أعلنت الشرطة الإيرانية، يوم الأحد، اعتقال 10 عناصر من قادة "الانتفاضة البيضاء"، وسط مخاوف رسمية تتصاعد من خروج مظاهرات في الذكرى الثانية لاحتجاجات الوقود التي أودت بحياة العشرات وتوقيف المئات.
إن حركة "الانتفاضة البيضاء" هو اسم لجماعة معارضة ظهرت مؤخرا على منصات التواصل الاجتماعي يرأسها شخص يدعى "دكتور سايان" وتدعو للخروج في احتجاجات مناوئة للنظام في الذكرى الثانية لاحتجاجات الوقود من ساحة الثورة في العاصمة طهران.
وظهر اسمها لأول مرة في أيلول الماضي، عندما أعلنت وزارة المخابرات الإيرانية اعتقال أحد قادتها وقالت إنه يدعى "محمد حسين بور".
حملة اعتقالات
ومع اقتراب الذكرى الثانية لاحتجاجات الوقود، التي تصادف منتصف تشرين الثاني، صعدت الأجهزة الأمنية من حملات الاعتقال في صفوف من أسمتهم قادة حركة "الانتفاضة البيضاء". وقد قالت "قوات فيلق الإمام الحسن المجتبى" بمحافظة البرز، غرب العاصمة، أنها تمكنت خلال عملية نوعية من اعتقال قادة حركة الانتفاضة البيضاء، دون تحديد عددهم ولا هويتهم.
وأضافت أنهم " كانوا يخططون لزعزعة أمن واستقرار المحافظة وباقي مناطق البلاد، وذلك من خلال تنفيذ عمليات تخريبية"، مؤكدا أن "تحركات الجماعات المنشقة تخضع لرقابة كاملة من قبل قوات الحرس الثوري".
وفي السياق، قال نائب قائد قوات الأمن في إيران، محمد أخلاقي، أمس الأحد، أنه "تم اعتقال 10 أشخاص على صلة بحركة الانتفاضة البيضاء وهم مدراء ينشطون في الفضاء الإلكتروني".
وأوضح أنه "منذ بداية تشرين الثاني الجاري، شهدنا دعوات عديدة على منصات التواصل من قبل مجموعة تسمى الانتفاضة البيضاء، تنشر دعوات إلى الناس للتجمع في الشوارع والساحات الرئيسية للمدن الإيرانية".
وأشار إلى أن "أهم أهداف هذه المجموعة تعطيل النظام والأمن، من خلال الدعوة إلى الاحتجاجات في الساحات والشوارع الرئيسية بالمدن الإيرانية، وكتابة شعارات على الأبنية والجدران ضد النظام".
انتفاضة مرتقبة
المحلل السياسي الإيراني، أحمد هاشمي، قال إنه لا شك أن انتفاضة الجياع متوقعة قريبا جراء الظروف الاقتصادية المتدهورة بالبلاد، خاصة إذا لم تصل المفاوضات النووية إلى نتيجة ولم ترفع العقوبات الدولية.
وأضاف هاشمي، وهو مسؤول سابق بالخارجية الإيرانية، لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه لا يتوقع انتفاضة قوية بذكرى احتجاجات الوقود، مؤكدا أن النظام الإيراني سيحاول مسبقًا توقيف المنظمين والقادة المحتملين لأي احتجاجات ووأدها بالقمع.
وأوضح أن أي انتفاضة وتغيير حقيقي سيأتي من عرقيات غير فارسية، وخاصة من الأتراك الأذربيجانيين وعرب الأهواز، مؤكدا على أنهم قوى المعارضة الوحيدة القادرة على الحشد والصمود بوجه النظام في إيران، و"أتوقع رؤية المزيد من الاحتجاجات المنظمة في المناطق العربية والأذربيجانية في إيران في المستقبل القريب".
فيما اعتبر أن الفرس الذين يشكلون حوالي نصف سكان إيران هم أقل حماسا للتدفق إلى الشوارع والاحتجاج على النظام في إيران.