Advertise here

الحوادث الجوية في لبنان تلقي الضوء على قطاع طيران التدريب... وما جديد التحقيقات؟

25 تشرين الأول 2021 15:02:08 - آخر تحديث: 25 تشرين الأول 2021 15:32:01

يقع لبنان تحت وطأة الكثير من الأزمات المتداخلة والمتشابكة، وتنتقل النتائج الكارثية بين قطاعٍ وآخر في كل المؤسٌسات الرسمية كما الخاصة. وآخرها في قطاع طيران التدريب الذي يشكل أحد أكثر القطاعات خطورة ودقة، إذ وقعت في الفترة الأخيرة حادثتا غوسطا وحالات، اللتان لا تزال أسبابهما مبهمة، ولم يتم رسمياً الإعلان عن أي نتائج للتحقيقات.

رئيسة مركز الشرق الاوسط للبحوث، الطيّار نادين عيتاني، لفتت إلى أنٌ "أسباب وقوع حادثة حالات ما زالت مبهمة. فالطيار علي حاج أحمد الذي كان يقود الطائرة، هو مدرب طيران ذو خبرة واسعة في المجال"، مشيرةّ إلى أن، "التحقيق بدأ منذ لحظة وقوع الحادث، ومن المفترض أن لجنةً من أعضاء معروفين سابقًا تشكلّت لمتابعة التحقيقات". 

واستبعدت عيتاني في حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن، "يكون العنصر البشري هو السبب"، لافتةً إلى أنّ، "التلميذة باسكال عبد الأحد هي مَن أبلغت برج الطيران، وأعلمته عن حدوث حالة طارئة، ولكن ليس هناك من معلومات كافية عن عملية التبليغ حتى الآن. فقط هناك الحديث المسجّل في برج المراقبة، ومن الممكن استنتاج طبيعة الأجواء قُبيل وقوع الحادث".

وأضافت عيتاني: "إنّ حالة الطائرة كانت جيدة، ولم تكن مدمرة عند سحبها من قِبل الجيش، ومن الممكن أن نستنتج أنّ الطيار كان مصمماً على أن تهبط طائرة "السيسنا 172" على وجه المياه، وهي مجهزة لتلك العملية، لكن ضغط الهبوط، مع احتقان الأبواب، قد تكون جميعها أسباباً أدّت الى عدم القدرة على الهروب من الحادث".

أما بالنسبة لحادث غوسطا، فقد ذكرت عيتاني أنّ، "أول عامل اُخذ بعين الاعتبار، كسببٍ للحادث، كان سوء الأحوال الجوية، بالإضافة إلى سجل الطيار، وعدد ساعات الطيران التي قام بها"، لكنها قالت إنه، "حتى الآن لم يتم الإعلان عن أسباب الحادث، إلّا أن لجنةً تشكلّت من أجل التحقيق، ومن المفترض صدور النتائج أواخر الشهر الحالي، تبعاّ لمصادر خاصة، وقد يكون حصول حادث آخر سرّع في وتيرة العمل".

وعن أسباب الحوادث بشكلٍ عام، فقد أشارت عيتاني إلى أنّ، "لكل حادث ظروفاً معينة، ويؤخذ بعين الاعتبار سجل سلامة البلد الذي حصل فيه الحادث، بالإضافة إلى سجل الطيار، والشركة التي تملك الطائرة، باعتبار أن الأخيرة هي الجهة المسؤولة عن الصيانة". 

وفي هذا الإطار، أوضحت عيتاني أنٌ أسباب الحوادث عادة تنقسم إلى نوعين: "تلك المرتبطة بالعنصر البشري، أي الطيارين وطاقم العمل، وعملية الاتصال مع أبراج المراقبة، إذ أنٌ 80% من حوادث الطيران سببها الأخطاء البشرية بحسب الاحصاءات الدولية. والنوع الثاني هو تلك الأسباب الفنية والتقنية المتعلقة بحالة الطائرة والأنظمة التي تعمل وفقها".  

لكن، وبحسب عيتاني، فإنٌ التدخلات السياسية في لبنان تطال هذا القطاع كغيره. وبحسب ما تقول فإن ذلك "سبب أساسي لضعف العنصر البشري. فهذا القطاع لا يخلو من التوظيف وفق المحسوبيات بعيداً عن الكفاءة، والترفيعات غير المدروسة، وهو (القطاع) جزء من القطاعات التي تذكرها تقارير المنتدى الاقتصادي الدولي والبنك الدولي، والتي تُظهر أنٌ من أهم عوائق تطور الإدارات في لبنان وتطبيق القوانين اختفاء الحوكمة الرشيدة".

إلى ذلك فإن هجرة الأدمغة تؤّثر بدورها، وبشكل مباشر، إذ أن غياب الكفاءات والخبرات وضعف التجهيزات الفنية تضر بسلامة الطيران بشكل كبير، على أمل أن يتم إيلاء هذا القطاع دائماً الأولوية القصوى ليبقى قطاع الطيران في لبنان رائداً، ولكي تبقى السلامة أولاً وأخيراً.