حب الوطن غريزة في قلوبنا..
وهي المادة التي لا تدرس، لأنها تولد معنا
منذ ولادتنا، وتكبر معنا كلما كبرنا.
سأل طالب استاذه في اللغة العربية:
استاذي ماسبب مانحن فيه من بلاء؟
فأجابه الأستاذ:
يا بُني، عندما تكون الأخلاق فعل ماضي، والعنف فعل امر، والحرب مضارع، والسياسيون فاعل، والشعب مفعول به، والمال مفعول لأجله، والفساد صفه، والرواتب ممنوعه من الصرف، والضمير غائب، والمصلحة مبتدأ، والوطنية خبر، والصدق منفي، والكذب توكيد، وقلة الأدب بالتخاطب تمييز، والإنتهازية مفعول مطلق، والوظيفة أداة نصب، والموظف حرف جر، والخزينة إسم مجرور، عندما يصبح الفقر حال، والأوجاع ظرف، والحياة جامدة، والسرور مُستثنى فلا عجب في أن يكون المستقبل لنا مبني للمجهول ولا محل لنا من الإعراب.
هي من روائع اللغة العربية.
لكنها وللأسف تمثل واقعنا المرير.
قلة الضمير والأذية والتغاضي عن الفساد، وعدم رؤية تشريد عائلات وهجرة الشباب لا بل الأسر.
ونتعجبُ من تلك الفئة التي تجتهد لتكشف عن انانياتها وتبين قلة ضميرها وتسعى لفتنة.
عندما ترى البعض من في السلطة يتمسكون بمواقع، ويوتروا علاقات مع الأشقاء والأصدقاء، ويستمرون باللامبالاة، وباللامسؤولية.
هم المجرمين ولم يخجلوا، وهم من يعرفوا اللعب عالقانون وما أكثرهم فى زماننا هذا متخفين في ثوب العمل العام والقناع السياسي، وهم في حقيقتهم ينفذون مخططات غريبة أو داخلية ولأحلامهم ولو بهدم كيان الوطن وسرقة خيراته بدعوى الرغبة في التغيير والتصحيح.
وقليل منهم من تتضح حقيقته ويطاله القانون الذي تلاعب به وكثير منهم لا يمكن أن تطاله يد القانون حتى وإن فضح أمره لأسباب، منها ما يعرفه البعض ومنها ما لا يعرفه إلا الخاصة.
فما السبيل فلقد عز السبيل ولقد أنهكتنا السبل.
أنه واقعا ليس بالمرير والمؤلم فقط وإنما يحتاج وصفه لكلمات لا نعرفها لأنه جد مؤلم وقاس يدمي القلوب ويهز الضمائر وتعتصر له العيون حتى لا تكون دموعا وإنما دما على واقعاً صنعته فئة معينة فئة المصالح وفئة المتاجرين بالبشر وبأقواتهم فئة المتاجرين بالوطن رافعين شعار الوطنية والانسانية وهما منهم براء، فئة أضاعت وهدمت الوطن وهزت أركان الاستقرار وسحبت بساط الأمن والأمان وللأسف هم المسيطرون والضحية المواطن المسكين الذى ضاع وتاه ولكنه لم ولن ينال منه اليأس فأمله في الله كبير، فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للفجر أن يطلع.
بعدما تحول أكثر من نصف الشعب الى بؤساء وعندما تستيقظ الضمائر عند البعض وروح الإنسانية والوطنية سيكون لنا وطناً نستحقه.
اللهم.. نستودعك الوطن وشعبه المكافح الطيب.