Advertise here

لبنان.. "استقلّ" عن محيطه وانتمائه

22 تشرين الثاني 2021 08:02:11

جاء في "الراي" الكويتية: 

"... ما نفع أعمار الأوطان إن زادتْ ما دامت أعمار مواطنيها تتناقص؟".

خلاصةٌ مؤلمة تختصر حال لبنان الذي يحيي اليوم الذكرى 78 لاستقلاله فيما الوطن الصغير يُعانِدُ الموت بـ"جرعة زائدة" من تحَلُّل الدولة التي تُراكم "الألقاب" على سلّم الفشل و... أسوأ درجاته.

لا عيد في استقلال 2021 الذي باتت معه "بلادُ الأرز" مسحوقةً تحت أثقالِ انهيارٍ جارِف خَرَجَ عن سيطرة الجميع وباتت تتحكّم فيه قوّتا دفْع متلازمتين، ماليةٌ تتّصل بالمسببات التقنية للعاصفة الشاملة، وسياسيةٌ ترتبط بالأسباب العميقة لـ"سقوطٍ حر" لاحت طلائعه قبل 10 أعوام مع بدء ترجمة "القضم الممنْهج" للواقع اللبناني وتوازناته - الذي تم في غالبيته "على الحامي" منذ 2005 - في لعبة السلطة وصولاً إلى "انتقالها" بالكامل إلى تحالف "حزب الله" - "التيار الوطني الحر".

وفيما تنشدّ العدسات اليوم إلى وزارة الدفاع في اليرزة لنقل وقائع العرض العسكري الرمزي ورصْد إذا كان التقاء رؤساء الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي قد يكشف الخيْط الأبيض من الأسود في المناورات المكثفة التي تجري على تخوم أزمة الحكومة التي علِقت في شِباك "الاشتباكات" السياسية بين مكونات رئيسية فيها و"العين الحمراء" الخليجية على لبنان الرسمي، فإن اللبنانيين بدوا في "الوادي الآخَر السحيق" الذي تم رميهم فيه بحيث باتوا رهائن البؤس وأخواته وفقدان الأمل بإمكان الخروج من الحفرة على يد مَن أوْقعهم والبلد فيها، ومَن يَمْضي في محاولة معالجة أخطر أزمة تمرّ بها "بلاد الأرز" مصرّاً على الفصل بين مرتكزاتها التقنية والسياسية ذات الصلة بـ"انفصال" لبنان عن "نفسه" وعن "أمانه" العربي - الخليجي.

ولم يكن أكثر دلالةً على انكفاء الشعور بمعنى و"فعل" الاستقلال من مجاهرة كتّاب ومثقفين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الاحتفال ولو الرمزي هو "لزوم ما لا يلزم" في بلدٍ "استقلّ" عن محيطه وانتمائه وصولاً لاعتبار البعض الأمر إمعاناً في إشعار اللبنانيين بأن "كرامة الأوطان تبقى ولو امتُهنت كرامة الشعب بالإفقار المالي والعزْل السياسي"، فيما لم تتوانَ مرجعيات سياسية وروحية في هذه المناسبة عن استحضار مجمل وجوه الواقع المُفْجِع للبنان مسببات وآفاقاً.