Advertise here

عبد الأمير قبلان: عاملي الهَوى ونجيب النجف بواقعية لبنانية

06 أيلول 2021 13:35:16 - آخر تحديث: 06 أيلول 2021 13:35:50

كان الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان (رحمه الله)، عاملي الهُويَّة، بنشأته الدينيَّة وفِكره الواسع منذ أن كان شاباً مُقبلاً على الحياة، وكان نجيب الحوزة العلميِّة الكبرى في النجف الأشرف، المُتتلمذ على يد كبار عُلماء الفِقه والشريعة الإسلاميَّة، الباحث الفقهيّ المُجتهد الَّذي عُرِف بسِعة اطلاعه، فكتب عشرات المًؤلَّفات الدينيَّة والفقهيَّة مُعتمداً عِلم المنطق والمنهج الاستقرائيّ والتحليليّ الاستنباطيّ، وألقى عشرات المحاضرات التربويَّة والإجتماعيَّة والدينيَّة والفِقهيَّة والسياسيَّة في لبنان والوطن العربي.

وإنطلاقاً من ايمانه الرَّاسخ بفعاليَّة الانسان في مُجتمعه، كان الإمام الأب والمُرشد والمُحاور والمُعتدل الَّذي لم يحصر سعيه في التبليغ والتثقيف الدينيين، لا بل عُنيَ أيضاً عناية بالغة بمؤازرةِ الإنسان في مسارِهِ الحياتيِّ والمُجتمعيِّ والعَمليِّ وفي تطوُّرِهِ المعرفيِّ والدِّينيِّ. ومُتسلِّحاً برسالته الإيمانيَّة والانسانيّة، بادر إلى بناءِ المؤسسات التربويَّة والثقافيَّة والإجتماعيَّة والرعائيَّة والصحيَّة.

أمَّا على الصعيد الوطني، فقد حرص الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان (رحمه الله) للمُحافظة على لبنان في أحلك الظروف السياسيَّة والأمنيَّة الَّتي مرَّ بها لسنوات خلت، وكان مُتمسِّكاً بالثوابت الوطنيَّة والمُدافع عنها، رافضاً تهجير أبنائه؛ وهو السَّاعي إلى تفعيل جذوة العيش المُشترك بين اللبنانيين كافة، على الرُّغم من اختلاف توجُّهاتهم وانتماءاتهم الدينيَّة؛ إذ يقول: "نحن نريد إلغاء الطائفيّة السياسيّة وإلغاء المحسوبيات، نُريدُ دولة المُواطن اللبنانيِّ بقطع النظر عن انتمائِهِ الطَّائفيّ أو السياسيّ". (نداء الوطن14 / 12 /1993)؛ فساند كذلك الشباب المُقاوم في فلسطين ولبنان خلال المواجهات مع الكيان الصهيونيّ الغاصب.

يُغيِّب القدر المحتوم، الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان (رحمه الله)، حامل شُعلة الإمام المُغيَّب السيِّد موسى الصدر، ونصير حركة المحرومين، الَّذي اعتبر أنَّ أحد أسباب الشرذمة الدَّاخليَّة وعدم الاستقرار السياسيِّ والإجتماعيِّ في لبنان، مردُّه إلى الطائفيَّة السياسيَّة، فوقف مُتصديّاً لها بكلِّ وعي وقوَّةٍ وحكمةٍ مُطالباً بإلغائها، درءاً لفتن المُستقبل.

رحم الله الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، وغفر له، وأسكنه فسيح جنانه.

وأعظم لكم الله الأجر والثواب.

إنَّا اللهِ وإِنَّا إليهِ راجِعون.

 

*رئيسة اللقاء التقدمي للأساتذة الجامعيين 

 

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".