Advertise here

خسارة 4000 مؤسسة خلال عامين... وقطاع المطاعم مهدّد بالزوال التام

رزم سياحية خلال فترة الأعياد... فماذا عن كورونا؟

16 تشرين الثاني 2021 13:32:55

كان العام 2021 قاسياً على القطاعات الاقتصادية كافة، والتي خسرت مقوّمات الصمود، وحاولت البقاء باللحم الحي، على وقع الضربات المتلاحقة لسعر الدولار، وانقطاع الكهرباء، ورفع الدعم عن المحروقات، إضافةً إلى عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي زاد الطين بلّة.


قطاع المطاعم هو واحدٌ من هذه القطاعات المتضرّرة، لكنه لا يزال يحاول الاستمرار. وقد كشف نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان، طوني الرامي، أن "القطاع المطعمي خسر منذ العام 2019 حتى العام 2021، حوالي أربعة آلاف مؤسّسة، وهذا رقم كبير جداً". 

 وقال الرامي في حديثٍ لجريدة "الأنباء" الإلكترونية: "عام 2019، كان عدد المطاعم والمقاهي والملاهي ومحال الحلويات (باتيسري) حوالي 8,500 مؤسّسة. تدهور الرقم عام 2020 حتى وصل إلى 5,000 مؤسّسة. وفي الأشهر الأربعة الأولى من العام 2021، انخفض العدد نحو ألف مؤسّسة، وبالتالي في عامين فقط هبط العدد أكثر من النصف".

وأشار الرامي إلى أنّ القطاع المطعمي كان يشغّل نحو 160 ألف عامل وعاملة مسجّلين لدى الضمان الاجتماعي، وباتوا اليوم 50 ألفاً. كذلك فقد كان (هذا القطاع) يتيح في فصل الصيف فرص عمل لنحو 40 ألف طالب وطالبة، ويؤمّن لهم مداخيل تكفيهم لمصاريف التعليم وأقساط الدراسة. فهناك من بنى مستقبله، وأسّس حياته، اعتماداً على هذا القطاع وما يتيحه من فرص. للأسف، خسارة القطاع المطعمي خسارة كبيرة للدولة وخزينتها. خسارة على صعيد الكوادر البشرية التي تهاجر اليوم، وخسارة معنوية كبيرة جداً للبنان الذي كان رائداً في هذا القطاع في الشرق الأوسط.

وحذّر الرامي من أنّه إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه من ظروف معيشية، وانخفاض في القدرة الشرائية، ومشاكل اقتصادية وأمنية وسياسية، وزوال الطبقة الوسطى، إضافةً إلى هجرة الكفاءات، فإنّ القطاع المطعمي إلى الزوال التام، حيث سيصبح من الكماليات، وهذا أمرٌ مؤسف ومؤلم.

ولفت الرامي إلى أنّ المطعم اللبناني تأثّر بالأزمة الاقتصادية كثيراً، ولم يعد بمقدور اللبنانيين تناول الطعام في المطاعم نتيجة انخفاض القيمة الشرائية للعملة، مشيراً إلى أنّ الوضع مأساوي، فما هو مطلوب اليوم الاستقرار السياسي والأمني. والانفتاح على الخليج ضروري، وإصلاح الوضع مع الخليج حاجة كبيرة للبنان. فاعتمادنا على الاغتراب، وعلينا عقد صلح مع كل البلدان، وبالأخص الخليج العربي.

ولكن تبقى هناك بارقة أمل رغم الأوضاع القاسية، حيث أعلن الرامي عن إطلاق رزم سياحية ستعلن عنها وزارة السياحة بمناسبة اقتراب الأعياد. والمطلوب من كل المؤسّسات السياحية الالتزام بالإجراءات الوقائية، والتطعيم لجميع العاملين، وتحريض المواطنين على التطعيم عند دخولهم للمؤسّسات السياحية.

وشدّد على ضرورة إصلاح المشكلة مع الخليج كي لا نخسر ما تبقى منهم، وعدم مجيئهم إلى لبنان بمناسبة الأعياد، ونحن سنتعاون مع وزارة السياحة لإطلاق رزم سياحية جديدة، ونأمل أن تكون فعّالة في الموسم الشتوي، داعياً إلى إعطاء البلد الاستقرار السياسي ليستعيد عافيته ودوره.

وأضاف، "سنُطلق حملةً بالتعاون مع وزارات الصحة، والسياحة، والداخلية، بالتزامن مع بداية شهر الأعياد القادم، متزامنةً مع دعوات لمنع الاكتظاظ في المنازل، والإلتزام بالإجراءات الوقائية خصوصاً في فترة الأعياد".

وشدّد الرامي على ضرورة التزام المؤسّسات السياحية بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، وتطعيم العاملين فيها، منوهاً بأنّ 70?? من الموظفين مطعّمين، وهذا شيء إيجابي، داعياً إلى مواصلة التطعيم، والمفروض من المواطنين أن يكونوا ملتزمين بالإجراءات الوقائية، وضرورة أخذ الطعم.