ودّعت بلدة بيصور فقيدها المأسوف على شبابه، رواد نزار العريضي، بمأتمٍ حاشدٍ حضره لفيف من رجال الدِّين، والفاعليات الاجتماعية والحزبية والعسكرية، إلى جانب عددٍ غفير من أبناء البلدة والجوار.
تخلّل المأتم كلمات وداعية، وشهادات وجدانية، من أصدقاء وأقرباء ورفاق الراحل الذي عُرِف بسيرته الحسنة، ومناقبيته، وعطائه، ومحبته، وقربه من جميع الذين عرفوه.
بدايةً خصَّ الشاعر غانم مطر أهل الفقيد وذويه بقصيدة وجدانية حاكت صفات المأسوف على شبابه وبيئته وتربيته وبلدته.
كلمة أصدقاء الفقيد
بدوره ألقى الشاعر وائل ملاعب قصيدة بإسم أصدقاء الفقيد أكد فيها على قساوة الفاجعة التي حلّت بذوي الفقيد وعموم أهالي البلدة جرَّاء وفاة الشاب رواد الذي وصفه الشاعر ملاعب "بالقمر المنير اللامع في سماء بيصور الكئيبة والحزينة" على فراق من كان "مثالاً يحتذى وقدوة للشباب قلَّ نظيرها، بمسيرته الحسنة وخلقه الأمثل ونخوته المشهودة وبرِّه الموصوف".
كلمة منظمة الشباب التقدمي
من جهته ألقى عضو مكتب الغرب في منظمة الشباب التقدمي رواد نصَّار كلمةً نعى فيها الفقيد بإسم منظمة الشباب التقدمي وأشاد برواد "الباسم الباسل، الظريف الوديع، الصريح الأمين، صاحب الوجه البشوش والكلمة الرقيقة واليد المعطائة". فهو "رواد المثقف ورواد العصامي ورواد البار لأهله وأبناء بلدته".
كلمة الحزب التقدمي الاشتراكي
وكانت كلمة عبدالله ملاعب بإسم الحزب التقدمي الاشتراكي الذي تحدَّث فيها عن وقع نبأ وفاة رواد على رفاقه وبلدته التي "طوت الحياة وطواها الموت". مؤكدًا أن رفاق رواد سيفتقدون من "عاش حياةً عزيزة
عامرة، وما تهرب من معركتها، بل انتمى الى حزب كمال جنبلاط بالممارسة فكان الرفيق الذي آمن أنّ ارتقائه يكون عند ارتقاء المجتمع". كما وتوجه عبدالله ملاعب إلى أهل الفقيد قائلًا "إنّ رواد الذي ستبقى روحه حاضرةً بين رفاقه، لن يُنسَى فالموت انبعاث جديد كما يراه كمال جنبلاط، والفقيد قد إنضم الى ارث بيته البيصوري العريق الذي قدَّم شخصيات عصامية بارزة من الشيخ أبو صالح فرحان العريضي صاحب الشخصية القاعدية العريقة وصالح فرحان العريضي شهيد وحدة الجبل".
كلمة أهالي بلدة بيصور
وكانت كلمة للوزير غازي العريضي، أشار فيها الى تاريخ بيصور التي "كُتِبَ لها أن تكون في مواجهة مفتوحة مع الزمن، في كل المحطات والأحداث والصعاب والمتاعب والمصائب والمحن". مشيرًا الى مواجهة القدر والحياة "فالقدر والزمن يكونان احيانًا قاسيين بل غدارَين". مؤكدًا أن بيصور خسرت "روادًا حبيبًا، إبنًا كريمًا عزيزًا أجمعت عليه البلدة بكل أطرافها ومؤسساتها". وتحدث العريضي عن والد الفقيد نزار "الرجل المناضل والوطني والصلب والعنيد والمقدام والذي يوم عزّت الرجال كان واحدًا من رجال بيصور، في كل المواقع المتقدمة دفاعا عن أرضها وعرضها وكرامتها وعن خط وطني عروبي عريق"، ورأى العريضي ان المصاب كبير على عائلة كريمة، وقال أنّ "رواد كان واحدًا من ابنائي كما نزار واحدٌ من اخواني". وختم كلامه شاكرًا "كل من اتصل وكل من استقبل وكل من أبدى مشاعر عاطفة صادقة". وتوجه العريضي بالشكر والتقدير الى الزعيم الوطني وليد جنبلاط "الذي واسانا والى معالي الوزير الأمير طلال أرسلان الذي يواسينا بوفد كبير هو في بيته وبين أهله".
كلمة أهل الفقيد
وعبّر الشيخ كامل العريضي بإسم أهل الفقيد عن الألم الكبير لوداع رواد، "الذي إجتمع حوله كل الذين عرفوه ليتذكروا صفاته الحسنة والارث البيصوري الموروث عن سلفنا الصالح". هذا وشكر الشيخ كامل كل من واسى أهل الفقيد حضورًا أو اتصالا، داعيًا أن "يتغمد تعالى الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان".
بعد الصلاة على روحه الطاهرة وري في الثرى في مدافن العائلة.