مساعدات إنسانية فرنسية للبنانيّين.. وميقاتي يوظّف أموال صندوق النقد في الكهرباء والنقل العام
15 سبتمبر 2021
10:25
Article Content
يستشعر اللبنانيون فرصة لالتقاط الأنفاس. أرخت عملية تشكيل الحكومة بعض الأجواء الإيجابية، والتي يمكن أن يسجّل من خلالها اختراقات متعددة في جدران الأزمات. التركيز حالياً على نيل الحكومة للثقة، وبعدها الشروع في البرنامج الاقتصادي والمالي الذي لا بدّ من تنفيذه.
في السياق تصل إلى لبنان مستحقاته المالية من صندوق النقد الدولي، وهو مبلغ تقدّر قيمته بـأكثر من مليار دولار. وبحسب المعلومات حتى الآن فإنّ رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، يشير إلى أنه سيعمل على استخدامه في مجال الكهرباء، وخطة للنقل العام. هذا المبلغ من شأنه أن يؤدي إلى استقرار، أو تحسّن في سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار نسبياً ومرحلياً.
في الموازاة، سيبدأ النفط العراقي بالوصول إلى لبنان. وفي المقابل، ينتظر لبنان أيضاً مندرجات الاتفاق مع مصر والأردن وسوريا على استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية، وبالتالي هذه كلها ملفات يمكن لها أن تنعكس ارتياحاً على الساحة اللبنانية وفي مجالات مختلفة، خصوصاً إذا توفرت بعض الأجواء الدولية المساعِدة. وهنا يبرز الاهتمام الإقليمي بالملف اللبناني، خصوصاً لجهة الاهتمام المصري- الأردني، إلى جانب الاهتمام الإيراني- الفرنسي. وبحسب ما تقول المعلومات فإنّ باريس تستعد للبحث في كيفية توفير مبلغ مالي تمّ رصده في مؤتمر عُقد سابقاً برعايتها لتقديم مساعدات إنسانية للبنانيّين.
وبحسب ما تقول المعلومات فإنّ الحكومة، وإلى جانب الاهتمام بملف الكهرباء، والمحروقات، والنقل العام، سيكون لديها اهتماماً أكبر بمسألة تحسين الرواتب والأجور، والحفاظ على استقرار سعر الدولار، وهذه كلها مقومات نجاح لها. ولكن لا يمكن إغفال مقومات تفجيرها أيضاً بسبب الخلافات السياسية، وحول التوجّهات، وموضوع مصير حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الذي سيصرّ رئيس الجمهورية مجدداً على وجوب مغادرته لمنصبه.
لا يمكن فصل هذه التطورات اللبنانية عن مجريات التحوّل السياسي في المنطقة، ومسرحها بالتحديد الساحة السورية، والتي سيكون لها انعكاساً مباشراً على الواقع اللبناني. فمثلاً تسوية درعا حصلت لتسهيل مرور خطوط الغاز المصري، والأمر نفسه قد يحصل لاحقاً في شرق سوريا، وتحديداً في مناطق شرق الفرات.
إنها مرحلة تحوّلات تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وسيتأثر بها لبنان حتماً على الصعيد السياسي، وهذا لا بد من ربطه بما أعلنه أمين عام حزب الله، السيّد حسن نصر الله، الذي أعلن عن دخول صهاريج النفط الإيرانية إلى لبنان، وهذا سيكون ذي بعد سياسي له دلالات مستقبلية. وهو لا يمكن أن ينفصل عن زيادة منسوب التنسيق الفرنسي- الإيراني في مقابل غضّ النظر، أو عدم الاكتراث الأميركي في ظل كل هذه التطورات.