Advertise here

جنبلاط يردّ هجوم "الممانعة": تأكيد المواقف السيادية

01 تشرين الأول 2021 15:46:04

كان لتغريدات رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أن اتّخذت تموضعاً هجوميّاً، من شأنها أن حوّلت عصفور حسابه "التويتريّ"، إلى مستطلع فوق أجواء التطوّرات السياسيّة المرتبطة بأبعاد إقليميّة، حيث رأى في 6 أيلول الماضي أنّه "ما إن انتهت زيارة الوفد الرسميّ اللبنانيّ إلى سوريا، حتّى انفجر مجدّداً أنبوب النفط في الشمال. فهل عصابات النفط المتحكّمة بالمواطن وبالخزينة، تريد تخريب استيراد الغاز المصريّ والكهرباء الأردنيّة. أم أنّ النفط الإيراني له صلة؟ وماذا عن المتحكّمين في الظلّ بوزارة الطاقة؟"، وفق ما رسم من علامات استفهام، قبل أن يبني استنتاجاً في 21 أيلول، مفاده "كأن كلّ شيء مدروس. يعلن عن الكهرباء الأردنية والغاز المصري، وهي الفرصة لبداية معالجة أزمة الكهرباء، فيأتي اجتياح المازوت. تسأل عن النفط العراقي وملابسات استبداله الغامضة، فلا جواب، انتهاءً بمسرحية انقطاع الكهرباء عن المجلس والمزايدة اللاحقة. ختامها التنقيب الايراني فأين دولة لبنان؟".

ثمّ رفرف جنبلاط فوق تطلّعات محور "الممانعة"، ليُعبِّر عن "السّؤال المطروح بكلّ صراحة" في 23 أيلول: "هل يمكن التوفيق بين مشروع المقاومة واستفراده بالقرارات، وهيبة الدولة في الحفاظ على الحدّ الأدنى من السيادة على بعض من مقدّراتها، بعد غزوة المازوت وتبعاته؟". وعندما شاهد طلقات "الممانعة" الهجومية تستهدف تحليق موافقه، غرّد في 27 أيلول: "لا ينطقون إلّا بالتهديد والوعيد. يا أهل ما يسمّى بالممانعة، أذكّركم أنّه قبل أن تحضر جحافلكم، كان الحزب الاشتراكي - ولاحقاً الحركة الوطنية - يواجه إسرائيل. كفانا مزايدة. لكن نؤمن بلبنان المتنوّع الذي تريدون إلغاءه، لبنان العربي. لبنان الرسالة الذي تريدون إلغاءه. لبنان الحرّ غير المُصادر".

ولم ينظُر المقرّبون من رئيس التقدّمي إلى الهجوم المباغت عليه من موقع المفاجئ، بل يتلقّفونه بهدوء وبرودة، في ظلّ تعبيرهم عن دور جنبلاط المتمتّع بهذه المروحة من المواقف السيادية المبنيّة على ضفاف مجموعة خطوات قام بها، انطلاقاً من دعمه للحكومة الجديدة ونيله الترحيب الفرنسيّ، إضافةً إلى اضطلاعه بدور بارز على الصعيد الاجتماعي والوضع المناطقيّ، ومن دون إغفال تموضعه السياسي لجهة انتقاده للمحور "الممانع"، وتدخّلات أذرعه لبنانيّاً وخياراته الاقتصادية، من دون أن يمنعه ذلك من فكّ الاشتباك مع خصومه، على المستوى الدرزيّ، وتحقيق توازن في مشيخة العقل، بعدما نال وصول الشيخ سامي أبي المنى تأييد أكثر من جهة درزيّة محسوبة على قوى 8 آذار. ويستكمل جنبلاط عناوين اهتماماته في المرحلة المقبلة، على صعيد التأكيد على سياسة الانفتاح وعدم التراجع عن المواقف. وإذا كانت بعض القوى السياسية قد باشرت تحضيراتها للانتخابات النيابية المقبلة، إلّا أنّ التقدمي يغضّ النظر عن الموضوع الانتخابي باعتباره أن التوقيت ليس مناسباً لمناقشة الناس في المسائل الانتخابية، وتركيزه على الشأن الاجتماعيّ والمعيشيّ الذي يبقى بمثابة الأولوية الأولى، وفق تأكيد مصادر التقدّمي عبر "النهار". ولا استعجال للمباشرة في الورشة الانتخابية على بعد ثمانية أشهر من الاستحقاق.

وفي غضون ذلك، تنتقل تغريدات جنبلاط في زيارة "تويتريّة" تضامنية، إلى "شجرة" صديقه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث تعبّر مصادر التقدّمي عن استشعار عودة ذبذبات النظام السوري في موضوع العزف على وتر هجوميّ مبطّن في وجه رئيس حركة "أمل"، بما يحتّم تضامن جنبلاط مع حليفه الذي "يعمل كصوت لبنانيّ حرّ". وبغضّ النظر عن موضوع ترشّح بري من عدمه لرئاسة المجلس النيابي المقبل، فإنّ ليس ثمّة بديل سياسي عنه حتى الآن، في الموقع والمضمون، والحركة التي يضطلع بها، في تأكيد نظرة الاشتراكيين. ويبقى تحالف التقدّمي راسخاً مع "أمل" على صعيد العناوين السياسية الكبرى المؤكّدة على انتماء لبنان العربيّ، فيما يعتبر التقاطع الانتخابي ضئيلاً. ولا يزال من المبكر الحديث عن تموضعات تحالفيّة على مسافة أشهر من الاستحقاق، علماً أنّ التقاطعات الانتخابية بين الفريقين، تقتصر على دوائر انتخابية قليلة. وإذا كان الشأن الاجتماعيّ هو الأساس في مقاربة التقدّمي، فلا يلغي ذلك النشاط المستمرّ على المقلب السياسيّ، مع تحضير جمعيّة عامّة للحزب التقدّمي، انطلاقاُ من باب تقييم الواقع.