يعرف ما يحاك للبنان.. لذلك وليد جنبلاط دائماً المستهدَف
30 سبتمبر 2021
11:58
آخر تحديث:30 سبتمبر 202112:13
Article Content
عند أي من المنعطفات السياسية التي يواجهها البلد، ينتظر الجميع موقف وليد جنبلاط. ينظر إليه اللبنانيون كمرجعية قادرة على الاستشراف، والتحليل الدقيق للوقائع الخارجية، فهو لا يخطئ القراءة، والجريء الأوحد الذي يسمّي الأمور بمسميّاتها بعيداً عن أي تجميل.
وحده القادر على قول ما يرى بعكس الآخرين، ولذلك يجد نفسه مُنتَظَراً من قِبل اللبنانيين من مختلف الطوائف لفهم إشارته، أو موقفه أو رسالته. وبلا شك، فإنّ من اعتاد تسخيف السياسة وتعمية أبصار وبصائر الشعب لن تعجبه مواقف وليد جنبلاط، فلا بدّ من شن الحملات المستمرة عليه، سواءً من خلال التهديد والوعيد، أو من خلال خلق المكائد والدسائس، والتي يبقى الرجل فوقها ومتعالياً جداً عليها.
لماذا استهداف وليد جنبلاط المستمر هذه الأيام؟
ليست الأسباب تكتيكية أم تفصيلية في الداخل، بل لأسبابٍ استراتيجية، فهو الذي يعرف ما يحاك خارجياً ويحذّر منه منذ انتقاده للمزايدات في ملف ترسيم الحدود، إلى ربطه تسوية درعا باتفاق الغاز المصري والكهرباء الأردنية، والتي تؤدي إلى تطبيعٍ مع النظام السوري على حساب الشعب السوري وطموحاته، وعلى حساب لبنان، سياسياً على المدى البعيد، خصوصاً إذا ما ارتبط التطبيع مع النظام السوري باستثمارٍ سياسي ستنجح إيران في تقريشه لصالحها.
وتزامناً انتقد جنبلاط اجتياح جحافل القوافل الإيرانية المحمّلة بالمازوت للأراضي اللبنانية، وذلك في تعدٍ واضح على السيادة، أو ما تبقى منها، وفي نوع من الإصرار على إذابة الحدود بين لبنان وسوريا، أو بالأحرى ربط الأراضي اللبنانية، والسورية، والعراقية، والإيرانية، في بوتقة مشروعٍ إيراني واحد وصلت نتاجاته إلى خطوط النفط والغاز، في أكبر تجاوزٍ للدولة اللبنانية ودورها. وهو كان أول من تحدّث عن مشروع لافروف- كيري بدلاً من سايكس بيكو. ويخشى من أن تكون التسوية الإيرانية- الأميركية على حساب المنطقة، ومنها لبنان.
هذه كلها تدفع المتضررين إلى شن الهجومات على وليد جنبلاط، ناهيك عن حسابات ضيّقة يفكر فيها البعض انتخابياً أو غير ذلك. ولا يمكن إغفال موقف النظام السوري المتربص دائماً بوليد جنبلاط والمختارة ودورها.
يغيظهم وليد جنبلاط في مواقفه الجريئة، فلا يمكن لأحدٍ انتقاده وصولاً إلى حد وصفه من قِبل رئيس الجمهورية، ميشال عون، بأنه الوحيد الذي يتكلم بالحقيقة. وخطوة الفوز باختيار الرجل المناسب لمشيخة العقل لم تمرّ لديهم أبداً، خصوصاً أنّ البعض توهّم أنّه من خلال زيارته لسوريا سيتمكن من فرض ما يريده، لكنه فؤجئ بالموقف الجامع، فخابت ظنونه، وبانت أضغاث أحلامه.
هذه كلها وغيرها ستدفع الكثيرين إلى مهاجمة وليد جنبلاط على قاعدة واحدة، لأن الشجرة المثمرة تُرمى بالحجر.