Advertise here

أين نحن من معالجة ملف الفساد؟

11 نيسان 2019 15:53:02

يوم انتهت الحرب اللبنانية، واضعة اوزارها الى غير رجعة، تفاءل اللبنانيون آنذاك، معتبرين ان مرحلة عانى فيها اللبنانوين أَفُلت الى ما لا نهاية، وأن لبنان قادم على انفراجات، على كل الاصعدة والمستويات، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً.. إلا ان شيئاً من هذا القبيل لم يحصل حتى اللحظة.

فبعد اتفاق الطائف، الذي اوقف الحرب، وسُمي بدستور لبنان الجديد، ظنّ اللبنانيون، أن صفحة سوداء قد طويت، ليتبين فيما بعد، أن الاوضاع ازدادت سوءاً، حيث ساد التخبط السياسي، وحيث الصراع على النفوذ، بدا واضحاً للعيان، ودون حياء او خجل، ناهيك عمّا استجدّ من هدر وفساد، ونهب للمال العام، في وقت راح فيه الشعب يرزح تحت وطأة الفقر والعوز، فيما معظم الطبقة السياسية، كانت وما زالت تتنعّم بخيرات، وثروات، وموارد لبنان، غير آبهة بأحوال، وآلام، واوجاع الناس، الذين اصبح جلهّم في حالة يُرثى لها، والذين قد يصبحون يوماً ما في العراء، لا مسكن، ولا مكان يلجؤون اليه.

والغريب العجيب، أنه بعد الطائف ضرب الفساد اطنابه في كل مؤسسات الدولة، حيث الهدر على قدم وساق، وحيث السرقة في وضح النهار، دون محاسبة، ولا مساءلة. والاعجب من ذلك، انهم خلال جلسات إعطاء الثقة للحكومة، راحوا يتقاذفون التهم، بحيث ان كلاً منهم، راح يكيل ما حلا وطاب من تهم، مُلقياً إياها على الآخر، دون معرفة او تسمية الفاسد، بعد أن اكدّ الجميع، ان حجر الزاوية في الحكومة العتيدة، هو محاربة الفساد والهدر.. وعلى هذا، فإنه طالما ان لا توافق سياسياً، وطالما ان المشاحنات، والتجاذبات السياسية على اشدها، وان لا إجماع وزارياً، فكيف ستعالج حكومة "الى العمل" الملفات الكبرى، كملف النازحين مثلاً، الذي يجب التعاطي معه بكل دقة وحذر، سيما وان فريقاً ينادي بالعودة الطوعية، والآخر يرفع شعار العودة الآمنة، والتي من المفترض ان يسبقها حل سياسي، وفريق لن يسمح بالانتظار طويلاً، رافضاً بأي شكل من الاشكال اندماجهم في البلد المضيف.. إن العائق الوحيد امام عودتهم يعود الى النظام نفسه، لانه يريد ثمن العودة، إما بالتطبيع مقايضة بالعودة، وإما بالحلم بالوصاية من جديد، حلم قديم-جديد..

أما بالنسبة للمف الغذائي، فقد آن الاوان لكشف المفسدين، والضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين، والمفسدين، آملين المضي في الحملة التي بدأها معالي الوزير وائل ابو فاعور حتى النهاية.

وأما بيت القصيد، فهو ملف الكهرباء، وما ادراك ما ملف الكهرباء. انه العقدة الكأداء طوال ثلاثين سنة ونيّف. فبعد انتهاء الحرب السيئة الذكر، والمواطن يعاني الظلمة والعتمة، دون حسيب او رقيب، والملايين تُهدر دون محاسبة او مساءلة. إنهم يريدون استقدام البواخر، رافضين بناء معامل للمزيد من النهب من جيوب الفقراء، والذي ليس على صدورهم قميص.. فأين نحن من معالجة كل الملفات، خاصة منها ملف الفساد..