Advertise here

كورونا: تحضّروا لموجة جديدة.. بلا أطباء ولا دواء

18 تشرين الثاني 2021 07:49:12

يرتفع عدّاد كورونا في عدد كبير من دول العالم. ولبنان يبدو أنّ أشهر الصيف أخذت معها انخفاض العدّاد، الذي بدأ يرتفع في الأسبوعين الأخيرين ليلامس الألف إصابة يومياً. وتظهر المؤشّرات أنّ موسم الأعياد قد يشهد إقفالاً جديداً، إذا استمرّ مؤشّر الإصابات في ارتفاعه.

وتقول مصادر طبية لـ"أساس" إنّ "جائحة كورونا التي تضرب أوروبا والعالم من جديد، سيدخل لبنان حتماً في موجتها الجديدة، لكن هذه المرّة ستكون الأوضاع أسوأ، بسبب الانهيار المالي والاقتصادي من جهة، وبسبب هجرة الأطباء من ناحية ثانية، بالإضافة إلى انقطاع الدواء بسبب إقفال شركات أدوية عالمية في لبنان، والتراخي المتزايد، والعودة إلى التجمّعات والمناسبات الاجتماعيّة، وإهمال التدابير الوقائيّة الأساسيّة. وفي حال تطوّر الوضع الوبائي نحو الأسوأ في الأيام والأسابيع المقبلة، سنلجأ إلى تلقيح الناس من جميع الأعمار بفايزر، أي اعتماد برنامج تلقيح موحّد من خلال فتح التلقيح بفايزر لجميع الأعمار، ومَن يرغب بأخذ اللقاح يستطيع إلى ذلك سبيلاً من دون أيّ عقبات عمريّة".

نقيب الأطباء: مقبلون على تفلّت

نقيب الأطباء شرف أبو شرف أعرب لـ"أساس" عن خشيته من تفلّت جديد خلال الشهر المقبل، وتحديداً خلال فترة أعياد آخر السنة، مع التذكير بسيناريو العام 2020 جرّاء التساهل غير المبرّر في الإجراءات، بحجّة فتح البلاد سياحياً واقتصادياً: "ندقّ ناقوس الخطر مجدّداً على أبواب الشتاء، خاصة أنّ المستشفيات الحكومية تعاني من ارتفاع أعداد المصابين، على الرغم من كلّ نداءات وبرامج التوعية الصحيّة التي نُظِّمت لهذه الغاية". 

وأضاف: "في لبنان ‏مخاوف جدّيّة من تعرّضنا للدخول في موجة وباء جديدة، نتيجة الزيادات المرتفعة في الإصابات يوميّاً، فالاستهتار بالإجراءات الوقائية أدّى إلى ارتفاع نسبة إيجابيّة فحوص الـPCR إلى 4.7% خلال الـ14 يوماً الأخيرة، وهي نسبة عالية، وإلى تأخير بلوغ المناعة المجتمعية".

هذا رغم أنّ عدد الملقّحين بالجرعة الأولى قارب المليونين (مليون 954 ألف شخص)، بنسبة وصلت إلى 35.9% من السكان، ونحو مليون 720 ألف شخص بالجرعة الثانية، بنسبة 31.6%. وعدد المسجّلين على المنصّة تجاوز مليونين و958 ألف مواطن، لتصير نسبتهم 54.3 % من السكان.

طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور بيار أبي حنّا يعتبر أنّنا لم ندخل مرحلة التفشّي بعد: "لكن استباقاً لأيّ موجة كورونا جديدة قد تهدّد بإقفال البلد مرّة جديدة، تعمل اللجنة التنفيذية للقاح كورونا على تحديد خارطة طريق تفرض تحصين المجتمع من خلال تقوية المناعة المجتمعية مع اقتراب فصل الشتاء، وذلك عبر زيادة عدد اللقاحات التي تشكّل سبل الوقاية للأشخاص فوق 60 عاماً".

وقد أعلن وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض أنّ "المناعة، التي توفّرها جرعتا لقاح فايزر، بعد فترة تراوح بين 5 أو 6 أشهر، تتضاءل بمرور الوقت. لذلك بدأت دول العالم كافّة، ومنها لبنان، باعتماد الجرعة الثالثة أو "التنشيطية". وتبقى أفضل طريقة للحماية هي الالتزام بوضع القناع الواقي أيّاً كانت الظروف، والتطعيم لكلّ الأعمار".

مقبلون على تفلّت

وحذّر أبو شرف من أنّ جائحة كورونا لم ينتهِ زمانها بعد: "فعدّادها إلى ارتفاع،  ولا تزال تفتك بصحّة الناس في كلّ القارات، وبخاصة في القارّتين الأوروبية والأميركية، على الرغم من المناعة المجتمعية المرتفعة، ونسبة التلقيح العالية. وعادت الحكومات والمنظمات الصحية تشدّد مجدّداً على التقيّد بالإجراءات الوقائية".

ورغم أنّ لبنان قطع مرحلة صعبة جدّاً حتى الآن: "إلا أنّ النظام الصحّي على وشك الانهيار بسبب الوضع الاقتصادي، الأمر الذي يرتّب على الجميع في القطاعين العامّ والخاصّ التعاون الجدّيّ. ونشجّع على أخذ الجرعة الثالثة بعد ستة أشهر من الجرعة الثانية للفئات العمرية التي تزيد على 60 سنة، ولأصحاب الأمراض المزمنة، ولذوي المهن المعرّضين للعدوى، وبخاصّة المهن الصحيّة والتعليمية في الدرجة الأولى. ‏وبالإمكان أيضاً إعطاء اللقاح للتلاميذ الذين تزيد أعمارهم على 12 سنة".

وزير الصحة: الحلّ بالمال

وكشف وزير الصحّة عن جملة إجراءات لاستيعاب الموجة المحتملة، أبرزها:

- زيادة نسبة التلقيح مع استقدام عدد من اللقاحات الإضافية.

- تشجيع المراكز على فتح أبوابها من خلال منحة دوليّة تعطي لكلّ مركز دولارين عن كلّ حالة تلقيح. وفي هذا دعم غير مباشر للمستشفيات الحكومية التي تستضيف بغالبيّتها مراكز التلقيح. وقد بدأت وزارة الصحّة بإرسال مواعيد الجرعة الثالثة للّقاح المضادّ لكورونا، إلى مواليد 1961 وما دون (60 عاماً وما فوق)، الذين تلقّوا الجرعة الثانية منذ ستة أشهر على الأقلّ. الوضع صعب لكن يجب عدم فقدان الأمل. وهناك إجراءات ستتّخذها وزارة الصحة في فترة الأعياد بالتنسيق مع النقابات السياحية. من بينها "وضع نظام إلكتروني خاصّ لقراءة الرمز الذي يبرزه المسافر ليثبت تلقّيه اللقاح، وإلغاء الفحوصات في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي. ففي حال كان المسافر ملقّحاً لا يخضع للفحص، والعكس صحيح. وهذا يخفّف من عبء الانتظار في المطار".