رعى راعي أبرشية صيدا ودير القمر المطران مارون العمّار، في بلدة عين الأسد في اقليم الخروب، حفل إفتتاح مركز جمعية "الشوف للتنمية الإجتماعية"، ومستوصف "المطران العمّار"، حضره النائب بلال عبدالله، ممثل النائب محمد الحجار محمد نبيل شعبان، ممثل الوزير السابق غطاس خوري المهندس حسن دمج، راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد، المدير العام لشركة خطيب وعلمي المهندس سمير الخطيب، منسق تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال، وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في اقليم الخروب الدكتور بلال قاسم، ممثل مدير مخابرات الجيش العقيد طوني قهوجي مسؤول مخابرات اقليم الخروب الرائد محمد السيد، رئيس جمعية بيروت للتنمية الحاج أحمد هاشمية، ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا، رئيسة النادي الثقافي في برجا الين دمج، المونسنيور مارون كيوان، رئيس دير مارشربل في الجية الأب شربل القزي، رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي، رئيس بلدية برجا الدكتور ريمون حمية، رئيس بلدية البرجين الدكتور محمد فؤاد ياسين، مدير مستشفى سبلين الحكومي الدكتور ربيع سيف الدين، رئيس صالون ابو رضا الثقافي في الوردانية علي الحاج، وفود من أحزاب: الجماعة الاسلامية، حركة أمل وحزب الله، امام مسجد برجا الكبير الشيخ جمال بشاشة، امام مسجد البدوي في شحيم الشيخ اياد عبد الله، رئيس رابطة مخاتير الشوف مختار المعنية جوزف القزي ومخاتيرمن الجية وحارة بعاصير وبرجا، وأطباء وشخصيات وفاعليات ووفد من جمعية الوعي والمواساة الخيرية، آباء ومشايخ وحشد من الأهالي والجوار .
القزي
استهل الإحتفال بالنشيد الوطني، ثم ألقت رئيسة الجمعية الدكتورة دعد القزي كلمة رحبت فيها بالحضور وقالت: "في تلكَ البقعةِ الشوفية المزهوّةِ بتاريخها العابق بذكريات البطولة والعنفوان، والذائبة في بوتقةٍ اجتماعيةٍ تختصرُ أطيافَ الشعب اللبناني بأكمله، نلتقي اليومَ بين أحضانِ جمعيةِ الشوف للتنميةٍ الإجتماعية، لافتتاح مستوصف المطران مارون العمّار، علّنَا نضيئُ شمعةَ أملٍ، وشريانَ حياةٍ لأهل تلكَ المنطقة، المحرومةِ كغيرها منَ المناطق اللبنانية من أبسطِ مقوماتِ العيش الكريم، فيكونَ هذا العمل المتواضع مصداقاً للآية القرآنية الكريمة "ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعاٍ".
وتوجهت بالشكر والتقدير للجميع الذين عملوا على انجاح هذا الحفل، وأملت أن تتكاتفَ جهود كافةِ هذه القوى لِاستمراريةِ نشاط هذا الصرح الانساني، خاصةً أن القيّمين على إدارة المستوصف والجمعية منفتحون على الجميع، لِما فيهِ مصلحة أهالي منطقة الشوف جميعاً.
وقالت: "انطلاقاً من هذه المبادئ الوطنية السامية، وقيمِنَا الدينيةِ والإنسانية، وفي محاولةٍ منّا لرفعِ جزءٍ من الحرمان المزمنِ التي تعانيه منطقتنا، ارتأينَا انشاء جمعية الشوف للتنمية الاجتماعية ومستوصف المطران مارون العمّار، لتستحيلَ هذه الفكرة بجهودِ أبناء المنطقة المخلصينَ وتعاونهم، إلى واقعٍ يبعثُ الأملَ في نفوسهم، للانطلاق نحو تحقيق الأهداف المرجوّة، بعدما استكملتْ كلُّ الإجراءات القانونية.
الدقدوقي
ثم عرفت رويدة الدقدوقي بالجمعية، وتحدثت عن أهدافها وخطتها المستقبلية، مشيرة إلى انها تسعى إلى تعزيز الأنشطة الاجتماعية والخيرية والثقافية، عبر أهداف محددة، كدعم برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة والمشاركة في وضع الخطط الاستراتيجية التنموية مع كافة الجمعيات الاهلية، فضلا عن إعداد المشاريع التي تخدم أكثر فئات المجتمع حاجة، وتقديم الخدمات الاجتماعية للفئات المحتاجة والضعيفة من أجل تحسين مستوى أداء الأفراد لتحقيق التنمية المستدامة، ورفع المستوى المعيشي للأسر من خلال إقامة مشاريع إنتاجية مدرة للدخل.
ولفتت الى ان الجمعية ستعمل على تحقيق اهدافها، وتسعى لتنظيم لقاءات وورش عمل تدريبية، وفعاليات اقتصادية واجتماعية وثقافية وإعلامية للمساعدة في تحقيق التنمية المستدامة والتعاون مع الجمعيات الأهلية الفاعلة في ميدان العمل الاجتماعي وتقصي الاحتياجات الاجتماعية للأفراد والمحتاجين من أبناء الطبقة الضعيفة ماديا، والعمل على تأهيلهم للتكيف مع معطيات الحياة.
وختمت بالدعوة لدعم ومؤازرة الجمعية لتحقق طموحاتها المتمثلة في تحسين الوضع المعيشي والحياتي لأفراد المجتمع من خلال تمكينهم اقتصاديا واجتماعيا وتأهيلهم مهنيا ومعرفيا.
المطران العمّار
ثم كانت كلمة لراعي الحفل المطران مارون العمار فقال: "لا استطيع إلا أن أطلب من ربنا كل البركات والخير لكل إنسان يساهم في إنشاء مستوصف، لأنه بحبة الدواء والاستشارة التي نساهم فيها مع بعضنا البعض نساعد محتاجا، مؤكدًا "أن المستوصف وعمله في هذه البلدة وهذه المنطقة، هوعمل محبة بامتياز، لانه بمثابة شربة مياه، ولقمة وكلمة خير وبركة في منطقة بحاجة لهذه البركة. "
وأضاف: "انه فعل محبة بامتياز، عندما يفكر الإنسان بغيره، ويفكر بالمحتاج لدواء واستشارة وغير قادر على الذهاب الى الخارج، فيجد بالقرب منه من بساعده، انها المحبة التي نحب أن نعيشها مع بعضنا البعض، هي عمل نقوم فيه من خلال قربنا من بعضنا البعض. المستوصف يجعلنا قريبين ونشعر مع بعض ونكون لبعضنا البعض مركز ثقة وعطاء ومساعدة، لذلك فإن المستوصف هو عمل محبة بامتياز".
وتابع: "الفكرة الثانية هي أن المستوصف هو جسر عبور "من إلى"، وهو يأتي بالمساعدات من الأشخاص والمؤسسات والمتبرعين الذين يحبون إيصال خيرهم إلى الاخرين، فهناك أشخاص خيرين وأشخاص بحاجة إلى الخير ما يحتم وجود أشخاص يعملون على إيصال هذا الخير من الخيرين إلى من هو بحاجة إلى الخير، المستوصف وإدارة المستوصف يلعبون هذا الدور الذي هو جسر المساعدة من الخيرين إلى من هم بحاجة. وهذا العمل عمل مبارك وعمل إنساني بامتياز وعمل محبة بامتياز، لذلك لا يسعنا إلا أن نشكر كل الذين ساهموا ويساهمون من قريب أو من بعيد في إنشاء هذا المستوصف".
وتابع: "عندما توجد الكنيسة، بالتأكيد سيكون هناك أشخاص يصلون فيها، لذا أقول: اذا كان هذا المستوصف الذي هو عمل خير بامتياز، والكنيسة التي هي مركز صلاة بامتياز، والجامع الذي هو مركز صلاة بامتياز، وأن كانت الخلوة التي هي مركز صلاة بامتياز أو أي مكان نحاول أن نلتقي فيه مع الله، فهذا المكان يعلمنا بالدرجة الأولى إلا نخاف من بعضنا البعض. فنحن لا نخاف من أشخاص يصلون ولديهم الله يخافونه ويتكلون عليه في حياتهم، لذلك أقول أن الشهود الذين يعبرون عن وجود الله في حياتنا وتاريخنا وحضارتنا هم ضرورة لكي يتعلم أهلنا واجيالنا أن يحبوا بعضهم ويتعاونوا، وإلا يخافوا من بعضهم البعض".
واردف: "المستوصف هو شاهد خير كما الكنيسة والجامع والخلوة شهود خير ينوروننا ويعلموننا إلا نخاف من بعضنا وأن نحب بعضنا. أن تركيز وانشاء المستوصف اليوم هو من الشهود الحقيقيين إننا في هذه المنطقة نحب أن نعيش مع بعضنا بأمان وسلام وانفتاح دون أي خوف من بعضنا البعض".
وختم: "المستوصف انشىء من قبل أشخاص يحبون الشأن العام، ويكون التعاون مع الآخر، وأنا أشكر كل إنسان يضحي من أجل التعاون مع الاخر، سواء في الحقل السياسي أو الاجتماعي أو الديني، أو في أي حقل علمي أو هندسي أو أي حقل اخر، فالتعاون بين الأشخاص عمل مبارك، الشكر لكل الأشخاص والمؤسسات الذين ساهموا في إنشاء هذا المستوصف، شكرًا على عملهم وتفكيرهم ونعمهم الفكرية والعلمية والمادية والانسانية التي وضعوها بتصرف الاخرين، نحن وإياكم سنبقى يدًا بيد، نتعاون مع بعضنا كل من موقعه، شرف لنا أن يقولوا بأن أهل الشوف فعلًا متعاونين بكل أطيافهم، ليبقى الشوف عامرًا وينبض حياة إنسانية حقة.
بعدها قص شريط افتتاح المستوصف ومركز الجمعية، وكان جولة للحضور في ارجائهما.
واختتم الحفل بعشاء تكريمي على شرف الحضور في دارة الدكتورة دعد القزي.