Advertise here

قداسة البابا تواضروس الثاني إلى اللبنانيّين: إختلفوا كما شئتم لكن أمام مصلحة الوطن العليا كونوا واحدًا

04 آب 2021 13:48:25

في ذكرى مرور سنة على انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 التي جرحت اللبنانيّين في صميم القلب كما هزّت العالم أجمع، وجّه قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيّة رسالة تضامن إلى اللبنانيين نشرت في العدد الخاص من مجلة "المنتدى" الصادرة عن مجلس كنائس الشرق الأوسط تحيّة لبيروت وأهلها بعنوان " بيروت في قلب الكنيسة، بيروت قياميّة".

نص رسالة قداسة البابا كاملا جاء كما يلي: 

بعد عام من الكارثة؟

إنّ مرور عام كامل على هذا الحادث الخطير وهو الإنفجار الهائل في مرفأ مدينةبيروت عاصمة لبنان الحبيب، في 4 أغسطس/ آب - عام 2020 بسبب مواد كيميائيةملتهبة ومخزّنة لوقت طويل ومعرّضة للتفاعل، والإنفجار بالصورة المرعبة التيشاهدناها عبر شاشات التلفزيون جعلت قلوبنا تسقط فينا، وقتها اعتبرناها أزمةوحادثة مفزعة ستجعل أهل البلاد صفًّا واحدًا وقلبًا واحدًا أمام هذه الكارثة بكل أبعادهاالإنسانيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والحياتيّة.

فدائمًا الشعوب أمام الكوارث تتوحّد وتنصهِر في بوتقة واحدة أملًا بالخروجمن الكارثة بأشدّ عزم وأكثر قوّة ، وكنّا نأمل ونصلّي من أجل لبنان الشقيق أن يقوممما حدث وأن ينهض عفيًّا قويًّا ليبدأ رحلة إستعادة مجده وتاريخه وحاضره أملًا فيمستقبل أفضل وأروع لكل بنيه.

لكن للأسف،وكما يقول المثل العربي؛ تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، فمرّتالأيّام والأسابيع واكتمل العام، ومن الكارثة توّلدت أزمة وأزمات وتهاوت آمال كثيرةوتسلّل الإحباط واليأس إلى قلوب الكثيرين في لبنان وفي خارجه.
تغلبت الفرديّة والذاتيّة والمصالح الشخصيّة وغاب التعاون والعمل معًاومصلحة الوطن أولًا وقبل كل شيء وحتى الآن تتصارع الفئات والطوائف والمذاهبوالوطن يتمزّق وينزف وليس من مُعين؟!

يا إخوتي الأحبّاء في لبنان إنّ حياتنا ما هي إلّا بخار يظهر قليلًا ثم يضمحِّل وأنتم أصحاب هذا الزمان أنظروا إلى أبنائكم وبناتكم وصغاركم، أنظروا إلىمستقبلكم وأحلامكم وإشتياقات قلوبكم، أنظروا إلى المتعبين والثقيلي الأحمال والذين ليس أحد يذكرهم.

أرجوكم تعاونوا في الخير واجعلوا وطنكم لامعًا رائعًا ناجحًا متميّزًا.
إن أصابع أيدينا تختلف شكلًا وموقعًا وقدرة وتتنوّع إمكاناتها، لكنّ تتحِّد معًاعملًا وجمالًا وأبداعًا وهذا هو درس الخالق لكلِّ إنسان

إختلفوا كما شئتم ولكن أمام مصلحة الوطن العليا كونوا واحدًا برأيٍّ واحدٍ ونفسواحدة ولكم محبة واحدة لتراب هذا البلد الجميل

أكتب إليكم مصليًّا من قلبي من أجل وحدَتِكم ويكفي الزمان الذي مضى فيالفرقة والتحزُّب، وارتفعوا على قدر المسؤوليّة المطلوبة وإله السلام يمنحُكمسلامه وقوّته لتكونوا ناجحين في كلّ عمل صالح.