العودة حُسمت. المدارس معظمها إمّا فتحت أبوابها مرحّبة بالتلاميذ بعد غياب دام لمدة عامين، أو تستعدّ لعودة لا تشبه أيّ عودة أخرى إلى الصفوف مع ما يعانيه البلد على كافة الأصعدة.
عامل أساسي، وقد يكون الأخطر، لا بدّ من تسليط الضوء عليه مع حلول العام الدراسي إلى جانب العامل الاقتصادي، هو العامل الصحي. فكورونا رغم اعتيادنا عليه وتعايشنا معه، نوعاً ما، لا يزال موجوداً ويُشكّل خطراً على حياة التلاميذ. فهل نسب الملقحين من هذه الفئة العمريّة أصبحت تؤمّن العودة الآمنة؟
يؤكّد عضو اللجنة العلمية والفنية للسماح بالإستخدام الطارئ للقاح في وزارة الصحة، الدكتور نزيه بو شاهين، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونية، أنّ "نسبة الأعداد المسجلة من صغار السن على المنصة تعتبر غير كافية. فمثلاً في جدول 20 أيلول، الصادر عن وزارة الصحّة، نرى أنّ نسبة المسجّلين ممّن هم بين الـ12 والـ14 عاماً تبلغ 8 في المئة فقط، ومَن هم بين الـ15 والـ19 عاماً تبلغ 25 في المئة، وهذه الأرقام تعتبر متدنّية".
ويضيف: "في 28 آب، بعد اجتماع للّجنة العلميّة والفنيّة من أجل السماح للاستخدام الطارئ للقاحات، واتّخاذ قرار بالسماح بإعطاء لقاح فايزر للأعمار التي تتراوح بين 12 و16 سنة، بلغ معدّل التسجيل في 29 آب، أي بعد اتخاذ القرار بتلقيح الصغار مباشرة، حدود الـ5 آلاف. أمّا في 31 آب، فارتفع العدد ليُسجّل حوالي 9 آلاف، وفي الثالث من أيلول أصبح يقارب الـ13 ألفاً، ما يعني أنّ أعداد المسجّلين على المنصّة ازدادت بما فيها أعمار من هم فوق الـ12 عاماً. وهذا يعني أنّ الأهل بدأوا بتسجيل أطفالهم بعد الإعلان عن بدء تلقيح هذه الفئة العمريّة، وبعد دعوة وزير الصحّة الأهل إلى تسجيل أطفالهم قبل بدء العام الدراسي". ولكن، يقول بو شاهين، "حتى هذه النسب لا تزال متدنّية خصوصاً، وأنّ العديد من الأهل لا يزالون خائفين ومتردّدين بشأن إعطاء اللقاح لأطفالهم".
إذاً، النسب لا يعوّل عليها لبدء عام دراسي آمن. هنا يُشدّد بو شاهين على أنّ، "نسبة الملقحين من هذه الفئة لا تزال ضئيلة مقارنة مع أعداد التلاميذ، وذلك يطرح أمامنا إشكالية كبيرة بالنسبة للعام الدراسي الحضوري في حال لن تُتّخذ إجراءات مشدّدة لناحية الوقاية، والتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات".
بناءً عليه، لا بدّ من السؤال عن إصابات كورونا، هل هي مرشّحة للارتفاع؟
يُجيب بو شاهين: "نتوقّع أن ترتفع إصابات كورونا، وبدأنا نلحظ هذا الارتفاع خصوصاً وأنّ أعراضه تتشابه مع أعراض الانفلونزا خلال هذه الفترة من السنة". لهذا السبب يدعو الأخير إلى اتخاذ أقصى درجات الوقاية، معتبراً أنّنا، "بدأنا نشهد إصابات بكورونا عند الأطفال وأعمار الشباب". لذلك يدعو الأهل إلى، "المسارعة لتلقيح أطفالهم قبل العودة إلى المدارس، إذ أنّ ذلك يحميهم من شدّة الأعراض ودخول المستشفى"، مذكّراً بأهميّة ارتداء الكمامات خصوصاً في الصفوف لكونها أماكن مغلقة.
تلقيح الأطفال لا يحميهم فقط، إنّما يحمي مجتمعاً بأكمله من موجةٍ جديدة نحن، بالتأكيد، بغنى عنها!