Advertise here

حقيقة صراع الفرس واليهود

11 أيلول 2021 11:39:27

إذا  شاهدنا بتمعُّن سيناريو التمثيلية الحيّة التي تُعرض على مسرح الشرق الأوسط، والتي تمثّلها القوى الدولية والإقليمية على شعوب المنطقة التي تدفع الثمن ذلاً، وجوعاً، وقهراً، وظلماً، ماذا نشاهد؟ 

عداء إيراني- إسرائيلي مصطنع، لم يبدأ بتحويل سفارة إسرائيل إلى سفارة فلسطين في بداية الثورة الخمينية المدعومة من القوى الغربية، حيث استُقبل الإمام في أبرز عواصمها، وانتقل إلى طهران بعد أن اكتمل سيناريو القضاء على الشاه الذي كان بحكم التربية يرفض الصراع الشيعي- السنّي.  
 
مباحثات أميركية- إيرانية بعنوان النووي، والتي ترفض إسرائيل بموجبها، ظاهرياً حصول إيران على السلاح النووي، وهي تعلم  جيّداً أنّ هذا السلاح لا يشكّل تهديداً لدولتها، وإلّا كانت دمّرته مثلما فعلت بالمفاعل العراقي، بل هو مطلوب للتوازن مع باكستان بالتحديد، كونها الدولة ذات أكثرية سنّية، وتملك هذا السلاح. 

عملية إفقار وتهجير ممنهج للدول التي تقف عائقاً بشرياً لإيران للوصول بكل قواها إلى مياه المتوسط، وعلى الحدود الشمالية لدولة إسرائيل. 

إنّ الذل الذي تعيشه شعوب المنطقة، وعملية إفقار هذه الشعوب، وقطع موارد عيشها، دفعها إلى الهجرة في أكبر عملية تفريغ عاشها لبنان منذ الحرب الأولى، وأكبر عملية تهجير للشعبين العراقي والسوري. وتشير الإحصاءات إلى أنّ أكثر من ثلث شعوب هذه الدول هاجر إلى الغرب طلباً للقمة العيش.  

شعوبنا بحاجة إلى كرامة العيش، والغرب بحاجة إلى اليد العاملة العربية، ومن هنا كان التكامل بيننا وبينهم. 

ولولا فساد حكّامنا الذي أدّى إلى تدمير أوطاننا، وتهجير شعوبنا، لما وصلنا إلى هذا الحضيض حيث البؤس، والعوز، والفاقة، والمستقبل المظلم، والمرض والظلم، والحاجة إلى أبسط حاجات الإنسان في العيش الكريم. من هنا أصبح التكامل مع الغرب بمصالح مشتركة: هم محتاجون لليد العاملة الفنّية، ونحن بحاجة إلى لقمة الخبز. 

عندما طرح وليد جنبلاط سؤاله الشهير "الى أين؟" وكأنّه كان يدرك أنّ تداعيات 2005 لن تنتهي باغتيال الاعتدال مع اغتيال الشهيد رفيق الحريري، بل سنصل إلى هذا الذل والبؤس الذي نعيشه. 

إنّ سقوط القرار الوطني اللبناني المستقل بسلسلةٍ من الاغتيالات، بدأ باغتيال المعلم كمال جنبلاط، وتوالت بعده سلسلة الدم التي طالت مفكّرين يساريين، ووطنيين وصحافيين، دفعوا حياتهم ثمناً لما يؤمنون به. والمؤسف أنّ القرار الوطني المستقل أُسقط بضربات إسرائيلية، وسورية، ومؤخراً إيرانية.