Advertise here

ناصر في تكريم أبو إسماعيل: خيارات عديدة لمعالجة العجز... لعدم المس بجيوب الطبقة الفقيرة!

15 نيسان 2019 10:34:00 - آخر تحديث: 15 نيسان 2019 11:24:34

لمناسبة الذكرى الخامسة والستون لإستشهاد أول شهيد للحركة الطلابية حسان أبو إسماعيل، أحيى الحزب التقدمي الإشتراكي ومنظمة الشباب التقدمي الذكرى في مكتبة بعقلين الوطنية، بحضور أمين السر العام ظافر ناصر ممثلا رئيس الحزب وليد جنبلاط، مدير المكتبة الوطنية غازي صعب، مشايخ، طلعت حمادة ممثل النائب مروان حمادة، الأمين العام لمنظمة الشباب التقدمي ومفوض الشباب والطلبة محمد منصور، مفوض الرياضة خضر الغصبان، وكيل داخلية الشوف في الحزب الدكتور عمر غنام، منفذ عام الحزب القومي السوري الإجتماعي في الشوف جميل راجح، مدراء عامون، معتمدين، أعضاء من جهاز وكالة داخلية الشوف، عائلة وأهل الشهيد أبو إسماعيل، رؤساء بلديات ومخاتير، فعاليات ، ممثلي أندية، وحشد من المحازبين والمناصرين .

إستهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب التقدمي الإشتراكي، وتقديم من مي ضو الخوند، بعدها تحدث الأمين العام لمنظمة الشباب التقدمي محمد منصور فقال " تدور الأيام ، وتعود بنا إلى محطاتٍ دوّنها حزبُنا ومناضلوه في سجلات التاريخ، محطاتٍ تؤرِّخ لمواقف وتحركاتٍ نضالية تعمّدت بالدم والتضحيات. وإذا كانت معمودية الدماء الكبرى جسدّها معلمنا الشهيد كمال جنبلاط الذي قضى على مذبح الحريات والعروبة والعدالة الإجتماعية وعلى طريق قيام الدولة المدنية الراعية لكل أبنائها، فإن مسيرة النضال هذه عمّدها كذلك مناضلو الحزب على إمتداد المسيرة " .
وأضاف " لقد كان للحركة الطلابية الشبابية دوراً أساسياّ على طريق النضالات الطويلة التي رسمت آفاق المستقبل الحر الكريم، فكان أن سقط حسان أبو اسماعيل شهيداً منذ 65 عامًا ومصطفى نصر الله وعددٌ من الرفاق الجرحى، فاتحين سجل التضحيات الشبابية على مستوى تاريخ لبنان الحديث ".
وتابع " ذنب حسان أبو اسماعيل ورفاقِه، انهم نظموا وقادوا تحركاً طلابياً امام الجامعة الاميركية في بيروت، رافضين إنضمام لبنان الى "حلف بغداد". فكان إستشهادُه قربانا لمنع سلخ لبنان عن قضايا العروبة، فكان شهيد العروبة" .
وقال " ذنب حسان أبو اسماعيل ورفاقِه، انهم آمنوا بحرية الرأي والتعبير وبحقهم الطبيعي بالتظاهر ورفع الصوت عاليا في وجه ظلم السلطة السياسية وإستئثارها بالحكم.  فكان حسان أبو اسماعيل شهيد الحريات والديمقراطية. ذنب حسان ابو اسماعيل ورفاقِه، أنهم كانوا صوتَ الشباب المحق المطالب بالعيش الكريم في نظام ديمقراطي يوفر للشباب حقوقَهم
 في زمن أخذت فيه السلطة السياسية البلاد نحو الإحتكار. فكان حسان أبو اسماعيل شهيد الحركات الشبابية المطلبية لوطن حر مستقل ".
وأشار منصور " وللأسف ما أشبه البارحة باليوم، في زمن يحاول فيه حديثو النعمة في السياسة أن يستأثروا بقرارِ البلاد مطلقين سياسةَ الفساد والصفقات والشحن وتشويه الحقائق، وأن يفرضوا سياسات كم الافواه ليعيدونا الى زمن الوصايات والنظام الأمني، فيتوهمونَ قدرتَهم على إعطاء صك المغفرة والتعايش فيما هم فاقدين لها، ويخشون النوم في الجبل الذي سيبقى رغما عنهم جبل العيش الواحد والمصالحة والدولة الواحدة ".
وأكد منصور " فيا رفيقنا حسان. ويا شبيبة كمال جنبلاط... كونوا على ثقة أن النضال مستمر وهو نفسُه منذ زمن حسان الى أن تقوم الدولة التي آمن بها كمال جنبلاط ". 
وأردف " بإستشهاد حسان ابو اسماعيل تشكلت حينها كتلة وطنية  أسقطت منظومة الفساد والصفقات في الـ 58، فسقط النظام الذي إنقلب على العهود والوعود. باستشهاد حسان تعمّدت طريق الحركة الطلابية بالدماء؛ فكانت دماؤه اساسَ تأطير العمل الشبابي التقدمي. إستشهاد حسان أرسى بعد معمودية الحزب الأولى في الباروك، مبدأ التضحية الذي شكل عماد النضال الشبابي التحرري للمقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية. ولهذا كلِه ، لحسان ولكل شهداء الحركة الشبابية ولكل شهداء الحزب التقدمي الاشتراكي وشباب لبنان، ولروح المعلم كمال جنبلاط، وعد وعهد من منظمة الشباب التقدمي" .
وختم " وعد وعهد ان نبقى في طليعة القوى الشبابية والطلابية المجددة للعمل المطلبي والتغييري، ان نبقى مِنبرَ كل الشعوب المقهورة والمظلومة من فلسطين الى سوريا، إلى امتداد العالم العربي؛ هي مسؤوليةٌ كبيرة تتربع على اكتاف جيل لن يكَل ولن يمَل وسيكون الحاضر الاول في ساحات النضال، للدفاع عن الحريات والحقوق، عن الدولة المدنية، عن المصالحة، عن لبنان الديمقراطي المتنوع الحر. فإلى سلطة اليوم حذاري المسّ بثوابت ايمانِنا بلبنان والعروبة والحرية، لأن مسيرةً فيها عشرات الآلاف من حسان ابو اسماعيل وفيها نهج المعلم الشهيد يقودُها وليد جنبلاط ومعَها أمل الشباب تيمور جنبلاط ، لن تقف بوجهها كل طواغيت العصر وتجار الهياكل. ولنا في التاريخ التجارب ولكم أن تعتبروا ".

ناصر

وألقى أمين السر العام ظافر ناصر كلمة الحزب التقدمي الإشتراكي ناقلاً تحيات رئيس الحزب وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط لعائلة الشهيد وللحضور الكرام، قائلا: "نلتقي اليوم في هذه المناسبة العزيزة التي تأخذنا مرة جديدة إلى المعنى الحقيقي للإستعداد للتضحية في سبيل موقف أو التزام أو هدف، وحكماً الى حقيقة العمل السياسي والنضالي واهدافه الوطنية. كيف لا  والشهيد حسان أبو إسماعيل ورفيقنا مصطفى نصرالله مع رفاقهم من طلاب لبنان في تلك المرحلة كانوا في طليعة التحركات التي رفضت حلف بغداد وسياسة الأحلاف وواجهت ليبقى لبنان عربياً سيداً مستقلاً.

قالوا كلمتهم بأن الحزب التقدمي الإشتراكي بقيادة المعلم الشهيد كمال جنبلاط سيكون في الميدان لحماية هذا البلد والدفاع عن عروبته واستقلاله، وانهم مستعدون للإستشهاد لأجل ذلك وهذا ما كان. 

هذا هو الحزب التقدمي الإشتراكي حزب لبنان وكل اللبنانيين، عابراً للطوائف والمذاهب والمناطق، وحاملا لقضايا الإنسان التي يؤمن بها اهدافا تستحق النضال والعناء.

وأردف: "نقول هذا الكلام، وفي هذه المناسبة ونحن نحييها في زمن، وللأسف يحاول البعض فيه قلب المعايير والمقاييس، ولكننا سنبقى، نحن الحزب الذي إستشهد فيه حسان أبو إسماعيل، وثلة من الرجال الرجال، وناضلت فيه الأجيال، جيل وراء جيل، لأجل حماية سيادة وإستقلال وعروبة لبنان، سنبقى الحزب الذي يدافع عن هذه السيادة وهذا الإستقلال، الحزب الذي يؤمن بالدولة وبمؤسساتها، دولة لجميع مواطنيها، الحزب المؤمن بالمصالحة والعيش الواحد في الجبل وفي كل لبنان، المؤمن بالحرية والعمل الديمقراطي كحق ثابت من حقوق الانسان، تحميه الدولة لا تلغيه لإعتبارات سياسية هنا أو فئوية هناك. وعلى هذا الأساس ومهما حاول البعض استقواء من هنا ومحاولة للإلغاء فكما قال النائب تيمور جنبلاط: "موجودون وسنبقى موجودين". 

وتابع ناصر: "إذا ظنَّ البعض أنه يستطيع أن يستقوي على فريق سياسي، أو يحاول إلغاء دور اي فريق سياسي، فإن هذا الأمر في لبنان هو من المستحيلات، وكل التجارب تدل على ذلك، وتحديداُ عندما يتعلق الأمر بالحزب التقدمي الإشتراكي وبما يمثل هذا الحزب الذي كان رقماً صعباً في تاريخ لبنان، وسيكون الرقم الصعب في مستقبله في الآتي من الأيام، بإذن الله. وعندما نتحدث بهذه الثقة فلأننا ننتمي إلى حزب إستشهد فيه أمثال حسان أبو إسماعيل، ومن حزب فيه خيرة المناضلين، الرجال الرجال الذين خاضوا غمار النضال في كل المراحل، وكان لهم طليعة العمل الشبابي والطلابي في الميدان الإجتماعي والسياسي، إلى جانب مصالح وطموحات الناس".

وأضاف: "نحن على أبواب مرحلة دقيقة تتطلب موقفاً دقيقاً على المستويين الإقتصادي والإجتماعي، فلا شك بأننا قطعنا مرحلة خطة الكهرباء مع الموقف الثابت منها للحزب التقدمي الإشتراكي بثلاثة عناوين أساسية، لا بد من التأكيد عليها لأننا سنتابع هذا الأمر في المجلس النيابي في المرحلة المقبلة: 
تعيين مجلس إدارة لمؤسسة كهرباء لبنان، تعيين الهيئة الناظمة، إذ لا إصلاح في لبنان في أي من القطاعات الإجتماعية والإقتصادية دون الهيئات الناظمة، إعتماد ادارة المناقصات في أي صفقة وذلك حماية لحقوق الناس بإدارة شفافة وواضحة". 

وتطرق إلى موضوع خفض رواتب الموظفين في القطاع العام، وقال: "هذا تحدي كبير ستطرحه بعض القوى السياسية وبدأت تلمح إليه"، مشيراً إلى "موقف رئيس الحزب وليد جنبلاط في السنوات الماضية من الموضوع الإقتصادي والإجتماعي، والبنود الـ 14 التي طرحها كخطوات إصلاحية في معالجة الأزمات المالية التي ستقبل عليها، والتحذيرات التي أطلقها بشأن سلسلة الرتب والرواتب التي لم تكن مدروسة آنذاك، وها هم اليوم يصلون إلى هذه النتيحة" بالإضافة إلى الورقة الإقتصادية التي طرحها الحزب مؤخراً كمقاربة مبدئية لتخفيف العجز وضبط الإنفاق وذلك لتفادي الإنزلاق إلى الهاوية اقتصادياً ومالياً، مؤكدا أن "هناك العديد من الحلول المالية دون المس بجيوب الناس والفقراء ورواتب الطبقة الفقيرة التي تبقى العنوان الأساسي للتوازن الإجتماعي في لبنان".

وتساءل ناصر: "لماذا التوجه دائما للمس بجيوب الطبقة الفقيرة في لبنان؟ لماذا لا نتجه ولو لمرة واحدة إلى أصحاب رؤوس الأموال؟ إلى المصارف وما يجنونه سنوياً من أموال طائلة وخيالية ليساهموا في تفادي هذه الازمة"، مؤكدا أن "على السلطة أن تتجه إلى هذه الشريحة لكي تحقق التوازن الذي تطمح إليه وتسد العجز الذي تبحث عن حلول له. وعلى كل سيواكب الحزب التقدمي الإشتراكي، بالتوازي مع اللقاء الديمقراطي كل هذه الإستحقاقات، وسنحاول جاهدين حماية هذه الطبقة التي لم تعد تحتمل الأعباء التي تلقى عليها". 

وفي الختام، قال ناصر: "لقد كان للمعلم الشهيد كمال جنبلاط، بعد يومين على إستشهاد أبو إسماعيل، موقفاً لافتاً في المجلس النيابي، حيث كانت تعقد جلسة نيابية، فأثار المعلم ما حدث وأثار قضية استشهاد حسان، وتصرف الدولة تجاه شباب وطلاب لبنان معبراً عن الحلم الذي سعى إليه المعلم الشهيد كمال جنبلاط منذ البداية، وهو بناء دولة حقيقية، أساسها المؤسسات، تحمي حريات الناس وتنوعهم، وتؤمن حقوقهم في عيش كريم عزيز، دولة تجسد معنى السيادة الحقيقية والإستقلال الحقيقي". 

وختم: "سنبقى على درب الشهيد حسان أبو إسماعيل، بوحي تعاليم المعلم الشهيد كمال جنبلاط، بقيادة الرئيس وليد جنبلاط وإلى جانب تيمور جنبلاط، وسيبقى الحزب التقدمي الإشتراكي المدافع الأول والأخير عن سيادة، إستقلال، ووحدة هذا البلد، وعن العيش الواحد والحقيقي فيه، هكذا حلم كمال جنبلاط، هكذا يريد وليد جنبلاط، هكذا يؤمن تيمور جنبلاط". 

وتحدث بإسم أهل الشهيد الدكتور سليم أبو إسماعيل فقال " إن المعلم الشهيد كمال جنبلاط كان يصر على إحياء ذكرى الشهيد حسان أبو إسماعيل كل عام، لما تحمل من معان ودلالات" .
وتابع متحدثاً عن نشأة الشهيد أبو إسماعيل " في بيت عروبي ووطني، وعلى يد والده القاضي سليم أبو إسماعيل الذي كلفه المعلم القائد كمال جنبلاط الدفاع عن الرفاق في معمودية الدم في الباروك، فكبر على مبادئ الحرية والعروبة والإشتراكية، في كشافة لبنان ونادي الطلبة والأساتذة العرب . إنتسب إلى الحزب التقدمي الإشتراكي سنة 1952، فكان في طليعة المناضلين في صفوف الحزب قبل أن يستشهد برصاص الأمن على أسوار الجامعة الأميركية في بيروت ضد سياسة المحاور وضد حلف بغداد الإستعماري " .
وأضاف "بعد إستشهاد حسان أبو إسماعيل، إعتبر المعلم كمال جنبلاط هذا الإستشهاد نقطة تحول في النضال الوطني بعد الحرب العالمية الثانية، وهاجم السلطة بعنف في المجلس النيابي وفي المأتم الحاشد الذي أقيم للشهيد في العاصمة بيروت".
وأنهى كلمته بالتأكيد على "البقاء أوفياء لطريق المعلم كمال جنبلاط، التي تابعها بجدارة عالية الرئيس وليد جنبلاط وسيكملها الرفيق تيمور جنبلاط، ولن يكون دمنا أغلى من دم حسان أبو إسماعيل على طريق النضال الوطني الطويل". كما شكر الرئيس وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط، والحزب التقدمي الإشتراكي ومنظمة الشباب التقدمي ومكتبة بعقلين الوطنية، وكل من ساهم في إنجاح هذه المناسبة.

في ختام الحفل تسلمت عائلة الشهيد أبو إسماعيل درعا تكريمياً من منظمة الشباب التقدمي_ خلية دير بابا .