عن إنتهازي في زمن القحط.. لا يستحق الردّ
12 أكتوبر 2021
16:40
Article Content
وهل يحتاج من مثل نجاح واكيم الى الردّ؟ الانتهازي الذي يبحث دوماً عن عودة الى الضوء، فلم يجد غير رجاسة لسانه وتطاوله على الكبار. هو بذلك يظنّ نفسه كبيراً، والذي انتهج سياسة الاسترزاق السياسي منذ ايام ترشحه في بيروت كمسيحي يمثل الناصرية، كانت الفكرة بحدّ ذاتها استرزاق وتجارة ولم تكن أكثر من ذلك. يحاول واكيم تقييم الآخرين، في زمن قل فيه الرجال وندر الوفاء، ومن شخص لم ينتهج غير سياسة الاستزلام منذ كتابة مخبرين صغار لكتابه الذي أطلق عليه اسم "الأيادي السود" تلك الأيادي الحقيقة كانت أذرعة معلميه وألسنتهم التي ورث آسانها منهم.
يظن نجاح واكيم نفسه أنه في إتيانه على ذكر كمال جنبلاط يمكنه ان يتحول الى مرجعية كان زمن الرجال قد لفظها ونبذها، فيحاول العودة في زمن الذل والتفاعة، وفي عصور التافهين المستثمرين بدماء الناس وفتح بازارات التكاذب في طرح الشعارات. هو الذي ادعى ذات مرة أنه تعرض لمحاولة اغتيال نظراً لمواقفه الوطنية والقومية، فاكتشفت الأجهزة المولجة بالتحقيق ان ما تعرض له عندما كان يقطن في منطقة قصقص هو عملية انتقامية على خلفية عدم ايفاء دين او تسديد رهن بسبب خلاف على لعبة القمار ونتيجة خسارته تلك الليلة. من قامر بنفسه وبيته ليس غريباً عليه ان يقامر بلسانه والتاريخ، فليس على اللسان لجام في غياب العقل وانسحاق الكرامة، وليس على الموقف جمرك في من لا يعرف غير المقامرة، ولا يضيره تزوير التاريخ، وجعله رهن أحقاد او امراض عصبية ونفسية.
عملت يومها اجهزة الاستخبارات السورية على احاطة واكيم بعناصر لحمايته، وانتقل من منزله في منطقة قصقص الى الكولا، لتكتمل ظروف الرواية وشروطها. يعود الآن من بوابة فضاء مفتوح على ترهات وسخافات سياسية، لا يجد نفسه يلمع غير فيها، فيدخلها من واسع أبوابها، إرضاء لهذا وذاك، بكل ما يختلف عن مسار الكبار من عبد الناصر الى كمال جنبلاط وياسر عرفات. ولا داعي لتذكير واكيم بمواقف قالها عبد الناصر في كمال جنبلاط وعن قيمته الفكرية ومواقفه السياسية، وهو الذي لم يعرف المساومة على حق او على موقف ودفع حياته ثمناً لذلك، بخلاف ساسة البلاط.
يعود نجاح واكيم في زمن القحط، ولكن لا حاجة للرد عليه ولا على غيره من الحاقدين، ممتهني تزوير التاريخ، يعود في لحظة يظن فيها ان الطريق مفتوحة على انتقام بمفعول رجعي، وهو الذي لا يعرف إلا ان يسلك الطريق الذي يرسم له، كما يُرسم لغيره، ولذلك سنجد امامنا او حولنا في الكثير من زوايا القمامة أمثاله في زمن يحاول هؤلاء الاستناد على وهم سوري او الاستقواء بتحالف أقلوي فاسد مقامر بالبلاد والعباد، مستعد لإحراق كل شيء في سبيل إشعال سيجارة على طاولة قمار سياسي.