حمادة لـ"الأنباء": على لبنان العودة الى الخط المستقيم في السياسة الخارجية
06 تشرين الثاني 2021
08:21
Article Content
اعتبر النائب المُستقيل مروان حمادة، أنّ حصر الأزمة في العلاقات بين لبنان ودول الخليج بالكلام الذي صدر عن الوزير جورج قرداحي يُقزِّم المشكلة الوطنية، "لأنّ ما جرى هو من وجوه أزمة وطنية كبيرة لها الكثير من التداعيات في الداخل، وأخرى في الخارج تصبّ بنارها على صورة لبنان الحضارة، والتنوّع، والانفتاح، والوساطة".
وفي حديثٍ لبرنامج "هيك صار" عبر موقع الأنباء الإلكترونية، اعتبر حمادة أنَّ، "الأزمة الحالية بين لبنان ودول الخليج تذكّره بالشعار الذي رفعه الحزب التقدمي الإشتراكي الأسبوع الماضي في مؤتمره الثامن والأربعين، حيث اعتبر أن لا إصلاح دون سيادة، معتبراً إياه "عنوان المرحلة لأن السيادة وحدها مفتاح الإصلاح".
وأشار حمادة إلى أنّ تصريح قرداحي يندرج في "مسار طويل من الاعتداء المستمر على المملكة لحساب الغير" سائلاً، "ما لِلبنان وهذه الحرب؟" و"لماذا يصبح لبنان منصة للمقايضة الدولية بين أميركا وإيران؟"، معتبراً أنّ "لبنان اليوم، وخلافاً لما يقوله البعض في الساحة الداخلية، يعتدي على المملكة العربية السعودية، وعليه أن يعتذر من نفسه أولاً. فثمة بعض الأحزاب وضعت يدها على كل شيء في البلاد من السياسة، والأمن، والقضاء، والاقتصاد، وعليها أن تعتذر من اللبنانيين لأنها أوصلتهم إلى ما هم عليه". وأضاف "ما كان ليذهب حزب الله إلى هذا التمادي الجنوني، واللّا-أخلاقي أحيانًا، وما كان للحكم أن يصبح كذلك لولا معادلة السلاح يحمي الفساد".
وحذَّر حمادة من، "النفوس المليانة" الخطيرة، والتي هي مفتاح الحروب الأهلية والإقليمية. داعيًا لمقاربة المرحلة المقبلة، لا سيّما الانتخابات النيابية عبر العمل لتشكيل، "أوسع جبهة وطنية لتحاول القضم من القوة المتمادية، وإقناع الجميع بالعودة إلى الدولة".
وردًا على سؤال حول موقفه من دعوة الخارجية اللبنانية للسعودية ومجلس التعاون الخليجي إلى الحوار، قال حمادة، "إنَّ على الحوار أن يبدأ في لبنان" مشيرًا إلى أنَّه قد بدأ عام 2006، حينما جرت عملية مقاربة كل الأمور ومناقشة ترسيم الحدود، إنَّما "اليوم لا حدود للبنان فلا أحد يحترمها ولا سلطة للدولة"، مقدّمًا انفجار مرفأ بيروت كدليلٍ على هذا.
واعتبر حمادة، "إنَّ الحديث عن سقوط خيار تنحّي الوزير قرداحي غير صحيح، لأنّه ثمة كلام عن إقالته، وهذا أقسى من الاستقالة".
حمادة شكر دول الخليج على احتضانها للعرب، واللبنانيين خصوصًا، معتبرًا أنّ على لبنان العودة إلى الخط المستقيم في السياسة الخارجية، أي "السياسات التقليدية التي تعني عدم الدخول في المحاور، بل تسمح للبنان لعب دور القاطرة العربية في المواضيع التي هي من اختصاص اللبنانيّين وميزاتهم كالصحة، والثقافة والعلم واللغة، لا أن نكون كما نحن اليوم ميليشيا لدى أنظمة في المنطقة"، بحسب حمادة الذي رأى في هذا الأمر، "قتلًا للبنان الكيان والفكر والانسان".
طمأن حمادة اللبنانيين المقيمين في الخليج بسبب، "حكمة حكام الخليج الذين هم أقرب الشعوب إلى اللبنانيين من حيث الاحتضان والمحبة"، معتبرًا أنَّ "الخطر الحقيقي على اللبنانيين المقيمين في الخليج هو في الداخل، داعيا إياهم، "الصبَّ في أصواتهم الانتخابية والحقيقية بوجه الزمرة التي تأخذ لبنان إلى غير مكانه".
وختم حمادة حديثه معتبرًا "إنَّ علاقة الحزب الإشتراكي والدروز تحديدًا بالمملكة مميّزة جدًا، لأنّ المملكة تعتبر الدروز من خلاصة العشائر العربية التي ساهمت في التاريخ العربي لأنَّها عشيرة تحافظ على أخلاقها ونسيجها الوطني، وقوميّتها العربية". وذكَّر حمادة بالدور الذي لعبته المملكة حينما انتقل لبنان إلى الاستقلال والديمقراطية، معتبرًا أنّ، "التقدمي يتمتّع بعلاقة جدًا مريحة مع الخليج العربي لأنَّه الأخلص للقضية العربية".