Advertise here

موجة "دلتا" ستكون مرعبة... الوقاية واللقاح أولاً لتجنّب المعركة الخاسرة

06 آب 2021 09:17:22

منذ أسابيع وعدّاد كورونا يشهد ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات، والتي عادت لتتخطى الألف إصابة يومياً، في حين تراجعت بشكل كبير تدابير الوقاية، الأمر الذي يشكّل خطراً كبيراً لا بد من تداركه قبل وقوع المحظور، خاصة وأنّ قدرة المستشفيات باتت معدومة في ظل الأزمة الاقتصادية المستفحلة، وبالتالي لا مقوّمات للصمود في وجه أي موجة جديدة من الوباء.

طبيب الأمراض الصدرية والعناية المركّزة، الدكتور ربيع أبو شامي، اعتبر أنّ تزايد أعداد الإصابات يعود لانتشار متحوّر "دلتا" الذي ينتشر بشكلٍ سريع، وينتشر بين الصغار في العمر، وينتقل بسرعة إلى الكبار في العمر. وأمّا السبب الآخر فهو عدم الإقبال الكثيف على اللقاح، ليبقى العنصر الأهم وهو التراخي والاستهتار من قِبل المواطنين في الإجراءات العامة، فيما موسم الاصطياف في أوجه، كما التجمّعات والأعراس. وهذا ما أدّى إلى تفاقم الأوضاع وعودة انتشار الفيروس.

وعن الموجة الجديدة، حذّر أبو شامي عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية من أنّها "مرعبة جداً، ونحن غير قادرين على خوض معركة خاسرة. فالقطاع الطبي منهك، ولا توجد أدوية، ولا إمكانات للمواطنين، وهناك استنزاف بالهجرة للطواقم الطبية، كما لا يوجد مازوت في المستشفيات لتشغيل الأجهزة والمعدات الطبية".

وتابع أبو شامي: "إذا تزايدت أعداد الإصابات فالمستشفيات غير قادرة على استقبال المرضى. ونناشد الجميع التزام تدابير الوقاية، وغسل الأيدي، وعدم الاختلاط، والتباعد الاجتماعي".

وعن سبل مواجهة هذه الموجة الجديدة، دعا أبو شامي إلى "ضرورة أخذ اللقاح، فوحده الحل، ولا يجوز الاستهتار بأي لقاح"، مضيفاً "الظروف قاتمة، والوضع لا يحتمل مواجهة الفيروس، فالإمكانيات المتوفرة قليلة ولذلك نحذّر من انتشاره".

لا حل إلّا بالوقاية والتوعية. هذا ما يُجمع عليه الأطباء والقطاع الطبي. وأولى طرق العلاج هي معرفة المرض وعوارضه. فسلالة "دلتا" تغيّر أعراض فيروس كورونا، حيث أظهرت البيانات الصحية أنّ الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض كوفيد- 19 الآن ربما تغيّرت عن تلك الأعراض التقليدية لفيروس كورونا، في الوقت الذي أصبحت فيه سلالة "دلتا" شديدة العدوى هي السائدة حالياً.

تتواصل أعراض الحمى والسعال التي كانت دائماً شائعة لكوفيد-19، فضلاً عن إصابة بعض الأشخاص بالصداع والتهاب الحلق أيضاً، وكذلك سيلان الأنف الذي كان عَرَضاً نادراً لفيروس كورونا منذ بدايته. وفي الوقت نفسه، أصبح فقدان حاسة الشم، والذي كان عَرَضاً شائعاً في الأصل، في المرتبة التاسعة. ويعود سبب تغيّر الأعراض إلى تطوّر الفيروس، والخصائص المختلفة لسلالة دلتا.

يُذكر أنّ هناك تقارير طبيّة أكّدت أنّ السلالة المتحورة "دلتا" من فيروس كورونا المستجد قادرةٌ على إصابة من تلقوا اللقاحات المضادة للعدوى، إلّا أنّ الأخيرة لا تزال فعّالة أمام الإصابة الشديدة بالمرض والحالات التي تتطلب رعاية في المستشفيات.

فالشعار هو، "الوقاية هي الحل الأذكى والأوفر مادياً وصحياً،"، فمتحوّرات جديدة من فيروس كورونا بإمكانها الاستمرار بالظهور إذا تواصل انتشار الجائحة حول العالم.