Advertise here

ثالوث ميقاتي أو الانهيار الكبير.. وساطات بلا نتيجة وصرخة لجنبلاط

09 أيلول 2021 05:15:00 - آخر تحديث: 13 أيلول 2021 00:43:58

فيما البلد يواصل انزلاقه الكبير نحو الهاوية، يواصل الممسكون بخيوط لعبة تشكيل الحكومة التلهي وممارسة أساليب لا تقارب بأي شكل من الأشكال الأخلاق السياسية، لا بل يمارسون، كما كان يصفها الشهيد كمال جنبلاط، "أخسّ دروب الرياء". 

وفي نهجٍ بات بعيداً كل البعد عن المنطق والعقل، يُفهَم أن المطلوب فعلاً هو انهيار الدولة بكامل قطاعاتها ومؤسّساتها، وإلّا كيف يمكن تفسير هذا الأداء السيّء في إدارة الأزمة، وفي العمل على الخروج منها، رغم حجم المأساة التي يعيشها اللبنانيّون بعد 13 شهراً على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، وبعد 3 سنوات على بداية الأزمة الاقتصادية منذ أيلول 2019 حتى اليوم. 

وبعد كل الإيجابية التي حرصت بعض الكواليس على بثّها طوال الأيام الماضية، يبقى السؤال كيف تبخّر كل هذا التفاؤل الذي خيّم على الأجواء الحكومية طوال يوم الإثنين عقب الإعلان عن التفاهم حول حقيبتَي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية؟ وكيف تسلّلت شياطين التعطيل لتعطّل كل ما يساعد على إزالة العراقيل من طريق تشكيل الحكومة؟

الصرخة جاءت مجدداً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، الذي بدا متشائماً، رغم حرصه الكبير على ضرورة تشكيل حكومة اليوم قبل الغد، كاتباً عبر "تويتر": "أفضل شيء أن تحكموا أنتم بدل هذه المسرحية اليومية من الاستشارات، وهذا الفيض من التحليلات المتعبة في وسائل الإعلام والصحف. الطالبان شكّلوا حكومة، فكونوا مثلهم وتحمّلوا مسؤولية أمن المواطن ومعيشته وطبابته. أنتم الذين تدّعون معرفة كل شيء وفق المنطق الذي يرفض أي تعددية". 

صرخة جنبلاط جاءت لتعكس واقع ما تشهده عملية التأليف من أخذٍ وردّ، وشروط تتغيّر وتتبدّل وفقاً للمصلحة، حيث أشارت مصادر سياسية مطلعة عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أنّ الأجواء الحكومية لم تكن للحظة إيجابية حتى في أوج التسريبات المتفائلة، والتي كان معظمها يصدر لغايةٍ في نفس يعقوب، لافتةً إلى أنّ وساطة اللواء عباس ابراهيم، والقوى التي كانت تعمل على خط تقريب وجهات النظر، لم تصل إلى أي نتيجة.

واعتبرت المصادر أن موقف جنبلاط، وقبله موقف الرئيس نبيه بري، هما أكبر دليل على واقع الحال وعلى حقيقة المفاوضات في الكواليس الحكومية، والتي لا يبدو أن الدعاء حتى سينفع معها.

في هذا السياق، جدّد عضو كتلة الوسط المستقل، النائب علي درويش، تحذيره من عدم الإفراط في التفاؤل وأخذ الأمور بموضوعية.
وأشار عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أنّه لو الأمور انتهت إلى طريق مسدود لما تردد الرئيس نجيب ميقاتي عن تقديم اعتذاره. ولطالما أنّ هناك أمل بتخطي هذه الأزمة فلن يألوَ جهداً عن متابعة المهمة، ومن الواضح أنّ هناك تفاصيل متبقية ليس من السهل الخروج منها، كاشفاً عن التوصّل إلى مسودة تشكيل حكومة شبه كاملة، لكنها تتطلب جهداً مضاعفاً. فالرئيس ميقاتي يريد حكومة تراعي كل التوازنات القائمة، ما يعني الحصول على ثقة الناس أولاً، وتضم شخصيات مستقلة تحظى بثقة المجلس النيابي لأنّ التركيبة السياسية تتطلب أوسع مشاركة، كما تحظى أيضاً بثقةٍ دولية، ومن دون هذا الثالوث لا تشكيل لحكومة، فالرئيس ميقاتي يريد حكومة إنقاذ مستوفية الشروط، وعدا عن ذلك لا قيمة لأية حكومة.

وقال: "يجب أن تكون الحكومة قادرة على اجتراح حلول للأزمة، وأي سيناريو بعدم تشكيل حكومة يعني أخذ البلد إلى المجهول. فنحن نعلم أنّ هناك أزمة تتطلب مجهوداً إضافياً، على أمل أن تحمل الأيام القادمة نسائم الفرج. فبعد خمس سنوات قضينا نصفها بالفراغ لا شك أنّ لدينا تركيبة سياسية غير قادرة على الإنتاج، ولذلك نجد أنّ عملية التوازنات صعبة ومعقدة، وإذا لم تشكّل الحكومة سيكون هناك انفجاراً حتمياً وكبيراً، ولن يكون أي فريق بمنأى عنه.

بدوره، عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب فادي علامة، أكّد في اتصالٍ مع "الأنباء" الإلكترونية ما قاله الرئيس بري أنّ المسألة تتطلب دعاء، وقد رأينا أنّنا كلما حللنا عقدة برزت عقد جديدة.

وقال: "ما نسمعه من عراقيل ليس بجديد. وقد رأينا في المحاولات السابقة الأمر نفسه، لناحية إعادة الحديث عن الثلث الضامن، لكن بالمقابل الرئيس ميقاتي لديه القدرة لإحداث خرق كما فعل في الحكومتين السابقتين، وإن شاء الله أن تتكلّل مساعيه بالنجاح"، مشيراً إلى أنّه لا يعرف ماذا يدور في الخفايا، وإذا كان هناك ثلث ضامن، أو حكومة 3 "ثمانات" من أهل الكفاءة والنزاهة. أمّا إذا كان البعض يريد السيطرة على الحكومة، فمعنى ذلك أن ليس هناك من اتّفاق وأننا عدنا إلى مرحلة الشروط التعجيزية.