميتين حول سوريا تسعيان لعقد طائف سوري يضع الحل المناسب سياسياً للمشكلة السورية لانه لا عودة الى الوضع السابق، وموضوع النازحين السوريين اصبح مسيّساً جداً ولا حلول قريبة متوقعة.