Advertise here

مدحت الصالح.. دم عربي جديد يصرخ في وجه الغاصب الإسرائيلي

03 تشرين الثاني 2021 22:27:06

"الجولان أرض عربية سورية، ولا يحق للإحتلال إقامة أي مشروع عليها، وأهالي الجولان مصرّون على التصدي لمشاريع الإحتلال مهما كلّف الأمر". هذه الكلمات هي للأسير السوري المحرّر مدحت الصالح، الذي أخاف الإحتلال الإسرائيلي معتقلاً وحراً، ليُقدم على إغتياله بإطلاق الرصاص عليه أثناء عودته إلى منزله في بلدة عين التينة، الواقعة مقابل بلدة مجدل شمس المحتلة.

الصالح إبن الـ54 عاماً، من مواليد قرية مجدل شمس، قضى في سجون إسرائيل 12 عاماً، والتهمة مشاركته في حركة المقاومة السرية آنذاك في الجولان السوري المحتل. وكانت المرة الأولى في العام 1983، أثناء محاولته إجتياز خط وقف إطلاق النار بين سوريا والجولان السوري، وبعد الإفراج عنه عاودت إسرائيل إعتقاله مرة ثانية عام 1985، ليطلق سراحه عام 1997.

وبعد إطلاق سراحه بعام واحد، غادر الصالح الجولان السوري عبر شريط الحدود الشرقي لمجدل شمس إلى سوريا عام 1998، بعد المضايقات الكبيرة التي تعرّض لها، وملاحقة من المخابرات الإسرائيلية له المتكررة. وقد توجّه إلى دمشق حيث عمل على تحريك ملف الأسرى والمعتقلين.

وقد تحوّل الصالح إلى ناشط إجتماعي وسياسي، وكان من بين مؤسّسي لجنة دعم الأسرى والمعتقلين في الجولان المحتل.

وبقي الصالح على نشاطه المناهض للإحتلال الإسرائيلي للجولان، ففي عام 2000 إنتخب عضواً في مجلس الشعب السوري عن الجولان، كما تمّ تعيينه مديراً لمكتب شؤون الجولان المحتل في مجلس الوزراء السوري، وكان يتولى هذا المنصب حتى وفاته.

نضال الصالح هذا عرّضه لملاحقة الإسرائيليين، فكان مطلوباً لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتعرّض عام 2011 لمحاولة إغتيال من قِبل القوات الإسرائيلية قرب مجدل شمس.

حاولت إسرائيل تجاهل عملية الإغتيال الشنيعة التي إرتكبتها، ولم تتطرق إليها في بيان رسمي، أو عبر وسائل الإعلام الصهيونية، إلّا أن دم الصالح هو دم عربي جديد يدين هذا الإحتلال، ووصمة عار جديدة في سجله الحافل بالإرتكابات والمجازر.

مرّ حوالي العشرين يوماً على عملية الإغتيال هذه في 16 تشرين الأول 2021، من ضمن مسلسل جرائم إسرائيل الذي يجب أن تلاحق وتدان بسببه، وعلى كل ما إرتكبته بحق الشعوب العربية، لا سيّما في فلسطين، والجولان المحتل، وجنوب لبنان.

الصالح لم يكن أول ضحايا إسرائيل ولن يكون الأخير، إلّا أنّ هذه الدماء يجب أن تبقى صارخةً بوجه الغاصب المحتل حتى تشرق يوماً ما شمس العدالة والحق والحرية لأبناء هذه الأرض بوجه مغتصبيها.