Advertise here

الغدُ المشرقُ آتٍ

30 تموز 2021 11:05:00 - آخر تحديث: 30 تموز 2021 13:35:41

"تفاءل بالفرح تجده، الحياة بلا أمل عبء لا يحتمل" أقوال  شائعة نسمعها ونطبّقها لنشعّ الفرح في نفوسنا والتّفاؤل بغدٍ أفضل، لأنّ الفرح يملأ قلوب النّاس وأفئدتهم نشاطًا وحبورًا وحماسًا للمضي قدمًا في الحياة،  والتّفاؤل يجعلنا ننظر إلى الوجه المشعّ لا المظلم، يجعلنا ننظر في القسم الممتلئ من الوعاء لا الفارغ. مع التّفاؤل يبقى النّاس يرون الشّمس السّاطعة والقمر المنير، رغم الظّروف الّتي يمرّ بها لبنان.  فما أهميّة إشاعة الفرح والتّفاؤل بين النّاس في مثل هذه الظّروف القاهرة الّتي تثقل كاهل الوطن اقتصاديًّ واجتماعيًّا؟

قال الشّاعر الطّغرائي: أعلّل النّفس بالآمال أرقبها                   ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!"

ما يدلّ على أهميّة الأمل في بثّ الفرح والحبور والسّرور في نفوس المواطنين، وتألّق نظرتهم المستقبليّة للغد، فيشعرون بالثّقة بأنفسهم، وبأن شبح الظّروف الرّاهنة غيمة سوداء تسبح في سماء الوطن ستنجلي وتزول، فلا الحزن يدوم ولا الضّيق يستمرّ، بعد الضّيق يأتي الفرج، وبعد المرض يكون الشّفاء. هذه النّظرة إلى الأمور تجعل المواطنين مسرورين وفرحين ومتفائلين. إيمانهم أنّ الغيم سيرحل والرّبيع سيزهو يفتح أبواب السّماء للدّعاء، وأبواب القلوب للتّعاون والتّضامن والتّوافق والائتلاف. لذا إنّ إشاعة الفرح ونشر التّفاؤل يبدّدان القلق الملتفّ حول مصير مبهم ومجهول. 

حقًّا إنّ المصير مقلق  ومخيف  لأنّ  ارتفاع الأسعار ولعبة  الدّولار وتفشّي الاستهتار أمور تعبث بالاستقرار وتهبط بنا نحو الانحدار،  قتكثر  الأمراض والتّجلّطات والهموم والغموم والمشاكل النّفسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، ما يهدّد الأمن  الغذائي والاستقرار والصّحّيّ والوطنيّ. 

بناء على ما ذكر، كم جميلٌ أنّ نتسلّح  بالشّجاعة في مواجهة الظّروف، وبالقوّة لنحارب الفساد والفقر والعوز والجوع، وبالمحبّة لنتعاون ونتعاضد ونواجه المشاكل سويًّا! يدٌ واحدة لا تصفّق، وبالعلم والعمل نجاة الوطن. أن نعمل جميعًا لما في مصلحة الوطن.

 "تأبى العصي إذا تجمّعت تكسّرًا وإذا تفرّقت تكسّرت آحادا"  نتمكّن من  مجابهة الأنواء بالإرادة الصّلبة وبنشر الفرح في نفوس الموطنين وبالتّفاؤل أنّ الغد أفضل وأشد إشعاعًا ونورًا.

لقد مرّت الكثير من الظّروف القاهرة على لبنان وتمكّن من تخطّيها بفضل تمسّكه بالغد المشرق وتسلّحه بالإيمان. واليوم لن يسمح  بأن تسيطر الكآبة عليه لأنّه شعبٌ يحبّ الحياة ويحبّ أن يعيش حياة مليئة بالفرح والرّضى وأن يجعل التّفاؤل والسّعادة منهجًا يسلكه وهدفًا يصبو إليه، بالتّفاؤل تتحقّق السّعادة وبالفرح يتحقّق الرّضى. فمن أساسيّات الحياة أن نؤمن أنّ الأمس ضاع واليوم بين أيدينا والغد مأمول  فيه شمس  مضيئة ، فلولا التّفاؤل والأمل في الغد لما عاش المظلوم. 

في الختام النّاس يبحثون عن السّعادة في كلّ أمورهم وشؤونهم وشجونهم، بعد العتمة ينبثق النّوروبعد الضّيق يأتي الفرج. الشمس تشرق كلّ يوم والأمل يتجدّد كلّ لحظة. ظروف لبنان علّمت شعبَه القوّة والصّلابة والجلد والشّهامة. عسى أن  تنزاح سحابة الهمّ والغمّ عن وطننا الغالي لبنان! فهل مَن يسعى وهل مَن يهتمّ؟!
 

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".