Advertise here

تمديد سلس لليونيفيل.. جزء من مرونة واشنطن المستجدة لبنانيا!

14 أيلول 2021 14:52:05 - آخر تحديث: 14 أيلول 2021 19:47:44

مر استحقاق التجديد لليونيفل بهدوء وسلاسة. امس، قدم قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال ستيفانو دل كول لرئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، عرضا للوضع الراهن في الجنوب ودور "اليونيفيل" في معالجة الاحداث التي تقع من حين الى آخر، لافتا الى الاجماع الذي لقيه قرار التمديد لها وفق طلب لبنان، اي من دون اي تعديل على مهامها او عديدها. 

بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، فإن فرنسا التي تتابع من كثب الملف اللبناني عموما، وقضية التمديد لليونيفيل خصوصا، منذ سنوات، تولّت هذا العام ايضا، مهمة تجديد ولايتها من دون اي تعديل في دورها وصلاحياتها. هي اجرت عبر دبلوماسييها سلسلة اتصالات قبل الاستحقاق الذي يحين في نهاية آب من كل سنة، ليمر التجديد بهدوء في مجلس الامن، وبلا اشكاليات، فكان لها ما ارادت. هذه الاتصالات شملت في شكل خاص الولايات المتحدة.

فإبان حكم الجمهوريين برئاسة دونالد ترامب، كان الضغط كبيرا لتوسيع صلاحيات ومهام اليونيفيل بما يضيّق الحصار اكثر على حزب الله وتحركاته جنوبا وشرقا، والاميركيون كانوا يدفعون آنذاك نحو السماح للقوات الدولية بالدخول الى الاحياء السكنية جنوبا وبنشرها على الحدود بين لبنان وسوريا ايضا، والا فلتخفّض ميزانيتها... أما اليوم، ومع دخول الديموقراطيين الى البيت الابيض، فإن هذه الاندفاعة الاميركية تراجعت، وأتت من باب رفع العتب لا اكثر، مع ان واشنطن شددت على ضرورة منع اي حركة على الحدود تكون مزعجة لاسرائيل.

المصادر تشرح ان هذه المرونة تُعتبر جزءا من السياسة التي قررت واشنطن اعتمادها لبنانيا واقليميا في المرحلة المقبلة، بحيث ارتضت، بالتنسيق مع باريس، تأليف اي حكومة في لبنان شرط صون الاستقرار فيه، ولو كانت الكلمة الاقوى فيها لحزب الله، كما انها وافقت على السماح لبيروت بالتواصل مع دمشق لتأمين وصول الغاز المصري الى لبنان. وهي، اي الولايات المتحدة، وبالتوازي مع هذه الليونة، تسعى الى احياء الاتفاق النووي مع ايران. فما يهمها هو الاسراع في التسوية الاقليمية، ولو كانت ميالة لطهران، لتتفرّغ هي لملفات دولية اخرى... وسنلمس في قابل الايام، مزيدا من "التنازلات" الاميركية، بحيث سيصل النفط الايراني الى بيروت وستكتفي واشنطن بإدانته "كلاميا" ببيانات لا اكثر... الا اذا، تختم المصادر.