بعد أن هدأت عاصفة كورونا، خصوصاً مع ارتفاع نسَب الملقحين، عاد العالم إلى الحياة "الطبيعية" بعد أن حُجبت لحوالي عامين. ولكن، لم تَطُل هذه العودة، إذ عاد كورونا ليستفحل في عددٍ من الدول، وعاد خطر الموجات والمتحوّرات. لبنان ليس بمنأى عن هذه العاصفة المتجدّدة أيضاً، والتحذيرات قد بدأت فعلاً مع اقتراب موسم الأعياد وعودة الإصابات إلى الارتفاع.
"قد ندخل في أزمةٍ كبيرة في حال التفلّت خلال الأعياد"، يقول الاختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي، صلاح زين الدين، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونية، مشيراً إلى أنّ "أسوأ ارتفاع في الحالات، وأسوأ تفشٍ شهدناه في لبنان هو بعد عيدَي الميلاد ورأس السنة العام الماضي، ولذلك يجب أن نكون أوعى هذا العام، وأن ننتبه أكثر، فالتجمعات يجب أن تُقام بحذر".
الأعياد مقبلة، ولكي لا تحلّ الكارثة بعدها، لا بدّ من العودة إلى الإجراءات. فالكارثة اليوم مضاعفة مع التدهور الكبير الذي يشهده القطاع الطبي.
هنا، يؤكّد زين الدين على أنّنا "نعاني اليوم من مشاكل كثيرة، فوضعنا الاقتصادي الصعّب يُصعّب علينا أي إقفال للبلد. هذا بالإضافة إلى أنّ قدرة القطاع الصحّي تراجعت كثيراً، ما يُشكّل خطراً لناحية انهياره بشكلٍ كامل في حال شهدنا تزايداً في أعداد الحالات التي تحتاج إلى دخول المستشفى". ولذلك، يرى الأخير أنّه، "يجب تفعيل إجراءات كورونا، وتحديداً لناحية القادمين من بلدان تشهد تفشٍ للوباء، كما يمكن فرض التطعيم كما يحصل في عددٍ من الدول".
ويلفت إلى أنّه، "منذ إعادة فتح المدارس، وعودة التلاميذ إلى الاختلاط، ازدادت الإصابات بشكلٍ كبير، ولكنّ الأعداد في المستشفيات، أو غرف العناية الفائقة ظلّت ضئيلة جداً، ونعتقد أنّ مردّ ذلك إلى نسب التطعيم، وبالتالي كانت هناك سيطرة على الموجة".
لا يزال الوضع تحت السيطرة حتى الآن، ولكن هذا الأمر لا يدعو للاطمئنان، إذ "يجب مراقبة ما يحصل في أوروبا وافريقيا بحذر، والتنبّه من أنّ ذلك قد ينتقل إلينا. فهذه الدول متقدّمة عنّا لناحية نسَب التطعيم، وبما أنّهم يمرّون بهذه الفترة الصعبة فذلك يعني أنّنا قد نكون أمام المخاطر نفسها"، بحسب ما يقول زين الدين، خاتماً: "لذلك نتمنّى على المواطنين الالتزام بارتداء الكمّامة والإجراءات الوقائية".
ليس بمقدورنا تحمّل انهيارٍ إضافي يُزاد إلى لائحة الانهيارات التي نعانيها، ولذلك انتبهوا وتوقّوا.