Advertise here

إلى المعلم كمال جنبلاط

05 كانون الأول 2021 19:18:28 - آخر تحديث: 05 كانون الأول 2021 19:29:37

إلى المعلم كمال جنبلاط في يومِ مولدِه الرابعِ بعدَ المئة:

سلام الى بياض روحك ونقاء فكرك وسمّو سيرتك، وبعد، 
 
كنّا في زمانك نحلم بغدٍ أفضل، ولمّا جاء غدُنا بتنا نفتش عن الحلم في ماضينا، الذي أنت فيه. فكيف لإنسان، لولاكَ،  أن يحلم بالماضي!؟

لقد أصبح كلُ ذبيحٍ  من وطني ضحية أشقائه، رموه في بئر يوسف وهو ينتظر النجاة، على يد عابرِ سبيلٍ من بلاد الله الواسعة، وهو يدرك أن من سينقذه سيضمه الى قافلته على طريق مصالحه؛ ومع ذلك ينتظر، آملاً أن تكون خاتمتُه كخاتمةِ يوسف النبي، وهو يحتفظ بقميص البؤس والعذاب، قميص الخلاص. 

لن أخبرَك عن الإنتماء والوفاء والشهداء، ولن أخبرك عن النضال والآمال والرجال، فكلهم بانتظار. بل سأخبرك عن وطنٍ ضاع على قارعة الطريق وأنت القائل إنه لا يُبنى وطنٌ على قارعة طريق؛ وتصدَّعَ جسره الذي كان يربط بين الشرق والغرب، وأنت الذي أردته عابراً للإنتماءات المقيِّدة نحو هويةٍ  إنسانية تتعدى الحروف والعقائد. 

لبنان حطمه بنوه وهم يساعدون غزاته على تشويه تاريخه وتدنيس حاضره واغتيال مستقبله.  

إنقاذُنا بكَ، بفكرك، بمبادئك برسالتك. إنقاذُنا بوطنٍ كما أردته، حراً،تقدمياً، علمانياً، ديمقراطياً، عربياً، إنسانياً. 

 وإلى ذلك الحين...صموداً أيها الناس صبراً وأملاً، فلا بدّ أن يزولَ الظلمُ وينجليَ الظلام، وتشرقُ شمسُ الحقِّ والحرية. 

معكَ سيستعيدُ أطفالُنا، من ماضيك المتجدد، حقَّهم في حلمٍ  مستقبلي.