Advertise here

الأحزاب التقليدية ومصادر التمويل الانتخابي: كيف تؤمّن النفقات وتستعد للتحضيرات؟

25 تشرين الأول 2021 10:15:19

يبقى الاستحقاق الانتخابيّ بمثابة الحدث الأكثر بروزاً الذي ينتظره اللبنانيون مع عدد من الأحزاب الأساسية التي ترى فيه انطلاقة تغييرية أو محاولة ضرورية لإعادة إنتاج السلطة السياسية. وبدأت تُطرح أسئلة أساسية حول مهمّة الانفاق على المصاريف اللوجستية ومصادر التمويل التي يمكن أن تعتمدها الأحزاب في هذا السياق. أي مقاربة يمكن الأشارة اليها من هذا المنطلق؟ ومن الأحزاب الأكثر استعداداً على الصعد المالية والتحضيرية؟

يؤكد النائب آلان عون عبر "النهار" أن التحضيرات بدأت بما أن الانتخابات حاصلة حتماً رغم إشكالية الموعد الانتخابيّ. وقد دخل الجميع في تحضير الجهوزية للانتخابات النياببة التي منها متعلّقة بالتحالفات أو بالإجراءات اللوجستية والمادية التي لا بدّ من تحضيرها كتلك المتعلّقة بالتمويل والتحضيرات التنظيمية وموضوع الماكينة الانتخابية. ولا بدّ من الدخول في المرحلة الانتخابية من خلال الاتكال على الجالية الاغترابية التي لم تتضرّر من الأزمة المالية أو من أزمة القطاع المصرفي. وتستمرّ عملية التكافل والاعتياد على التواصل مع كثير من المناصرين والمؤيدين، وفق تأكيد النائب عون مع العمل على اعتماد تأمين الدعم في الشق التمويلي والانتخابي الذي تتطلّبه المعركة الانتخابية باعتبار أنّ المصاريف منها ما يبقى يُصرف على الدولار مع الأخذ بالاعتبار العمل على التّعاون مع الآخرين.

ومن جهته، يشير النائب وهبي قاطيشا إلى أن التحضيرات الانتخابية من جهة "القوات اللبنانية" بدأت منذ 4 سنوات، باعتبار أن "القوات" تبدأ التحضير للانتخابات مباشرة لحظة الانتهاء من الاستحقاق الماضي. ويتموّل حزب "القوات" من الحزبيين القادرين على منح المساعدات المادية أو اللوجستية في الخارج. ولا يحتاج "القوات" إلى أموال لأن التنظيم الحزبي فعلي وموجود. وتبقى القاعدة الأساسية للتنظيم هي الأهم. ثم تأتي مساعدات الرفاق القواتيين من خلال بلاد الاغتراب.

ويُعمَل على تحضير ماكينة انتخابية لوجستياً على صعيد تيار "المستقبل" مع عقد اجتماعات هادفة إلى شرح آلية الانتخاب وتنظيم العملية الانتخابية، وفق تأكيد النائب محمد الحجار في حديثه عبر "النهار". ويأتي ذلك مع الأخذ في الاعتبار التجارب السابقة علماً أن الأسماء والترشيحات لا تزال مسألة غير مطروحة فيما التمويل يحصل من خلال "التيار الأزرق" رغم الصعوبات المادية التي تمنع تأمين التمويل. ولم تبدأ الماكينة الانتخابية عملها حتى الآن. وتندرج التحضيرات حتى الساعة في إطار المسائل الفنية البحت مع نفقات بالحدود الدنيا. ويدرس الجميع حجم المعاناة الاجتماعية مع التعويل على أن يكون الجمهور متفهّماً للواقع مع الاقتناع بمشروع تيار "المستقبل" السياسي.

ومن جهة الحزب التقدمي الاشتراكي، يلفت أمين السرّ العام ظافر ناصر إلى أنّ إطلاق الماكينة الانتخابية لم يترجم بعد لا لجهة الجانب التقني أو من ناحية الترشيحات ولا حتى التحالفات. ولا يسعى التقدمي إلى الحصول على تمويل انتخابي من الاغتراب أو من سواه، فيما يكمن كلّ ما يطلبه من الاغتراب ويسعى إلى تلبيته مشكوراً، في العمل على دعم صمود المؤسسات الصحية باعتبار أن المؤسّسات التي تعنى بصحة الناس أهم من أي انتخابات. وردّاً على سؤال حول تمويل الانتخابات من خلال الاعتماد على فعاليات الاغتراب، يؤكد ناصر على دعم الحقّ في التصويت والمشاركة والتسجيل من دون أن يكون ثمّة أي شكّ أو مساومة مع دعوة المغتربين للمشاركة في التصويت والعملية الانتخابية.

وتبقى التحضيرات قائمة على قدم وساق على صعيد حركة "أمل"، وفق تأكيد مصادرها، مع تشكيل كلّ اللجان الانتخابية الفرعية فيها على مستوى الأقضية والقرى والبلدات من الجنوب إلى البقاع وجبل لبنان فالنبطية وبيروت وبعبدا. ولا تزال مسألة التمويل واقعة ضمن التحضيرات اللوجستية فيما موضوع التحضيرات لا تحتاج تمويلا كبيرا حتى الوصول إلى موعد الاستحقاق. ولا يمكن اعتباره بمثابة عائق حتى الآن لانطلاق التسجيل أمام الحركة. وتعتمد حركة "أمل" على التمويل الذاتيّ من قوى الاغتراب وعلى جهد تطوعيّ. وستخوض "أمل" الاستحقاق الانتخابيّ مع الأخذ في الاعتبار الظرف الماليّ بالامكانات المتاحة رغم أن الطاقات الاغترابية المؤيدة تشكّل جهداً أساسيّاً في موضوع التكافل الاجتماعي. ولا ترى الحركة في مسألة نقل الناخبين للتصويت عملية صعبة باعتبار أنها ستحصل داخل مناطقهم. ولا ترتبط المسألة بالفريش دولار الذي لم يكن يوماً مرتبطاً أو متحكّماً بالعملية الانتخابية لأن معظم العناصر في الحركة يدفعون اشتراكات شهرية ولا يتقاضون مخصّصات. وتتصرف الحركة وكأنما الاستحقاق الانتخابي حاصل غداً في وقت تقارب الملف من خلال إطار تنظيمي بحت، فيما تبقى الاولوية لانجاز التحضيرات اللوجستية.

وفي ما يخصّ تحضيرات حزب الكتائب الانتخابية، تشير المعطيات إلى أنّ الماكينة الانتخابية الكتائبية في عزّ عملها مع اعتبار الاستحقاق الانتخابي مهمّاً جدّاً. وسيقوم الكتائب بما هو ضروري للتجهّز والتعاون مع المجموعات التي تبادله طريقة التفكير من أجل خوض معركة انتخابية تمنح أملاً للبنانيين، وفق اعتباره، علماً أنه يرى أنّ لا بدّ من تعديل المواد الانتخابية التي لن يستطيعوا تطبيقها بما يضطرّهم إلى تعديلها. ويؤدّي ذلك إلى مئة نقطة استفهامية يطرحها حول إمكان تنفيس العملية الانتخابية، وسط مخاوف جديّة من نسف الاستحقاق في المضمون وتفريغه من معناه بمجرّد اللعب في الموعد وعدم القدرة على التنظيم والاستعداد بطريقة صحيحة. فيما تقدّر أعداد الذين تَرَكوا لبنان بأكثر من 300 ألف مغترب منذ 2018، وهم في غالبيّتهم معارضون وتغييريّون مع مخاوف من تطيير الانتخابات من جزء كبير من مضمونها ومحاولة التوصّل إلى انتخابات شكليّة أو إلغاء الاستحقاق بشكلٍ كليّ.

أمّا على صعيد مقاربة "حزب الله" بما يخصّ الموضوع الانتخابيّ، فإنّ العالمين في كيفية عمله يشيرون إلى أنه يعتبرها فرصة مهمّة للتأكّد من الاحتضان الشعبي له خصوصاً أن الاستطلاعات غير المعلنة التي تتوافر عند المقربين منه تتّجه نحو القول إنّه يرتاح للانتخابات على صعيد مناطق نفوذه بعد سياسة الاستقطاب والاستيعاب التي سبق أن اعتمدها. ويتأثّر المواطن بالطرف المنتصر انتخابيّاً فيما كلّ الحيثيات قائمة لمصلحة تمدّد شعبيته. ولا يرى المطّلعون على مقاربة "الحزب" أنّ الاستحقاق الانتخابي سيرتّب عليه أعباء أو تكاليف مادية نظراً لغياب المنافسة الجدية على صعيد الساحة الشيعية وسط التحالف المستجدّ مع حركة "أمل"، بما يجعل الكلفة الانتخابية متدنية في الساحة الشيعيّة من دون حاجة إلى أموال باهظة للتمويل.