Advertise here

الدولار "طلوع" لهذه الأسباب.. ومزيد من الارتفاع؟

09 تشرين الأول 2021 15:48:45

الدولار طالع نازل، والمواطن يعاني "على الطالع والنازل". هذه باختصار حال اللبناني الذي أصبحت حياته تتمحور حول سعر صرف الليرة. 

مع تشكيل الحكومة، انخفض سعر الصرف بشكل دراماتيكي، انخفاضٌ لم يدم طويلاً، حتى عُدنا إلى الارتفاع الكبير، واقترب الدولار من الـ20 ألف ليرة. فلماذا هذا الارتفاع؟ وهل سنشهد ارتفاعات أكثر؟ 

يؤكّد الخبير الاقتصادي، وليد أبو سليمان، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونية، أنّ، "تشكيل الحكومة شكّل صدمةً إيجابية، وأدّى إلى انخفاض في سعر صرف الدولار، ولكن مسار الدولار في الأساس كان تصاعديًّا منذ بداية الأزمة. وبعد أن امتصّ السوق هذه الصدمة الإيجابيّة لم تحدث أي ترجمة عملية على أرض الواقع، فأسعار المحروقات ارتفعت، وازداد انقطاع الكهرباء ما أدّى إلى زيادة الطلب على المحروقات، وبالتالي ارتفاع الطلب على الدولار". 

عامل آخر يتحدّث عنه أبو سليمان، قائلاً: "الثقة أيضاً لم تُستعاد بعد، لا داخليًّا ولا خارجيًّا، إذ لم يُترجم شيء على أرض الواقع حتى اليوم، مثل بدء الإصلاحات أو تطبيق المحاسبة، بعد تشكيل الحكومة. كل ذلك يدفع المواطنين إلى التخلّص من الليرة واستبدالها بالدولار بسبب الهلع مع ارتفاع سعر الصرف".
الدولار يرتفع بفعل عوامل عديدة، ولكن الأهمّ، هل سيستمرّ بالارتفاع؟ 

يرى أبو سليمان أنّه، "طالما لم يتغيّر أي شيء فالمسار سيستمرّ تصاعديًّا، وإذا استمرّ الوضع على ما هو عليه من دون أي خطوات إيجابية، اقتصادية أو ماليّة، أو حتى سياسيّة على أرض الواقع، فمن المؤكّد أن سعر صرف الدولار سيستمرّ بالارتفاع من دون أيّ سقف". 

الإصلاحات، ثمّ الإصلاحات، ثمّ الإصلاحات، الجميع ينادي بها، ووحدها الطريق لإنقاذ البلد على كافة الأصعدة. وتشكيل لجنة لبدء التفاوض مع صندوق النقد من جديد عامل إيجابي. ولكن، يقول أبو سليمان: "الانعكاس الإيجابي على سعر الصرف يظهر عند الاتفاق مع الصندوق، وليس الآن مع بدء التفاوض، لأنّ اليوم لا يزال هناك تضارب بشأن توزيع الخسائر. وقبل التوافق على توحيد الأرقام، وعلى موضوع الخسائر لن يحصل الاتفاق مع الصندوق". 

ويُضيف: "موضوع مهمّ آخر هو التوظيف في القطاع العام، والتي تشكّل بنداً أساسيًّا في الإصلاحات. ومع اقتراب الانتخابات أستبعدُ أن تقوم الأطراف السياسية بـ"التشحيل" من العاملين في القطاع العام، فهذا قرار غير شعبويّ"، خاتماً: "ولذلك كلّه يجب عدم التعويل على أنّ الاتفاق مع صندوق النقد قد يحصل قريباً".

يبدو أنّ في الوقت القريب لا بوادر حلحلة، ولعبة الدولار ستستمر، فرغم وجود حكومة "معاً للإنقاذ"، هل يكون الإنقاذ بعيداً؟