Advertise here

800 ألف مغترب زاروا لبنان هذا الصيف.. والسياحة الداخلية نشّطت الموسم

"الصيفية انتهت": وضع خطير وزحفٌ لشباب لبنان إلى الخارج

31 آب 2021 14:25:06 - آخر تحديث: 31 آب 2021 17:48:41

 

لطالما لعب القطاع السياحي في لبنان دوراً مهماً على الصعيد الاقتصادي، إذ كان يؤمّن مردوداً لا بأس به للدولة اللبنانية، لكن لم يسبق أن شهد لبنان أزمة اقتصادية بهذا الحجم، حيث لم يبقَ أي قطاع اقتصادي في لبنان بمنأى عن الأزمة المستمرة منذ عدة أشهر، فلا يمر يوم دون ظهور تداعيات هذه الأزمة الاقتصادية والمالية في كل نواحي الحياة.

ويشكّل القطاع السياحي نموذجاً حياً لما تعانيه البلاد من تدهور خطير عجزت حتى الساعة كل المحاولات عن لجمه.

رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق، بيار الأشقر،  تحدّث عن الأزمة القائمة، قائلاً: "أطلقنا نداءً للمغترب اللبناني طالبين منه أن يتخذ من لبنان هذا العام مصيفاً له، واللبنانيّون لبّوا النداء. وكان للإجراءات التي اعتمدتها أوروبا هذا العام بسبب فيروس كورونا (دوراً كبيراً)، إذ ساعدت بأن يأتي اللبنانيون بأعدادٍ أكبر"، مضيفاً "بدأ المغتربون بالتوافد إلى لبنان في أوائل حزيران، حيث توافد من الدول العربية ما يقارب 450 ألف مغترب، ومن أفريقيا حوالي 250 ألفاً، ومن أوروبا وأميركا قُدّر عدد الوافدين بـ100 ألف، وبمعدل عام حوالى 700 إلى 800 ألف لبناني أتوا هذا الصيف إلى لبنان".

وأضاف الأشقر في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية: "هناك لبنانيون كانوا يمضون عطلهم الصيفية في الخارج بمقدار 700 ألف، حيث كانوا يذهبون كمجموعات سياحية إلى تركيا، أو قبرص، أو اليونان، وكثير من الرحلات التي كانت منظّمة باتجاه أوروبا، وهذه المجموعات غالباً ما كانت من الطبقة الوسطى. هذه الطبقة محجوزةٌ أموالها اليوم في البنوك، وبالتالي لم تتمكن من السفر. فأصبحت السياحة الداخلية إزاء هذا الوضع هي العنصر المشجّع لهؤلاء. وقد انتقلت السياحة التي كانت محصورة بين بيروت وجبل لبنان إلى كل المناطق اللبنانية، وأصبحت السياحة ثروة مقسّمة بين كل المناطق".


وحول مدى تأثير الأوضاع السياسية والأمنية على السياحة، اعتبر الأشقر أنّ الاضطرابات الأمنية التي شهدها لبنان لا سيّما في خلدة، كما في الجنوب بعد إطلاق الصواريخ، أعطت انطباعاً لدى السياح عن وجود حال من عدم الاستقرار الأمني في لبنان، والخوف من وقوع حرب، الأمر الذي دفع السائح الذي كان موجوداً في لبنان إلى استعجال العودة، وتقصير مدة الاقامة، بالإضافة إلى مشكلة أخرى تمثلت بفقدان مادة البنزين، وصعوبة التنقل بحرية بين المناطق".

وأشار الأشقر إلى أن، "الصيفية انتهت، وغالبية المغتربين بدأوا بالعودة، خاصة وأن غالبية المدارس تبدأ في أوروبا وأفريقيا والدول العربية في أوائل أيلول". 

وعن حجم المدخول الذي حقّقه القطاع السياحي هذا العام، قال الأشقر: "كمؤسّسات سياحية لا يمكن لنا أن نقدّر كم دخل إلى لبنان من عملات أجنبية، فمن يقدّر ذلك هو وزارة المالية والبنك المركزي ووزارة الاقتصاد. ويقال إنّه قد دخل إلى لبنان ما يقارب خمسة مليارات دولار. ولا ندري إذا دخل ذلك المبلغ من المؤسٌسات السياحية أو التحويلات"، لافتاً إلى أنّه لا يمكن أن نقدّر رقماً صحيحاً، فالدولارات في البيوت، ومن قبض دولار لم يضعه في المصرف بل خبّأه في منزله. لهذا السبب أي إحصاء يجري اليوم هو غير دقيق، حتى لو البنك المركزي أجرى الإحصاء، أو وزارة المال.

وكشف الأشقر أنّ نسبة الإشغال الفندقي كانت تتراوح هذا الصيف بين منتصف الأسبوع حتى نهايته بنسبة 80%، وباقي أيام الاسبوع كانت بحدود 40%، مشيراً إلى أنّ الأسعار هذا الصيف في الفنادق كانت مقبولة".

واعتبر الأشقر أنّ، "الموسم السياحي كان أفضل من العام الماضي. لكن ما يحصل اليوم في لبنان خطير جداً، ويتمثّل ذلك في هجرة الشباب اللبناني. هناك زحف إلى الخارج، وأؤكّد أنّ الصناعيين ليست لديهم القدرة على التصدير، فنحن نصدّر القوة البشرية إلى الخارج".

وطالب الأشقر الدولة بالاستقرار الأمني، والاستقرار السياسي، خاتماً: "نريد حكومة، وبغير ذلك لن يعود لبنان إلى الخريطة العالمية".