Advertise here

أسعار الكتب تحلّق.. "حرمونا حتى القراءة"

12 أيلول 2021 14:57:42 - آخر تحديث: 12 أيلول 2021 17:26:50

"حرمونا حتى القراءة"... عبارة بات يتردد صداها أمام المكتبات في لبنان. لم يعد بمقدور اللبنانيّين شراء الكتب كما في السابق، ومجالستها في ظل هذه الظروف الصعبة بهدف التخفيف من وطأتها. أسعار الكتب تُحلّق نسبةً لارتفاع سعر صرف الدولار، فيما المداخيل لا زالت على حالها، وقيمتها تتآكل بسبب التضخّم.

يُعدّ الكتاب من الثانويات في بلد كلبنان، رغم أنه من المفترض أن يكون في عداد الأولويات إثر دوره المحوري في صناعة مجتمعٍ واعٍ ومسؤول. وفي سياق استغناء اللبناني عن مختلف الثانويات بسبب الأحوال الاقتصادية الصعبة، تخّلى عن شراء الكتب بشكل نسبي أو كامل، خصوصاً وأن الدولار بات يتحكّم في التسعيرة.

مسؤول التواصل والتنسيق في مكتبة "فيلوسوفيا"، جاد حاموش، يشير إلى أنّ، "أسعار الكتب ارتفعت بشكل جنوني مع ارتفاع سعر صرف الدولار في الأسواق السوداء، ومعظم دور النشر أصبح يعتمد على سعر الصرف اليومي للعملة الخضراء لتسعير الكتب، أو حتى على أسعار مرتفعة أكثر من أسعار السوق أو "الفريش دولار"، في حين أن عدداً أقل يعتمد أسعار صرف مقبولة، كـ10 آلاف، أو 14 ألف ليرة".

وفي حديثٍ لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، يذكر (حاموش) أنّ "المكتبات محرجة أمام روّادها، ففي السابق، كان أصحابها يراعون الزبائن عبر الحسم من أسعار بعض الكتب وتقليل نسبة الأرباح. وكانت الأسعار مقبولة أساساً، إذ يُمكن إيجاد كتاب لا يتجاوز ثمنه الـ15 ألف ليرةٍ مثلاً. أما اليوم، فالأسعار ارتفعت وبات الحد الأدنى لا يقل عن 100 ألف ليرة للكتاب، في حين أن الأرباح تراجعت، وما عاد بمقدور أصحاب المكتبات إجراء الحسومات، وإلّا تكبّدوا الخسائر".

ويتابع حاموش: "بعض القرّاء كان يشتري ما بين الـ10 و15 كتاباً شهرياً. أما اليوم، فيشترون كتاباً واحداً كل فترة زمنية طويلة، إذ أنّ الأسعار خرجت عن المعقول، وفي ظل الظروف الضاغطة، يفضّل اللبنانيّون تأمين لقمة عيشهم على شراء الكتب، وهذا واقعٌ مؤسف".

ويلفت حاموش في سياق حديثه إلى أنّ، "وزارة الثقافة تغيب عن تأدية واجبها لجهة دعم هذا القطاع الحيوي والدفع باتجاه ضبط الأسعار، وإلزام دور النشر بالتسعير وفق العملة الوطنية، على عكس ما كان يحدث في دول عربية أخرى واجهت أزمات اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية، واستمرت في تحمّل مسؤولياتها في هذا المجال".

ويؤكد حاموش: "مستمرون في تأدية مهمتنا ونحاول توفير المقوّمات للصمود كي لا نكون قد شاركنا في تدمير القطاع الثقافي في لبنان، لكن على وزارة الثقافة القيام بواجباتها وإيجاد السياسة المناسبة لدعم الكتاب بوجه الأزمات المتعاقبة و"مافيوية" بعض التجّار".

ويختم حاموش حديثه مشيراً إلى أن "العديد من القراء وجدوا في الإنترنت بديلاً، وتوجّهوا إلى الكتب الإلكترونية وبعض التطبيقات والمواقع التي تتيح قراءة الكتب على صفحات "الويب"، إلّا أنّ آخرين، ونسبتهم ليست بالقليلة، لا يرغبون بالقراءة على الشاشات، ويفضّلون الكتب الورقية، وبالتالي وجب إيجاد الحلول المناسبة للقطاع، ودعم الكتاب الذي يلعب دوراً أساسياً في بناء المجتمعات".