Advertise here

وغداً يوم آخر

03 آب 2021 13:14:59

تحلّ علينا الذكرى الأولى لانفجار المرفأ ولم يزل التحقيق مستمراً!

تحلّ علينا هذه الكارثة الوطنية والوطن بدون حكومة!

ومضى على الوعد بظهور المجرم الحقيقي ثلاثمائة وستون يوماً، بعد وعد الحاكم أنّ التحقيق يحتاج  لخمسة أيام. 

استقالة الحكومة، والمكلّف الثالث للتشكيل يترنح قبل السقوط المدوي ما بين بعبدا وبيت الوسط، وغداً يوم آخر. 

إلى متى يا  عميان السياسة في وطني، لا ترون مآسي الناس، وذلّ الناس، وحاجة الناس، وقرفهم من قلة مسؤوليتكم في إدارة دفة الحكم. 

إلى متى يا طرشان السياسة في وطني لا تستمعوا إلى نصيحة قديمة جديدة، قدّمها وكرّرها، وقدّم من أجلها التضحيات والتنازلات وليد جنبلاط، بوجوب استيلاد تسوية لا تضع أمامها إلّا مواجهة هذه الأزمة المفتوحة على جميع الاحتمالات.  

ألم تشعروا بجوع الناس؟ ولن تشعروا.

ألم تسمعوا أنينهم؟ ولن تسمعوا.

ألم تدركوا الذل الذي يعيشونه أمام الصيدليات، والمستشفيات، والأفران ومحطات البنزين؟ ولن تدركوا 

ما معنى هذا الكباش الحاصل بين الرئاستين، ولا أحد يدفع الثمن إلّا هذا الشعب الطيّب الصابر على أقل مقومات الحياة.   

الشعب يعاني الجوع والعطش والحرمان، وأنتم تستغلون وضعه لحماية مكتسباتكم وزيادة غيّكم وفجوركم وثرواتكم. 

اشرحوا لنا ماذا تستفيدون إذا أصبحتم حكاماً بدون شعب، فمن تحكموا؟

ماذا ستستفيدون من وزارة الداخلية والعدلية، وتعيين وزراء، وثلث معطِلٍ مُعطّل، إذا لم يبقَ لا وطن ولا انتخابات. 

في الماضي شرح كمال جنبلاط جمال التسوية، وبأنّها دوماً نهاية جميع الصراعات. واليوم يشرح لكم وليد جنبلاط الحاجة الملحّة للتسوية، وبهدفٍ واحدٍ فقط: المحافظة على الوطن، وشعبه، من فناءٍ محتمٍ على يدكم. أنتم الذين تدعون شعبكم إلى تناول البسكويت بدل الخبز. تذكّروا ماذا حلّ بصاحبة هذه الدعوة. 

يا ثوار بلادي، قليلاً من التبصر والبصيرة في إدارة تحركاتكم وتصويبها صوب خصمكم الحقيقي، ولا تسبحوا في شبر ماء.
 
يا حكّام بلادي، قليلاً من الوعي، والأخلاق، والعاطفة، والمسؤولية، والوفاء. انظروا ماذا حلّ بنا من استزلامنا لغربيٍ طامع، ومشرقيٍ حاقد. عودوا إلى أصالتكم، لبنانكم، وطنكم، هو الذي يناديكم فاسمعوا نداءه، وإذا أردتم إنعاش ذاكرتكم فالمرفأ أمامكم.