Advertise here

التهريب يستنزف أموال اللبنانيين... "التقدمي" يدعو لوقف مهزلة الدعم

31 تموز 2021 15:51:58

توقّف عضو مجلس القيادة ومسؤول الملف الاقتصادي في الحزب التقدمي الإشتراكي محمد بصبوص أمام ما ورد في بيان حاكم مصرف لبنان أمس حول المبالغ التي تم صرفها لشراء المحروقات وغيرها من المواد الأساسية، والتي تثبت وجهة نظر الحزب التقدمي بضرورة وقف الدعم بشكل تام عن المحروقات بالدرجة الأولى، طالما ان الكميات المستوردة تخطت بكثير حاجة السوق المحلية مقارنة مع الاعوام السابقة، ما يؤكد ان التهريب سيد الموقف وهو سبب النزف القاتل في هذا القطاع كما هو السبب الأساسي لمعاناة اللبنانيين اليومية في طوابير الذل والمهانة.

ولفت بصبوص في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أن كمية المازوت المستوردة من قبل منشآت النفط والشركات الخاصة  ارتفعت من  مليون و 600 الف طن كمعدل سنوي  بين عامي 2011 و 2014 الى 2 مليون و 500 الف طن كمعدل سنوي بين عامي 2015 و 2020، أي بزيادة 57%، و من الواضح ان هذه الزيادة استقدمت للتهريب. فيما من المتوقع أن تقارب كمية استيراد المازوت لعام 2021 حوالي 2 مليون و 600 الف طن أي ما يزيد عما تم استيراده في العام 2019 وحده. امام تلك المؤشرات تبقى الحقيقة واحدة، يستمر "الدعم" المقنع اداةً لإذلال اللبنانيين بينما تتنعم مافيا التهريب والاحنكار بمراكمة ثرواتها على حساب القهر اليومي للناس.

اما البنزين فقد زاد استيراده بنسبة 62% بين عامي 2010 و 2019 لتبلغ الكمية 2 مليون و 100 الف طن، كما أشار إلى أنه من المتوقع ان تبقى كمية استيراد البنزين للعام 2021 متقاربة مع ما تم استيراده في العام 2019، وكل ذلك يؤكد انه رغم تخفيض دعم دولار الاستيراد من 1500 الى 3900 يبقى الجزء الأكبر من الكميات المستوردة تحت رحمة التهريب وهذا هو التفسير الوحيد لتفاقم الأزمة، ما يؤكد ان الحل الجذري ليس إلا في الوقف الكلي لدعم استيراد المحروقات على ان يتم بالتوازي العمل على دعم قطاع  النقل العام.

اما فيما يتعلق باستيراد الفيول الخاص بكهرباء لبنان، فقد أوضح بصبوص أن وزير الطاقة عمد الى ربط زيت الوقود العراقي الثقيل بسلفة جديدة من الاحتياطي الالزامي (200 مليون دولار) وقال إنه "اذا اعتمدنا فقط على الفيول العراقي فساعات التغذية ستبقى نفسها اليوم إذا لم يتم تجديد سلفة الـ 200 مليون أو إعطاء سلفة ثانية"، وفق الوزير، وعليه طرح بصبوص التساؤلات التالية:

بالأمس كان الامل معقوداً على الوقود العراقي لتخفيف ساعات التقنين،  اما اليوم فلما يقرن الوزير زيادة ساعات التفذية بالنفط العراقي معطوفاً على سلفة جديدة من الاحتياطي الالزامي؟

ما هي الكمية التي ستصل للبنان بعد مبادلة زيت الوقود الثقيل بالفيول؟ ومن هي الشركة التي سوف تقوم بالمبادلة (لبنانية)؟ وما هي الخدمات التي سوف يحصل عليها العراق بالمقابل؟

وختم بصبوص بالتأكيد على أن كل هذه الأزمات شبه المفتعلة بقصد ترك باب التهريب مفتوحاً على مصراعيه، لن تنتهي إلا بإصلاح جدي وجذري لقطاع الكهرباء و بانتهاء مهزلة "الدعم" الذي لا يزيد المحرومين الا حرماناً.