"3 من كلّ 10 أطفال في لبنان ينامون جائعين، أو يتخطّون وجبات الطعام". ناقوس الخطر دقّته منظمة "اليونيسيف". الفقر بات داخل المنازل، ويطال الشريحة الأكبر من المجتمع. فكيف هو المشهد اليوم؟ وماذا ينتظرنا؟
"وصلنا إلى الخط الأحمر في كافة النواحي الاجتماعية، بما يخصٌ الغذاء والتعليم والتنقّل، أي الحقوق الأساسية للمواطن"، تقول ريما صليبا، رئيسة جمعيّة "نضال لأجل الإنسان" في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة. وتُضيف: "ما وصلنا إليه اليوم ينذر بالأسوأ، فالمرحلة المقبلة ستكون أصعب بكثير مع اقتراب فصل الشتاء. فالطبقة الميسورة تحوّلت إلى فقيرة، والعديد من الأهل استغنوا عن الكثير من الأمور الأساسية من أجل توفير التعليم لأولادهم، واليوم سيجدون أنفسهم مضطرين للاستغناء عن أمور أخرى من أجل تأمين التدفئة".
وعن تقرير "اليونيسيف"، تؤكّد صليبا أنّنا "ذاهبون إلى مرحلة كارثية، ولذلك دقّت المنظمة ناقوس الخطر بخصوص الأطفال الذين لا يحصلون على ما يكفيهم من الطعام، وهم موجودون في المجتمع بأكمله. فبمجرّد القول إنّ الطبقة الميسورة لم تعد موجودة وتحوّلت إلى طبقة فقيرة يعني ذلك أنّ التقشّف في أنواع الطعام، وعدم القدرة على تناول تلك التي كانت تُعتبر "أكل الفقير" أصبح أمراً واقعاً".
"حتى ربطة الخبز"، تقول صليبا، "مع ارتفاع سعرها، لم تعد متوفّرة للفقراء كما كانت في السابق. هذا من دون الحديث عن اللحم والدجاج وغيرهما من المواد الغذائية الأساسية الضرورية لنمو الطفل، وتأثيرهما على الصعيدين الجسدي والنفسي، والتي باتت اليوم "ترفاً".
وتشير صليبا إلى أنّ، "اليونيسيف رفعت الصّوت بعد أن لاحظت أنّ الطبقة السياسية تقف متفرّجةً على كلّ ما يحصل. وخير دليل على ذلك هو موضوع البطاقة التمويليّة التي لم تُطبّق بعد، ولا يزال طرحها غير واضح، والتي تخضع لحسابات انتخابيّة. ومن جهة أخرى أيضاً تعطيل عمل مجلس الوزراء وضع الحكومة في مهبّ الريح ما يؤخّر ويعطّل التفاوض مع صندوق النقد الدولي الذي يُعدّ خشبة الخلاص الوحيدة".
هنا، لا بدّ من السؤال عن الخطوات التي يجب القيام بها من أجل معالجة هذا الأمر ومساعدة اللبنانيين.
تُشدّد صليبا على أنّ، "إعادة التفاوض مع صندوق النقد هي الخطوة الأساسية التي يجب أن تتفعّل بأسرع وقت ممكن. ويمكن في حال بدأت الإصلاحات أن يتحسّن الوضع الاقتصادي في لبنان، ما يرتدّ بشكل إيجابي على المواطن" هذا أوّلاً. ثانياً، تقول صليبا: "إطلاق سراح البطاقة التمويليّة التي لا تزال "مسجونة"، فهي تُساعد وتخفّف من وطأة الأزمة على الكثير من العائلات الفقيرة الموجودة في كل لبنان، والتي لم تعد حكراً على فئة معيّنة. وقد أصبح اليوم أكثر من 70 في المئة من الشعب اللبناني بحاجة للبطاقة".
وتختم: "هناك كمٌ هائل من الاتصالات التي تردنا من أشخاص محتاجين، والحاجات كبيرة جداً، وما نحاول القيام به هو تغطية الحاجات الأساسية".
لا ذنب للأطفال، ورغم ذلك يعانون، ولا شيء ينذر باقتراب الحلول. فأهلاً بكم في "جهنّم الفقر".