Advertise here

لبنان يفقد الكفاءات واليد العاملة الأساسية.. الهجرة تخطف الشباب اللبناني وحركة مغادرين نشطة

16 أيلول 2021 16:53:42 - آخر تحديث: 16 أيلول 2021 17:09:00

كثُرت التقارير التي تحدثت عن موجة هجرة كبيرة يواجهها لبنان اليوم نتيجة لجوء عدد ليس بالقليل من شبابه للعمل في الخارج، بسبب الأزمات المتعاقبة منذ سنتين وحتى اليوم، وغياب الحلول السياسية، واعتماد مبدأ الترقيع بدل الإصلاح.

المؤشرات تشير إلى أن أعداداً إضافية من الشباب ستغادر، خصوصاً وأنّ التوقعات سلبية بالنسبة لإمكانية تعافي الاقتصاد اللبناني بشكلٍ سريع.

آخر هذه التقارير كان ما نشره مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت حول نية الشباب اللبناني بالهجرة. يذكر التقرير، استناداً إلى تقرير "استطلاع رأي الشباب العربي" الذي نُشر العام الماضي، أنّ 77% من الشباب اللبناني يفكرون بالهجرة. كما يلفت تقرير المرصد إلى أنّ أساتذة وأطباء وممرضين في صفوف المهاجرين، وجميعهم ذوو اختصاصات مطلوبة في سوق العمل اللبناني. ويختم التقرير لافتاً إلى أن طول أمد الأزمة هو أيضاً مؤشرٌ يدفع إلى زيادة أعداد المهاجرين في لبنان.

لم تحصِ بعد المؤسّسات الإحصائية في لبنان أعداد المغادرين هذا العام، إلّا أنّ رئيس شركة "Lebanon Statistics" الإحصائية، ربيع الهبر، أشار إلى أنّ  "الأمور أصبحت أسوأ مما كانت عليه في العام الماضي. فحركة المغادرين نشطة هذا العام، كما أن عدداً من الأسر التي قدمت إلى لبنان منذ فترة بهدف الاستقرار عدلت عن قرارها، وعادت للسفر إلى الخارج".

لكن الهبر لفت إلى أنّ، "مبدأ الهجرة يقتضي المكوث خارج البلاد لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، والاستقرار والعمل في الخارج، وبالتالي لا يمكن الحديث عن هجرة، خصوصاً وأنّ تأشيرة الهجرة تحتاج إلى ما بين السنة والنصف والسنتين من أجل الصدور، وبالتالي هذا القرار ليس سريعاً، ولا اعتباطياً".

كما تابع الهبر: "يهاجر اليوم من يمتلك إقامة في بلد في الخارج، أو من تقدّم بطلب هجرة منذ مدة، ولا أرقام عن عدد الطلبات المقدمة اليوم للهجرة، أمّا أولئك الذين يسافرون في الوقت الراهن فهم يسافرون للعمل، ولم يستوفوا معايير الهجرة. كما أن المفارقة تكمن في أن دول الخارج، خصوصاً الأوروبية منها، لا حماسة لديها لاستقبال اللبنانيين، وهي تعتبرهم من الطبقات الأدنى". 

أما حول انعكاسات سفر الشباب اللبناني إلى الخارج، ذكر الهبر أنّ "الأطباء، والممرضين، والمهندسين، والتقنيين، هم الذين يسافرون للعمل في الخارج، وبالتالي الأسواق اللبنانية تفقد اليد العاملة الأساسية، وستظهر النتائج في القريب العاجل نقصاً في اليد العاملة".

بغضّ النظر ما إذا كان سفر اللبنانيين إلى الخارج يُعد هجرةً وفق المعايير الاجتماعية، أو سفراً عادياً بهدف العمل في الخارج، فإنّ لبنان يخسر أهم عناصر الإنتاج: اليد العاملة الخبيرة والتقنية، والتي سيكون لها دوراً محورياً في إعادة نهوض البلاد.

 المطلوب اتخاذ القرار السياسي بالشروع بالإصلاحات للحفاظ على الشباب في بلادهم، وإشراكهم في عملية إعادة لبنان إلى السكة الصحيحة قبل أن تخطف الهجرة المزيد من الشباب.