اقتربت فترة الأعياد، إلّا أنّ الفرحة هجرت العديد من البيوت، وغابت الابتسامة عن وجوه كثيرين. هذا العيد يأتي باهتاً على لبنان المأزوم، والذي يتخبط مع فيروس كورونا ومتحوّراته، فهل من تحضيرات وإجراءات للقطاع السياحي؟
يُشير رئيس اتحاد النقابات السياحية، ونقيب أصحاب الفنادق، بيار الأشقر، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونية، إلى أنّنا "لن نشهد شهر أعياد كاملاً كما في السابق". ليس هذا الأمر مفاجئاً، فالوضع المتردّي الذي يشهده البلد أدّى إلى تفاقم سوء الأوضاع المعيشية للمواطن. ولكن، يقول الأشقر "نحن على جهوزية تامة اليوم، وكنّا دوماً حاضرين لـ"نعيّد" وقرارنا هذا العام أن نعيش العيد"، مضيفاً: "قسم كبير من المؤسّسات السياحية الذي هُدم في انفجار 4 آب عاد إلى الحياة والعمل".
في مقابل هذه الإيجابية والأمل، يلفت الأشقر إلى أن لا، "حفلات أُطلقت حتى الآن، إذ أنّ الحفلات الكبيرة التي كانت تحصل في لبنان انتقلت إلى الدول العربية المجاورة، ولم تعد هناك إمكانية ماديّة لدى أصحاب مؤسّسات الحفلات، ولا لدى المواطن، ولذلك أملنا ضئيل في أن تحصل".
التعويل اليوم لم يعد على اللبناني المقيم إنّما على القادمين من الخارج. هنا يؤكّد الأشقر: "أملنا الوحيد هو بالمغترب اللبناني، وخصوصاً الأقرب إلينا جغرافيًّا، أي الموجود في الدول العربية والإفريقية، وقسم من المغتربين في أوروبا، نتّكل عليهم للنهوض بالقطاع السياحي".
على الصعيد نفسه، يعدّد الأشقر مزيداً من الصعوبات التي تعيق الطريق أمام القطاع، قائلاً: "كلّ القرارات التي يتّخذها المسؤولون هي ضدّ السياحة وتزيد من الإحباط. هذا عدا عن أنّه يمكن أن نقول أيضاً إنّ الطقس "يلعب ضدّنا". ففي مثل هذه الفترة من السنة كان من المفترض أن يبدأ موسم التزلّج، والمناطق السياحية الجبلية هي من أكثر الأماكن التي يتوجّه إليها اللبناني خلال فترة الأعياد".
هذه حال القطاع والتحضيرات إذاً. عامل أساسيّ آخر لا بدّ من تسليط الضوء عليه، وهو كورونا، مع عودة التفشي الكبير وظهور متحوّر "أوميكرون".
"من الأساس نحن ملتزمون بإجراءات كورونا" يؤكّد الأشقر، قائلاً: "ما زلنا ملتزمين بكافة التدابير الوقائية وقد تمّ تطعيم العاملين، كما أنّ نسبة الموظفين الذين تلقوا اللقاح وصلت إلى 99 في المئة".
أمّا بشأن الباسبور الأخضر، فيرى أنّه "لا يُمكن اعتماده اليوم. وإذا كنّا نريد ذلك، فيجب أن يكون معتمداً في الدولة ككلّ، ونحن مستعدّون لاعتماده عند بدء تطبيقه في المؤسّسات".
العيد مقبلٌ، ويجب أن لا نُحرم منه، ولكن فلنبقَ على دراية بأنّ أيّ تفلّت سيعرّضنا لكارثة كورونيّة نحن بغنى عنها.