Advertise here

نحن نتيتّم على مراحل

05 كانون الأول 2021 19:05:00 - آخر تحديث: 05 كانون الأول 2021 20:12:16

عندما يفقد الشخص أمّه، أو أباه، يفقتده بالكامل، ومرةً واحدة، ويتماشى مع هذا العذاب طيلة العمر، ويقال عنهُ يتيم الأم أو الأب.

أمَا نحنُ، 
مِن مَن تيتمنا؟ 
وهل نحنُ الجيل الجديد، أو نحنُ الجيل القديم، ولكن بمعالم جسدية شبابية؟

هل نحن في زهرة شبابنا اليوم، أو أنّها سقطت ولم ندرك سقوطها؟

هل نحن روّاد القلم والفكر، أو روّاد الجوع والفقر؟
 
نحنُ جيلٌ يتيمٌ يا معلّمي. نحنُ جيلٌ حزين. جيلٌ شابَ في عزّ شبابه، وفقدَ أمله من مستقبلٍ مزهرٍ وربيعٍ مشرقٍ.

نحنُ جيلٌ خاف على كتابه من عدم قدرتِهِ على متابعة دراسته. 

نحنُ جيلٌ كَبُرَ قبل أوانه، وخاف على صحة أهله ومصيره من فقدان الأدوية، وانتشار الأوبئة، وارتفاع الفاتورة الاستشفائية.

نحنُ ذاك الجيل الذي أصبح أباً وأُماً في ربيعِ عمره.

نحنُ جيلٌ نامَ على وسادتِهِ وهو يُفكّر في هل سيتمكّن من تناول وجباتهِ الغذائيةِ في ظل هذه  الضائقة الاقتصادية.

ولكن رُغمَ جميع هذه المآسي يطلُّ علينا نورٌ ليبشرُنا بسنةٍ جديدةٍ عسى أن تكونَ خيراً علينا أجمعين. 

ورغم جميع هذه الظروف يطلُّ علينا بصيصُ أملٍ ليقولَ إنَ الحياة انتصار الأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء، ويصرخ عالياً مردّداً، "ادفنوا أحزانكم، وأتعابكم، وأوجاعكم، وانهضوا..

فمن تهرّبَ من معركةِ الحياة كمن تهربَ من معركةِ الحق. فلا يمكن لصاحب الحق أن يكونَ شيطاناً أخرساً.

فنحنُ أولادك، ونحن من زرعنا الأمل والفرحة من بعدك، ونشرنا فكرك وصُنّا وصيّتك.

فكانت الوصية كبيرة، وكانت المسؤولية أكبر، فلم نعتد السكوت، ولم نعتد الانهزام، ولم نكن شياطينَ متعدّين على الحق والحقيقة. 

لأنك أنت مَنْ نوّرَ دربنا بفكر، ومن زرَعَ فينا الأمل، ورفع لنا سقف التحدي، وجعلنا في صفوف النجاح، وعززّ  قيمتنا في المجتمعات كافة، لذلك فعندما نقول نحن أولاد الفكر  ومَن قال: "لا يأسَ مع الحياة، ولا حياةَ مع اليأس"، تُرفَعُ لنا القبعات، وتؤدي لنا التحية.. 

 اليوم نشكي لكَ همنا، ونأخذُ من ذكرى ميلادك شعلة أمل جديدة لنصمد من جديد، فبات السادس من كانون يوم الخلاص في شهر الخلاص، والأمل، والطريق إلى الحرية.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".