"أمل الصغيرة" دمية عملاقة تمثل طفلة لاجئة ستتجول في أوروبا كجزء من مبادرة فنية. وأمام "أمل الصغيرة" رحلة طويلة إذ سوف تقطع مسافة تصل إلى أكثر من 8 آلاف كيلومتر من الحدود التركية-السورية وصولا الى مدينة مانشستر البريطانية. وخلال رحلتها، ستقوم أمل بالبحث عن أمها التي تقطعت بها السبل عقب خروجها بحثا عن طعام لكن لم تجد طريقها للعودة إلى طفلتها.
"أمل الصغيرة" ليست طفلة عادية فهي دمية عملاقة يبلغ طولها 3.5 مترات وهي تمثل طفلة لاجئة إذ تعد الشخصية الرئيسية والوحيدة لعرض مسرحي يطلق عليه اسم "المسيرة" انطلق في مدينة غازي عنتاب التركية قرب الحدود السورية. وخلال الشهرين المقبلين، سوف تسافر "أمل" إلى ثماني دولة أوروبية من بينها ألمانيا.
وترمي منظمة مسرح "غود تشانس" البريطانية من خلال هذا العمل إلى جذب الانتباه تجاه كافة الأطفال المشردين حيث العديد من الاطفال قد انفصلوا عن عائلاتهم في الوقت الذي طغت جائحة كورونا على معاناتهم. ويظهر هذا الهدف جليا من شعار الرحلة "لا تنسونا".
وسوف تصل أمل إلى ألمانيا بعد تجاوزها مدن هي أزمير وروما ومارسيليا وجنيف وستراسبورغ فيما من المقرر أن تزور ثلاث مدن ألمانية هي شتوتغارت وكولونيا وريكلينغهاوزن من الأول إلى الثالث من تشرين الأول.
وخلال مبادرة "المسيرة" ستقام فعاليات ثقافية يشارك فيها فنانون محليون وسكان في إطار استقبالهم "أمل الصغيرة". ففي مدينة شتوتغارت الألمانية - على سبيل المثال- ستقوم الدمية الألمانية الشهيرة "داندو" (Dundu) التي تعني بالألمانية "أنت وأنت"، بعمل فني تستعرض فيه الدمية البالغ ارتفاعها 5 أمتار، أحلامها.
أما في كولونيا، ستقوم جمعية ArtAsyl بتنظيم لقاء بين أمل وكبار السن من الألمان الذين عاصروا حروبا وفي مدينة ريكلينغهاوزن سيتم استقبال "أمل الصغيرة" بفعالية تحت عنوان "مرحبا بك في شارعنا" بمشاركة سكان المدينة في إطار مهرجان Ruhrfestspiele Recklinghausen الألماني الشهير الذي يعد أحد أكبر وأقدم المهرجانات المسرحية في أوروبا .
وانطلاقا من ألمانيا، ستواصل أمل رحلتها إلى أنتويرب وبروكسل وباريس ولندن لتصل وجهتها الأخيرة في مدينة مانشستر في المملكة المتحدة.
وقامت شركة Handspring Puppet الجنوب إفريقية الشهيرة بتصنيع "الدمية أمل" إذ قام مؤسسا الشركة باسل جونز وأدريان كوهلر بهذا العمل رغم أنهما قد خرجا إلى التقاعد.
واكد كوهلر على موقع مبادرة "المسيرة" على أن "قصص اللاجئين باتت قضية كبيرة في أوقاتنا. ففي الوقت الذي تعاني فيه المسارح من الإغلاق جراء الجائحة، فإن الأحداث الفنية العامة يمكن أن تجمع الناس مرة أخرى".
ويقف وراء تحريك الدمية أمل أربعة من محركي الدمى إذ أن الأول والثاني يحركان اليدين والثالث يحرك الظهر أما الرابع فيكون داخل الدمية وهو أيضا المسؤول عن "القيثارة" وهو نظام معقد مؤلف من أوتار لتحكم في تعابير وجه الدمية.